أوعز وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بو حبيب إلى المندوبة الدائمة بالوكالة في نيويورك جانّ مراد تسليم كتاب الشكوى الذي وجهته الوزارة باسم الحكومة اللبنانية إلى كل من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش والى مجلس الأمن .
وقد حذّر لبنان في كتابه من خطورة التطورات الأخيرة التي شهدتها المنطقة لا سيما القرى الواقعة في الجنوب اللبناني، وأكّد حرصه على العمل لسحب فتيل الفتنة والدعوة إلى تهدئة النفوس، محمّلا اسرائيل مسؤولية تداعيات أي تصعيد من شأنه أن يفجّر الأوضاع على الحدود اللبنانية الجنوبية.
وفيما أكد لبنان على تمسكه بسياسة ضبط النفس إنطلاقا من وعيه لأهمية الإستقرار والهدوء، ومن حرصه الثابت على الوفاء بإلتزاماته الدولية، إلا أنه أدان الإعتداءات التي نفذتها إسرائيل فجر الجمعة على مناطق في جنوب لبنان، والتي عرّضت حياة المدنيين وسلامة الأراضي اللبنانية للخطر، وقد اعتبرها عملاً عدوانياً فيه: إنتهاك صارخ لسيادة لبنان- تهديد للإستقرار الذي كان ينعم به الجنوب الللبناني- خرق فاضح لقرار مجلس الامن الدولي 1701، وتهديد للسلم والأمن الدوليين.
كما جدد لبنان رفضة إستعمال أراضيه كمنصة لزعزعة الإستقرار القائم مع إحتفاظه بحقه المشروع بالدفاع عن النفس، وأعاد التأكيد على أن إبقاء خطوط التواصل مفتوحة مع الأمم المتحدة وقوات اليونيفيل هي السبيل الأمثل لحل المشاكل والحفاظ على الهدوء والإستقرار، مبدياً إستعداده للتعاون الدائم مع قوات حفظ السلام على تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي 1701، وحرصه على الهدوء والإستقرار في جنوب لبنان.
من جهة اخرى، نبّه لبنان من خطورة وتداعيات الممارسات الإسرائيلية الإستفزازية في القدس الشريف، وإنتهاك حرمة الأماكن المقدسة مُضافاً اليه الاستخدام غير المبرر للقوة المفرطة في دور العبادة بحق المصلين، ورفض إسرائيل الإمتثال لدعوات مجلس الأمن والمجتمع الدولي للإمتناع عن إتخاذ خطوات تصعيدية خلال زمن الأعياد المتزامن هذا العام لدى الأديان السماوية الثلاثة، حيث فاقمت إسرائيل بأعمالها العدوانية الوضع الامني ميدانيا، وسببت أجواءً من التوتر في المنطقة بصورة عامة.
وطالب لبنان في كتابه مجلس الأمن والمجتمع الدول، إدانة الاعتداء الاسرائيلي بأشد العبارات، وبإلزام اسرائيل وقف خرقها لسيادة لبنان جواً وبحراً وارضاً، ووقف تهديداتها المستمرة بتقويض السلم والأمن، وتنفيذ كافة موجباتها وفق القرار 1701.