إشتباكات السودان في يومها الثالث…مزيد من القتلى والجرحى

في اليوم الثالث من الاشتباكات بين وحدات من الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، اشتدت حدة المعارك لتستخدم للمرة الأولى مضادات الطيران من قبل قوات الدعم السريع، على الرغم من المناشدات الدولية، لتغدو الأمور على الارض "حرب شوارع وسط المدن"، تستخدم فيها الأسلحة الثقيلة والمقاتلات الحربية في حين يتحدث السودانيون عن وضع إنساني مأساوي.

وارتفعت حدة التصريحات، ليعلن قائد القوات المسلحة عبدالفتاح البرهان في مقابلة مع "سي أن أن" أن قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) تمرد على الدولة وسيخضع للمحاكمة إذا تم القبض عليه.

وفي إحاطة المبعوث الاممي للسودان فولكر بيرتس لمجلس الأمن بشأن الأوضاع، أبدى أسفه للمجريات التي يصعب التخمين الى أين ستأخذ البلاد. وتحدث عن الوضع الانساني الصعب،مؤكدا بذل جهود مضاعفة لوقف القتال وحماية المدنيين ومنشآت الامم المتحدة والمنشآت الصحية والمنظمات الدولية.

وأعلن بيرتس وقفا مؤقتا لتسليم الاغاثة في دارفور حيث تم استهداف ونهب مساكن العاملين في المنظمات الدولية، متوقعا عدم رغبة الطرفين التوصل الى حل سياسي. ونفى سماعه أي أخبار بشأن مقتل البرهان أو حميدتي.

وتوقع أن يكون عدد القتلى وصل الى 185 وإصابة أكثر من 1800 مدني ومقاتل.

ودعا البيت الأبيض إلى وقف فوري لإطلاق النار بين الجيش وقوات الدعم السريع، مؤكدا أن المسؤولين الأميركيين على اتصال بالقادة العسكريين.

ومنذ الصباح الباكر، فقدت المستشفيات اللوازم الطبية الأساسية ليخرج بعضها عن الخدمة، ولم يسلم الأطباء من القتل، كما شهدت جامعة الخرطوم وغيرها مناشدات واستغاثات لاجلاء الطلاب الذين سقط بينهم قتلى وجرحى.

وكشف أنهم يتعاونون مع منظمة ايغاد والاتحاد الافريقي ومنظمات اقليمية للتوصل الى هدنة.


وبتضارب الأخبار على الارض، وإذ تحدثت معلومات عن سيطرة قوات الدعم على قاعدة مروي في ظل تمركز الجيش السوداني خارجها، وتوسع المعارك الى منطقة جبرة جنوبي الخرطوم، وفي ظل حرب إعلامية نشطة، حث الامين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الأطراف على التهدئة، متحدثا عن وضع انساني أصبح كارثيا. ودعا غوتيريش الأطراف للوقف الفوري للأعمال العدائية واستعادة الهدوء وبدء الحوار لحل الأزمة.

وحثت الآلية الثلاثية في السودان على أهمية وقف إطلاق النار للضرورة الانسانية ولتوفير فرصة للمدنيين المحاصرين بالحصول على مساعدات.

وأشار قياديا في حزب الأمة الى أنّ طرفي النزاع لم يلتزما بالهدنة التي أعلن عنها اليوم لمدة 3 ساعات، وتحديدا من الرابعة ولغاية السابعة مساء، لتلتهب العاصمة الخرطوم مساء بالتزامن مع موعد الافطار، حيث تتردد أصوات القذائف والمدافع.

من جهته، وجه الجيش السوداني دعوة للصحفيين للحضور إلى القيادة العامة في الخرطوم والتأكد من سيطرته عليها.  

وفي السياق، أعلنت نقابة الأطباء في بيان، أن "97 مدنيًا على الأقل قتلوا، وأصيب 365 آخرون منذ إندلاع الإشتباكات في السودان".


وأعلنت اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان في حديث لـ"جزيرة"، عن وجود "عشرات الأطفال عالقين في مستشفى إبن عوف قرب القيادة العامة للجيش"، وأضافت أن "القصف تسبب في خروج مستشفيي الشعب والخرطوم التعليمي عن الخدمة تماما".

ودعت، طرفي القتال في السودان إلى "وقف تصعيد الصراع وشكلنا لجنة أزمة لبحث الوضع"، وطالبت المجتمع الدولي بإلزام "طرفي النزاع بعدم المساس بالمرافق الصحية وبفتح ممرات آمنة".

وناشدت اللجنة، المنظمات الإنسانية لـ"مد يد العون والتحرك العاجل للمساعدة في إجلاء الجرحى"، مؤكدة أن "قصف المستشفيات إنتهاك واضح للقانون الدولي الإنساني".

ومن جهتها، قالت وزارة الخارجية السودانية، إن قائد الجيش الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان أمر بحل قوات الدعم السريع وإعلانها قوة متمردة.


وأعربت الخارجية السودانية عن تقديرها لجهود الدول العربية والأفريقية والمجتمع الدولي، الرامية للمساعدة في تهدئة الأحوال في البلاد.

وتابعت أن ما يحدث هو "شأن داخلي ينبغي أن يترك للسودانيين لإنجاز التسوية المطلوبة فيما بينهم بعيداً عن التدخلات الدولية".

وأشارت الوزارة في بيانها، إلى أن كافة الوساطات الوطنية والإقليمية والدولية التي سعت لإقناع قيادة الدعم السريع بالإندماج في القوات المسلحة قد فشلت لتعنت أولئك القادة في قبول هذا الأمر.


وأكدت أن القوات المسلحة تعتمد إستراتيجية قتالية تهدف لتقليل الخسائر وسط المدنيين والممتلكات الخاصة والعامة برغم أن هذه الإجراءات ربما تاخذ بعض الوقت، ذلك لإنهاء سيطرة من وصفتهم بـ "فلول الدعم السريع" على المواقع الحكومية التي سيطروا عليها.


وأفاد التلفزيون السوداني، بأن "الجيش إستعاد البث بعد محاولة قوات الردع تدمير البنية التحتية إثر عجزها عن إذاعة بيانها".

ودعا قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو "حميدتي"، المجتمع الدولي "لإتخاذ إجراء الآن والتدخل ضد جرائم رئيس مجلس السيادة بالسودان عبدالفتاح البرهان"، وأكد أن "الحرب التي نخوضها الآن هي ثمن للديمقراطية وأفعالنا هي رد على حصار ومهاجمة قواتنا".

وشدد على إستمراره في "ملاحقة البرهان وتقديمه للعدالة".


وبدوره، قال الناطق الرسمي بإسم الجيش السوداني نبيل عبد الله، إن "هناك بعض الأبواق الإعلامية للقوات المتمردة تبث الأكاذيب للتضليل، ونحن نسيطر على كل مقارنا ولا صحة لإستيلاء القوات المتمردة على القيادة أو بيت الضيافة أو القصر الجمهوري".

وأعلن أن "القوات الجوية نفذت ضربات على عدد من الأهداف المعادية وسنواصل ذلك حتى تصفية آخر جيب للمتمردين"، وأضاف إن "الموقف العملياتي بالعاصمة حتى الآن يتضمن إشتباكات محدودة في وسطها وحول محيط القيادة العامة".

وأوضح عبدالله، أنه "يجري إستهداف بنايات بمحيط القيادة العامة للإيحاء بأن هذه المقار سقطت في أيدي المتمردين"، وأكد حرصه على "تضييق التعامل مع قدر الإمكان لتفادي أي خسائر بين المدنيين".

وبيّن، أننا "ندير معركتنا كما هو مخطط لها ونعمل طبقا لقواعد الاشتباك والقانون الدولي الإنساني، وقوات الردع حرصوا للأسف على الإشتباك قرب المناطق المأهولة ونعلم عدم إهتمامهم بسلامة السكان"، وكشف أننا "نقترب كثيرا من لحظة الحسم، وانتقلنا للمرحلة الأخيرة من خطة العملية وهي مطاردة قوات الردع الذي تهرب عناصره حاليا في كل مكان".



وحصل تضارب في المعلومات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع حول الإستيلاء على مطار مروي اذ أعلن الجيش السوداني عن استعادة السيطرة على المطار.

في المقابل، يظهر مقطع فيديو، نشرته قوات الدعم على حسابها على "تويتر"، سيطرتها على المطار.


كما وأعربت اللجنة الدولية للصليب الأحمر بالسودان، عن قلقها "بشأن سلامة المدنيين مع إستمرار الإشتباكات في المناطق المكتظة".

من جهته، أشار بيان للجيش الى إن "اشتباكات محدودة جرت حول محيط القيادة العامة في وسط الخرطوم، وإن قوات الدعم السريع تنشر قناصة على بعض البنايات، لكن يجري رصدها والتعامل معها".

وفي وقت سابق، قال شهود وسكان لـ"رويترز": "الجيش شن ضربات جوية على ثكنات وقواعد تابعة لقوات الدعم السريع في ولاية الخرطوم، وتمكن من تدمير معظم منشآتها"، لافتين الى ان "الجيش استعاد السيطرة على جزء كبير من القصر الرئاسي في الخرطوم من قوات الدعم السريع" بعد أن أعلن كل جانب السيطرة عليه إلى جانب منشآت مهمة أخرى في المدينة التي ما زالت تشهد اشتباكات بالمدفعية الثقيلة والأسلحة النارية.

واندلعت الاشتباكات قبل يومين بين الطرفين بعد الوصول الى طريق مسدود بشأن عملية دمج قوات الدعم السريع في الجيش.

وأشار شهود الى إن "أفرادا من قوات الدعم السريع ما زالوا داخل مطار الخرطوم الدولي الذي يحاصره الجيش، ويحجم عن توجيه ضربات تجنبا لوقوع أضرار جسيمة". 

وكانت الأمم المتحدة قد أكدت أن "طرفي النزاع وافقا على هدنة إنسانية، يسمح فيها للمدنيين بالخروج الى أماكن آمنة، الا ان اطلاق النار استمر ولم يلتزم احد بالهدنة".

رويترز

يقرأون الآن