منوعات

جينات عربية وفارسية لدى الشعب السواحيلي شرقي أفريقيا

جينات عربية وفارسية لدى الشعب السواحيلي شرقي أفريقيا

 كشفت دراسة لحمض نووي يعود تاريخه إلى قرون من الزمان عن الأصل المعقد للشعب السواحيلي في شرق أفريقيا، وكيف نشأت حضارة عالمية مزدهرة في العصور الوسطى بفضل نساء من أفريقيا ورجال قادمين من بلاد فارس.

وقال باحثون، اليوم الأربعاء، إنهم قاموا بدراسة للحمض النووي شملت 80 شخصا من خمسة مواقع في كينيا وتنزانيا تعود إلى الفترة من نحو 1250 إلى 1800 ميلادية. وكان أكثر من نصف المدخلات الجينية في كثير منها يعود إلى أسلاف من الإناث من الساحل الشرقي لأفريقيا بينما جاءت مساهمة كبيرة أيضا من آسيا، والتي جاء نحو 90 في المئة منها من رجال من بلاد فارس (إيران الآن) وعشرة في المئة من الهند.

وأظهرت الدراسة أنه بعد نحو سنة 1500 ميلادية، تحول الجزء الأكبر من المساهمة الجينية الآسيوية إلى أسلاف عرب أو مصادر جينية عربية.

وتمتد منطقة الساحل في شرق أفريقيا تقريبا من العاصمة الصومالية مقديشو في الشمال إلى جزيرة كيلوا التنزانية في الجنوب وتضم أيضا أجزاء من كينيا ومالاوي وزنجبار وجزر القمر.

وكان الشعب السواحيلي في العصور الوسطى، فيما يعرف بالمدن الدول مثل مومباسا وزنجبار، يعمل بتصدير البضائع من أفريقيا بما في ذلك العاج والذهب وخشب الأبنوس وخشب الصندل، وكذلك العبيد، إلى وجهات عبر المحيط الهندي. كما كانوا من أوائل من دخلوا الإسلام بين شعوب جنوب الصحراء الكبرى الأفريقية.

طبيعة عالمية للشعب السواحيلي

وقالت عالمة الوراثة بجامعة هارفارد، إستر بريل، الباحثة الرئيسية في الدراسة التي نُشرت في مجلة نيتشر "التحيز الجنسي في المزيج الأفريقي الآسيوي يثير أسئلة عن التفاعلات الاجتماعية وأدوار الجنسين. فمن ناحية، لديك رجال فارسيون يختلطون مع نساء أفريقيات، مما قد يبرز عدم المساواة الاجتماعية".

وأضافت "ومن المحتمل أن النساء الأفريقيات كن يتمتعن بمزيد من الاستقلالية في اختيار شركائهن لبناء الأسر. وكان من الممكن أن يكون الوضع عبارة عن ارتباط أسر قوية تعمل بالتجارة في أفريقيا وآسيا في علاقات زواج مفيدة اقتصاديا".

وقال الباحثون إنه ربما تكون النساء الأفريقيات ومجتمعاتهن قد اخترن تكوين أسر مع أمراء أو تجار فارسيين، مما يعزز الشبكات التجارية للتجار الأفارقة والفارسيين.

وأظهرت الدراسة أن الأشخاص من أصول أفريقية وآسيوية بدأوا في الاختلاط في المنطقة بحلول عام 1000 بعد الميلاد. وعكست النتائج الجينية الطبيعة العالمية للشعب السواحيلي. فلغته السواحيلية من أصل أفريقي، والدين السائد هو الإسلام وتظهر في مطبخه التأثيرات الهندية والشرق أوسطية.

ووصلت الثقافة السواحيلية إلى ذروتها خلال الفترة من القرن الثاني عشر إلى القرن الخامس عشر، وتراجعت مع وصول البرتغاليين خلال القرن السادس عشر.

رويترز

يقرأون الآن