دولي

تساؤلات كبرى حول جاك تيكسيرا.. من وراءه؟

تساؤلات كبرى حول جاك تيكسيرا.. من وراءه؟

بالتزامن مع توجيه الاتهام رسميا، اليوم الجمعة، الى عضو الحرس الوطني في القوات الجوية الأميركية جاك دوغلاس تيكسيرا، من قبل المحكمة الفيدرالية في بوسطن، تعالت الأصوات مشككة في أن يقدم الشاب الذي لا يتجاوز الـ20 من عمره على خطوة كارثية بمفرده. وتفاوتت التقديرات بين أن يكون عمله مدفوع الأجر لحساب موسكو، أو أن تسهيلات قدمت اليه لنشر ما تريد الاستخبارات الأميركية أن تفصح عنه. وفي الحالتين، يواجه تكسيرا تهما تتراوح أحكامها بالسجن بين 10  الى 35 سنة. أما حالة تكسيرا، وفق الاعلام الاميركي الذي تابع مجريات المحاكمة، فإنه بدا خائفا ونادما وتمكن من مهاتفة رفاقه في موقعه الخاص ليبلغهم ما حصل معه.

وكان وجه قاضيا فيدراليا، اليوم الجمعة، لائحة اتهامات الى تيكسيرا، وفي جلسة الاستماع، طلبت كبيرة المدعين للأمن القومي الاتحادي في بوسطن نادين بيليغريني، احتجازه إلى حين المحاكمة، وتم تحديد جلسة استماع يوم الأربعاء المقبل.

وعلّق الرئيس الأميركي جو بايدن بأنه وجه المجتمع العسكري والاستخباراتي لاتخاذ خطوات لمزيد من الحماية تجاه المعلومات الحساسة.

ونشرت الوثائق السرية المسربة على الإنترنت على أحد مواقع التواصل الاجتماعي في آذار/مارس وربما قبل ذلك، لكن لم يتم الكشف عن وجودها حتى نشرتها صحيفة "نيويورك تايمز" الأسبوع الماضي. ويُعتقد أن تسريب الوثائق، التي نُشرت على نطاق كبير على مواقع التواصل الاجتماعي، هو أخطر خرق أمني منذ ظهور أكثر من 700 ألف وثيقة ومقطع فيديو وبرقية ديبلوماسية على موقع ويكيليكس في عام 2010.


ومازال المسؤولون الأميركيون يقيّمون الأضرار التي أحدثتها التسريبات والتي تضمنت سجلات تظهر تفاصيل مزعومة عن نقاط الضعف العسكرية الأوكرانية ومعلومات حول الحلفاء بما في ذلك إسرائيل وكوريا الجنوبية وتركيا.

وفي شكوى جنائية نُشرت اليوم الجمعة، وجهت إلى الشاب تهمة النسخ غير القانوني وحيازة سجلات دفاع سرية وقد تصل عقوبة كل جريمة إلى السجن 10 سنوات.

كما اتهم بارتكاب جريمة أخرى وهي قيام موظف بالولايات المتحدة بنقل سجلات سرية عن عمد إلى موقع غير مصرح به.

وقال أحد عملاء مكتب التحقيقات الاتحادي في تصريح تحت القسم إن تيكسيرا كان يحمل تصريحا أمنيا سريا للغاية منذ عام 2021، وكان يتمتع أيضا بإمكانية وصول حساسة حصرية إلى برامج أخرى شديدة السرية.


وقالت "نيويوك تايمز"، إن جاك بدا في حالة ذعر، وهو ينضم إلى محادثة وداع مع أعضاء مجموعة اللعب التي أصبحت في قلب تحقيق فيدرالي واسع.

وقال عضو لقب نفسه بـ"فاكي"، إن جاك بدا كما لو أنه كان في سيارة تسير بسرعة، ثم قال "شباب، لقد كانت الأمور جيدة، أحبكم جميعا".

وتحدث تيكسيرا مرتين فقط خلال الإجراءات الموجزة في المحكمة، وأجاب قائلا "نعم" حين سئل إذا كان يفهم حقه في التزام الصمت.

وأكد أنه قام بملء شهادة مالية قال القاضي إنها تظهر أن من حقه أن يمثله محام عام اتحادي.

وقد يواجه أي شخص يدان بنقل معلومات الدفاع الوطني عمدا عقوبة تصل إلى 10 سنوات في السجن. ومن المحتمل أن يواجه عقوبة أطول اعتمادا على التهم الموجهة إليه.

وفي قضية ويكيليكس، حُكم على الجندية في الجيش الأميركي تشيلسي مانينغ، بالسجن 35 عاما. ولاحقا خفف الرئيس الديمقراطي باراك أوباما عقوبتها.


ودشنت وزارة العدل تحقيقا جنائيا رسميا الأسبوع الماضي في التسريبات الحالية، بعد إحالة من وزارة الدفاع. وقالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أمس الخميس إن التسريب "عمل إجرامي متعمد" مضيفة أن الجيش اتخذ خطوات لمراجعة قوائم التوزيع والتأكد من وصول المعلومات للأشخاص الذين يحتاجون إليها.

ولم يتضح ما إذا كان تيكسيرا قد حصل على تمثيل قانوني.

وراجعت "رويترز" أكثر من 50 وثيقة تحمل تصنيف "سري" و"سري للغاية" لكنها لم تتحقق بشكل مستقل من صحتها. ومن المحتمل أن يكون عدد الوثائق المسربة أكثر من 100.

ومازالت الولايات المتحدة تواجه صعوبات في محاولاتها تسلم مؤسس ويكيليكس جوليان أسانج من لندن لمواجهة اتهامات جنائية فيما يتعلق بتسريب عام 2010.

من جهته وصف مؤسس قوات "فاغنر" الروسية يفغيني بريغوجين وثائق البنتاغون بأنها "غير استراتيجية".



وذكر بيان المكتب الصحفي لبريغوجين: "أؤكد أن الوثائق ذاتها ليست استراتيجية ولا تشكل أي تهديد للقوات المسلحة لأوكرانيا بعد نشرها".

وأضاف أنه في الوثائق المنشورة على شبكة الإنترنت، "كأنها جمعت كل شيء في هذا العالم عبر خيط رفيع"، ومعظم تلك البيانات متوافرة في المصادر المفتوحة.


.

يقرأون الآن