نقلت وكالة رويترز عن مصادر سياسية وعسكرية، بإن المحادثات في السودان التي تستهدف التوصل إلى إتفاق نهائي لتعيين حكومة مدنية الشهر المقبل وبدء إنتقال جديد نحو الإنتخابات وصلت إلى طريق مسدود بشأن القضية الشائكة المتمثلة في إعادة هيكلة الجيش.
وبحسب المصادر، فإن مندوبي الجيش والشرطة والاستخبارات، إنسحبوا من المحادثات إحتجاجا على عدم وجود أي جدول زمني للإندماج. وأظهرت صور الجلسة الختامية للمؤتمر مقاعدهم شاغرة.
وأوضحت المصادر أنه بينما يفضل الجيش جدولا زمنيا مدته عامان للإندماج، إقترح وسطاء دوليون خمس سنوات بينما إقترحت قوات الدعم السريع عشر سنوات.
وظهرت الخلافات هذا الأسبوع حول الجدول الزمني لدمج قوات الدعم السريع شبه العسكرية النافذة في الجيش، وهي خطوة تمت المطالبة بها في إتفاق إطار عمل للانتقال الجديد تم توقيعه في كانون الأول/ ديسمبر.
ودمج قوات الدعم السريع ووضع الجيش تحت سلطة مدنية كان من المطالب الأساسية لحركة إحتجاجية ساعدت في الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير منذ أربع سنوات.
ويعتبر المحللون أن إصلاح قطاع الأمن حاسم في فرص السودان في التحول إلى ديمقراطية.
واستهدفت المحادثات في الخرطوم هذا الأسبوع تقديم إرشادات حول كيفية وموعد دمج قوات الدعم السريع، لكنها اختتمت في وقت متأخر أمس الأربعاء دون إصدار توصيات.
ونفذ الجيش وقوات الدعم السريع إنقلابا في تشرين الأول/ أكتوبر2021، لينهيا المرحلة الإنتقالية السابقة نحو الانتخابات التي انطلقت بعد الإطاحة بالبشير.
ويستهدف الإنتقال الجديد طي صفحة الإستيلاء على السلطة، على الرغم من أن المفاوضات قبل التوقيع المتوقع للإتفاق النهائي يوم السبت أججت بالفعل التوترات التي دفعت الجيش وقوات الدعم السريع إلى نشر قوات في العاصمة.