أطلقت الصين، اليوم السبت، تدريبات عسكرية تستمر ثلاثة أيام في مضيق تايوان هدفها "الإستعداد القتالي" وسط توتر مع الجزيرة بعد إجتماع الرئيسة التايوانية تساي إنغ-وين مع رئيس مجلس النواب الأميركي كيفن مكارثي.
وقال الجيش في بيان إنه سيجري تدريبات "إستعداد قتالية" في مضيق تايوان من 8 إلى 10 نيسان/ أبريل، مضيفًا أن المناورات تعدّ تحذيرًا شديدًا لـ"القوات الإنفصالية" في تايوان بسبب "تواطؤهم مع قوى خارجية".
وأعلنت وسائل إعلام حكومية صينية أن بكين تجري تدريبات على "تطويق كامل" لتايوان.
وزارة الدفاع في تايوان: التدريبات الصينية تهدد "الإستقرار والأمن"
وقالت وزارة الدفاع في تايوان إن 42 طائرة عسكرية صينية وثماني سفن عبرت الخط الأوسط لمضيق تايوان صباح اليوم السبت. ورصدت الوزارة 3 سفن حربية و13 طائرة صينية حول الجزيرة، منددةً بهذه الإجراءات "غير الرشيدة". وأشارت إلى أنها "ستدافع عن أمنها الوطني بجاهزية قتالية صلبة".
وكشفت أن "أربعًا من الطائرات المرصودة عبرت الخط الأوسط لمضيق تايوان ودخلت الجزء الجنوبي الشرقي من منطقة تمييز الهوية لأغراض الدفاع الجوي (أديز)".
وأضافت أن التدريبات العسكرية الصينية تهدد "الإستقرار والأمن" في المنطقة، مشيرة إلى أن الصين "استخدمت زيارة الرئيسة تساي وعبورها في الولايات المتحدة ذريعة لإجراء تدريبات عسكرية تقوض بشكل خطير السلام والإستقرار والأمن في المنطقة".
وفي بيان لجيش التحرير الشعبي، قال المتحدث باسم المسرح الشرقي الكولونيل شي يي، إن مناورات "السيف الحاد المتحد" ستشمل تدريبات دورية للشرطة في مضيق تايوان، مشيرًا إلى أن "هذه العمليات هي بمثابة تحذير صارم ضد التواطؤ بين القوى الإنفصالية الساعية لاستقلال تايوان والقوى الخارجية، وضد أنشطتها الإستفزازية".
ولم يتم تحديد الموقع الدقيق لهذه المناورات. ويبلغ عرض أضيق جزء من المضيق بين الساحل الصيني وتايوان حوالى 130 كيلومترًا.
رئيسة تايوان: نتطلع إلى مزيد من التعاون مع الولايات المتحدة
وقالت رئيسة تايوان، اليوم، إن بلادها تتطلع إلى مزيد من تعزيز التعاون الأمني مع الولايات المتحدة، وذلك خلال لقاء جمعها بوفد من مجلس النواب الأميركي برئاسة رئيس لجنة الشؤون الخارجية في تايبيه مايكل كول.
بدوره، أعلن كول أن أميركا ستوفر التدريب لجيش تايوان "من أجل السلام"، مضيفًا: "نحن هنا في تايوان لتقديم دعمنا القوي لها".
ويُجري الجيش الصيني، الإثنين، تدريبات بالذخيرة الحية في مضيق تايوان قرب ساحل مقاطعة فوجيان (شرق) المواجهة للجزيرة، حسبما أعلنت السلطات البحرية المحلية السبت.
وتقع المنطقة المعنية حول بينغتان، وهي أقرب نقطة في البر الرئيسي للصين إلى تايوان، وفق الإحداثيات التي أعطتها السلطات البحرية في فوجيان الجمعة.
هذا ما أثار "غضب" بكين
وكرر المكتب المعني بشؤون تايوان في الصين، في بيان نشره قبل وقت قصير من هبوط طائرة تساي، معارضته الزيارة للولايات المتحدة، التي وُصفت بأنها "رحلة عبور (ترانزيت)" على الرغم من أن أهم إجتماعاتها جرت خلالها.
وقال البيان "ما توصف بأنها رحلة عبور (ترانزيت) هي في الواقع إستفزاز بالإعتماد على الولايات المتحدة سعيًا للإستقلال". لكن البيان لم يعلن أي خطوات "إنتقامية" محددة.
والتقت تساي مع رئيس مجلس النواب الأميركي كيفن مكارثي أثناء وجودها في لوس انجليس يوم الأربعاء مما أثار غضب بكين التي تعتبر تايوان جزءًا من أراضيها.
من جهتها نفت وزارة الدفاع التايوانية، قبل نحو 30 دقيقة من هبوط الطائرة، تقريرًا إعلاميًا تايوانيًا يفيد بأن طائرتها تعرضت "لتشويش مجهول"، قائلة إن هذا غير صحيح.
وقالت الوزارة إنه بالرغم من ذلك، تم نشر قوة عسكرية خاصة "للسيطرة على العملية بأكملها"، بمشاركة القوات البحرية والجوية في الحراسة.
وسافرت تساي على متن طائرة "إيه 350" مُستأجرة خصيصًا من الخطوط الصينية الجوية المملوكة لتايوان.
وكانت الصين قد أجرت مناورات عسكرية حول تايوان في آب/أغسطس الماضي عقب زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي في ذلك الوقت نانسي بيلوسي إلى تايبه.
رويترز