عربي السودان

هدنة هشة في السودان، وتقارير صادمة في اليوم الرابع لاندلاع المعارك

احتدمت المعارك في السودان، ولا سيما في محيط القصر الجمهوري والمنطقة المحيطة بـ"سلاح المهندسين"، ومحيط القيادة العامة حيث تتصاعد أعمدة الدخان على الرغم من سريان الهدنة التي لم يلتزم بها طرفي النزاع.

ووصفت مصادر أمنية الإشتباكات، اليوم الثلاثاء، بالأعنف منذ بدء الصراع، حيث حصدت ثلاثة أطفال من عائلة واحدة وإصابة مدير مكتب الاتحاد الاوروبي للمساعدات الانسانية بالرصاص في الخرطوم، الى جانب عشرات المدنيين الذين سقطوا بين جريح وقتيل.

هدنة هشة في السودان، وتقارير صادمة في اليوم الرابع لاندلاع المعارك

المعارك في السودان تدخل يومها الرابع، وهدنة هشة بين الجيش وقوات الدعم السريع

أعلنت المتحدثة باسم البيت الابيض كارين جان بيير، اليوم الثلاثاء، أنه لا توجد خطط في الوقت الحالي لعمليات إجلاء من السودان برعاية الحكومة الأمريكية، وطلبت خلال لقاء مع الصحافيين، من الأمريكيين الموجودين في السودان التحصن بمكان آمن.

هذافيما يتواصل إطلاق النار بكثافة في العاصمة السودانية رغم بدء سريان هدنة.

وقد تجاوز عدد القتلى جراء الاشتباكات المندلعة في السودان، منذ مطلع الأسبوع الجاري الـ 144 مدنيا و1409 إصابة. ولليوم الرابع تستمر الاشتباكات المسلحة بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان و"قوات الدعم السريع" بقيادة محمد حمدان دقلو.

هذا الصراع المتجدد اليوم، تعيشه البلاد منذ الثمانينات لاحتوائها على الأراضي الخصبة والثروات الطبيعية. ويفاقم منه، التجييش المستمر بين القبائل بما يهدد توسع المعارك في الأيام المقبلة الى الأقاليم، نحو شرعنة الحرب الأهلية التي أتت في أيامها الأولى على الوجهة السياحية للخرطوم من خلال استهداف الخرطوم بحري والأسواق التجارية التي احترقت اليوم بأياد تسعى الى تخويف السودانيين من فقدان مصادرهم الغذائية.

وقال الفريق أول ركن شمس الدين كباشي، أحد قادة الجيش والعضو في مجلس السيادة الحاكم، لقناة "العربية" إن وقف إطلاق النار سيبدأ في السادسة مساء بالتوقيت المحلي (1600 بتوقيت غجرينتش) ولن يتجاوز مدة الأربع والعشرين ساعة المتفق عليها.

وبدخول البلاد موعد سريان الهدنة الانسانية، تصاعدت أعمدة الدخان في سماء الخرطوم.واتهم قائد قوات الدعم السريع الجيش السوداني بخرقه للهدنة في منطقتي القيادة العامة وشرق النيل. وبحسب رئيس حزب الأمة فضل الله برمة ناصر، تجري اتصالات لتشكيل مركز اتصال يضم القوى السياسية والدول المعنية.

وقال عضو مجلس السيادة الانتقالي شمس الدين الكباشي "للحدث" أن الأزمة مع حميدتي وشقيقه وليست مع قوات الدعم السريع.

وعلقت الخارجية الأميركية بأنها "تمتلك وسائل ضغط في السودان منها العقوبات لكن من المبكر الحديث عنها". وتابعت: "لا نريد اتخاذ أي خطوة ضد أي طرف سوداني قبل التنسيق مع الدول الصديقة. الهدنة لم تنجح و إطلاق النار متواصل ولم يتوقف".

الطواقم الطبية

ودعا مدير منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبريسوس طرفي الصراع في السودان، اليوم الثلاثاء، لإتاحة الوصول إلى المنشآت الطبية لجميع من يحتاجون إلى الرعاية، محذرا من نقص الإمدادات وأفراد الطواقم الطبية في العاصمة الخرطوم.

وأضاف: "أريد أن أكون واضحا: يجب على جميع الأطراف التأكد من إتاحة القدرة على الوصول الآمن وغير المقيد إلى المنشآت الصحية لجميع المصابين ومن يحتاجون إلى رعاية طبية".

وقال تيدروس إن بعض المستشفيات أغلقت أبوابها بالفعل أو أوشكت أن تغلقها بسبب الهجمات ونقص الطواقم والإمدادات الطبية. وذكر أن تقارير أفادت بنهب بعض المنشآت الصحية واستخدام أخرى في أغراض عسكرية.

وأضاف  أن الإمدادات الموزعة على المنشآت الصحية قبل التصعيد الأخير للصراع نفدت وأن المستشفيات في العاصمة الخرطوم تتحدث عن وجود نقص في أفراد الطواقم الطبية والإمدادات المستخدمة في إنقاذ الأرواح.

وفي تصريحات منفصلة في وقت سابق اليوم الثلاثاء، قالت منظمة الصحة العالمية إنها وثقت وقوع ثلاثة هجمات على منشآت الرعاية الصحية منذ اندلاع القتال في السودان، وتسبب أحدها في مقتل ثلاثة على الأقل.


وقالت المتحدثة باسم المنظمة مارغريت هاريس إن "الهجمات على الرعاية الصحية انتهاك صارخ للقانون الإنساني والحق في الصحة، ولا بد أن تتوقف الآن".

وأضافت أن حالات انقطاع التيار الكهربائي تجعل من الصعب تقديم الخدمات الأساسية.

وأردفت قائلة "حركة الأشخاص في أي مكان تنطوي على خطورة كبيرة، وهو ما يجعل من الصعب بشدة على الطواقم الوصول إلى المستشفيات في الواقع".

وتحدث مسؤول أممي عن انتهاكات جنسية ونهب واعتداءات تتعرض لها أطقم الاغاثة في السودان.

ومن جهتها، دعت وزارة الصحة السودانية، إلى "إيجاد حل مستدام لنقص إمدادات الطاقة في المرافق الصحية".

وأشارت الى أن ثلاثة أطفال قتلوا بعد سقوط قذيفة على منزلهم في منطقة شرق النيل.

كما تحدثت "نيويورك تايمز" عن إصابة مسؤول كبير في الاتحاد الأوروبي من دون تفاصيل اضافية.

اعتداءات جنسية

على خط الأمم المتحدة أيضا، أعرب مسؤول المساعدات في الأمم المتحدة مارتن غريفيث عن قلقه البالغ من تقارير تشير الى تعرض موظفي الإغاثة في السودان لهجمات واعتداءات جنسية".

وقال: "إن استهداف موظفي المساعدات الإغاثية والمنشآت الخاصة بعمليات الإغاثة في السودان لا يزال مستمرا".

وعلق: "هذا غير مقبول ويجب أن يتوقف"، مضيفا أن مكتب الأمم المتحدة للمساعدات في جنوب دارفور تعرض للنهب أمس الاثنين.


الجيش السوداني

أعلن الجيش السوداني أنه بدأ فجر الثلاثاء المرحلة الثانية من تأمين المناطق المحيطة بالقيادة العامة وصولا الى وسط الخرطوم، مؤكدا التصدي لمحاولة اقتحام الدعم السريع الفرقة الخامسة غرب الأبيض، واجبارها على الانسحاب من مطار مروي. 

وقال الجيش إن "قوات الدعم السريع تقتحم بيوت المدنيين وتنشر قناصة داخلها وعلى أسطحها، بالإضافة إلى أنها متورطة في مهاجمة دبلوماسيين في الخرطوم"، وأضافت إن "قوات الدعم السريع ترفض السماح للمواطنين بمغادرة الخرطوم لإستخدامهم رهائن لأطول فترة ممكنة".


وأعلن رئيس مجلس السيادة السوداني عبدالفتاح برهان، في حديث لـ "سي إن إن"، إلتزامه بوقف إطلاق النار المقترح من قوى دولية ابتداء من الساعة 6 مساء".

وكشف عضو مجلس السيادة الإنتقالي السوداني شمس الدين كباشي في حديث لقناة العربية، أن "دولتين مجاورتين تحاولان تقديم مساعدات لقوات الدعم السريع".

ووافق قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو على هدنة 24 ساعة بعد محادثات مع وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن، مؤكدا "إلتزام قواته بالتوجيهات التي صدرت اعتبارًا من فجر أمس"، متهمًا "الجيش السوداني بعدم الإلتزام بالهدنة الإنسانية".

 

في المقابل، نفى الجيش السوداني علمه بأي وقف لإطلاق النار لمدة 24 ساعة بعد أن أكد قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو موافقته على هدنة، وقال: "دخلنا مرحلة حاسمة وجهودنا منصبة نحو تحقيق غاياتها على المستوى العملياتي".

وأضاف، إن "قوات الدعم، استنفرت قواتها للقدوم من نيالا والفاشر والجنينة والطينة غربي السودان إلى الخرطوم".

كما وأعلنت وزارة الداخلية السودانية، أن المدير العام للشرطة عنان عمر أصدر قرارا بإنهاء إنتداب جميع ضباط الشرطة بقوات الدعم السريع".

وأعلنت وزارة الخارجية السودانية، أنها تلقت "بلاغات من البعثات الدبلوماسية ومنظمات الأمم المتحدة بتعرض مقارها لإقتحامات وتعد"، وناشدت المجتمع الدولي "إدانة تمرد قوات الدعم السريع على القوات المسلحة".

وبدورها، دعت قوات الدعم السريع، المجتمع الدولي، لإدانة قصف طائرات الجيش السوداني مرافق طبية تابعة لها. ورد الجيش السوداني قائلاً: "معسكر شمبات لا مرافق طبية فيه وتدخلنا كان ضد قوات تحاول تنفيذ أهداف عسكرية".

وفي اليوم الرابع لتفجّر الصراع بين الجيش وقوات الدعم السريع، أعلنت الأخيرة أنها تخوض "معركة" لاستعادة حقوق شعبها، مشيرة الى ان "الثورة الجديدة مستمرة لبلوغ غاياتها وفي مقدمتها تشكيل حكومة مدنية".


وسمع دوي إطلاق نار وقذائف من أسلحة ثقيلة في أنحاء متفرقة من العاصمة، فيما تم تداول مقطع فيديو لجرحى من قوات الدعم السريع يعالجون في إحدى مستشفيات القوات المسلحة السودانية.

في الغضون، أصدر قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، قرارًا بالعفو عن كل من يضع السلاح من قوات الدعم السريع واستيعابه في الجيش.

محاولة إنقلاب للإستيلاء على السلطة

وقبل ذلك، أعلن الناطق باسم الجيش السوداني نبيل عبد الله على شاشة تلفزيون الدولة الرسمي عن أن السودان يعيش "محاولة إنقلاب للإستيلاء على السلطة"، داعيًا أفراد الدعم السريع إلى "تسليم أنفسهم"، واصفًا إياهم بأنهم "من أبناء السودان ولا مصلحة لهم في القتال".

واعتبر ان "الميليشيات المتمردة، تحولت إلى مجموعات تنشد الهرب"، مشيرا إلى أن "قادة الدعم السريع يقومون بتحركات مريبة".

كما بعث برسالة طمأنة إلى مواطني بلاده، قائلًا: "مناوشات يوم الإثنين كانت محدودة جدًا"، داعيًا "المواطنين إلى التزام الحيطة والحذر".

من جهة أخرى، دان الجيش استهداف الدعم السريع، البعثة الأميركية واحتجاز أجانب، إضافة إلى استهداف مقرّ برنامج الغذاء العالمي الذي علّق عمله في البلاد مؤقتًا بعد مقتل 3 من موظفيه في منطقة كبكابية شمال دارفور، في الإشتباكات الجارية بين الجيش والدعم السريع.

ومنذ السبت، تشهد الخرطوم وبعض المدن في البلاد، اشتباكات عنيفة بين الجيش وقوات الدعم السريع، على خلفية خلافات بينهما حول عملية الدمج في قوات موحدة. 

وكالات

يقرأون الآن