رُصد انفجار غامض استمر لأكثر من 7 ساعات في أعماق الكون، في ظاهرة غير مسبوقة حيّرت علماء الفلك، وفق ما أعلنه باحثون بعد تحليل بيانات التقطها تلسكوب فيرمي الفضائي لأشعة غاما التابع لوكالة ناسا.
وتُعد انفجارات أشعة غاما (GRBs) أكثر الانفجارات طاقة في الكون منذ الانفجار العظيم، ويُرصد في المتوسط انفجار واحد منها يوميًا. إلا أن ما حدث في 2 يوليو 2025 كان استثنائيا، إذ سجل فيرمي انفجارا غير معتاد استمر في إطلاق دفعات متتالية من الإشعاع لأكثر من سبع ساعات.
وسارع علماء الفلك إلى استخدام مراصد حول العالم لرصد الوهج اللاحق للانفجار وتحديد مصدره.
وأُطلق على الحدث اسم GRB 250702B، وتبيّن أنه أطول انفجار أشعة غاما تم تسجيله على الإطلاق.
ويرجّح الباحثون أن الانفجار نجم عن نوع نادر أو غير مسبوق من الأحداث الكونية، أطلق نفاثة ضيقة من المادة باتجاه النظام الشمسي، بسرعة لا تقل عن 99% من سرعة الضوء.
ولفهم طبيعة الحدث، استعان العلماء بمجموعة واسعة من المراصد التي تغطي مختلف أطوال الموجات الضوئية، من بينها تلسكوبا جيميني في تشيلي وهاواي، والتلسكوب الكبير جدًا (VLT) في تشيلي، ومرصد كيك في هاواي، إضافة إلى تلسكوب هابل الفضائي.
ووفق وكالة ناسا، تأتي انفجارات أشعة غاما من أعماق الكون، إذ إن أقربها حدث على مسافة تزيد على 100 مليون سنة ضوئية.
أما GRB 250702B، فقد انطلق من مجرة ضخمة تبعد نحو 8 مليارات سنة ضوئية، وتتميّز بكونها مليئة بالغبار الكوني، ما أدى إلى حجب الضوء المرئي الصادر عن الانفجار.
وقال جوناثان كارني، الباحث الرئيسي في الدراسة وطالب الدكتوراه في الفيزياء والفلك بجامعة نورث كارولاينا في تشابل هيل، إن هذا الحدث "هو أطول انفجار أشعة غاما رصده البشر على الإطلاق، وبطول لا ينسجم مع أي من النماذج المعروفة حاليًا لتفسير هذه الانفجارات".


