عربي السودان

إستمرار المعارك مع دخول القتال في السودان أسبوعه الثالث

على الرغم من تمديد الهدنة، احتدمت الاشتباكات مساء السبت بين الجيش السوداني وقوات الدعم حيث تعالى الدخان الأسود في أكثر من مكان في العاصمة الخرطوم وأم درمان وجسر حلفايا ومطار سيدنا، الأمر الذي استدعى طلب السفارات من رعاياها، ولاسيما الخارجية الأميركية ومصر، الابتعاد فورا عن مطار سيدنا لاعتبارات أمنية. في حين طلب الجيش السوداني من سكان الخرطوم عدم الخروج من المنازل، أو الاقتراب من النوافذ، مع بدء عملية عسكريه شامله ضد قوات الدعم. وكانت أعلنت ولاية الخرطوم عن عطلة لأجل غير مسمى بداية من الغد.

إستمرار المعارك مع دخول القتال في السودان أسبوعه الثالث

هزت ضربات جوية وقصف مدفعي الخرطوم اليوم السبت مع دخول السودان أسبوعا ثالثا من القتال بين فصيلين عسكريين متناحرين على الرغم من وقف إطلاق النار، مما دفع المزيد من المدنيين إلى الفرار وأثار مجددا تحذيرات من اتساع نطاق عدم الاستقرار إذا لم تتوقف الحرب.

المبعوث الأممي

ومع تصاعد الدخان الأسود فوق الخرطوم، قدم مبعوث للأمم المتحدة بصيصا من الأمل إذ قال إن الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منفتحان الآن بشكل أكبر على المفاوضات وإن لم يتحدد موعد لها. ولم يظهر الجانبان حتى الآن أي إشارة على التراجع عن موقفهما.

تراجع القتال 

وعلى الرغم من القصف في الصباح الباكر، قال سكان في الخرطوم ومدن مجاورة لها إن حدة القتال انخفضت اليوم السبت مقارنة بالأيام القليلة الماضية.

ودفع القتال السودان إلى شفا الحرب الأهلية مما عرقل خطة يدعمها المجتمع الدولي للانتقال صوب إجراء انتخابات ديمقراطية. وقد يتسبب الصراع في زعزعة الاستقرار بمنطقة مضطربة بالفعل.

وواصل الجانبان معركتهما برغم الاتفاق أكثر من مرة على وقف إطلاق النار بوساطة قوى أجنبية لاسيما الولايات المتحدة. ومن المقرر أن تنتهي أحدث هدنة في منتصف ليل الأحد بعد أن دامت 72 ساعة.

البرهان

وقال قائد الجيش الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان إنه لن يجلس أبدا مع زعيم "المتمردين" في قوات الدعم السريع في إشارة إلى الفريق أول محمد حمدان دقلو المعروف باسم حميدتي.

ولم يصدر تعليق فوري عن الجيش الذي ألقى في السابق باللائمة على قوات الدعم السريع في انتهاكات وقال اليوم إن قواته تواصل القتال لإنهاء "التمرد".

وبدت احتمالات إجراء مفاوضات بين زعيمي الطرفين واهية حتى الآن.


حميدتي

وقال قائد قوات الدعم السريع بدوره إنه لن يبدأ التفاوض إلا بعد أن يوقف الجيش الأعمال القتالية.

واتهمت قوات الدعم السريع الجيش اليوم السبت بانتهاك وقف إطلاق النار في المناطق الخاضعة لسيطرته.

وحذرت قوات الدعم الجيش السوداني من الزج بقوات الاحتياط في المعركة.


* ليس "تمردا صغيرا"

وقال الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في السودان فولكر بيرتس "لم تكن كلمة ‘مفاوضات‘ أو ‘محادثات‘ واردة في خطابيهما خلال الأسبوع الأول أو نحو ذلك".

وأشار الى أن الطرفين رشحا ممثلين عنهما للمحادثات التي اقتُرحت إقامتها إما في جدة بالسعودية أو في جوبا بجنوب السودان، لكنه استطرد قائلا إن ثمة سؤالا عمليا حول ما إذا كان بوسعهما الذهاب إلى هناك "للجلوس معا فعليا".

وأضاف أن المهمة التي لا تحتمل التأخير هي تطوير آلية لمراقبة وقف إطلاق النار.

وتابع:"إن كلا الطرفين كان يعتقد أن بوسعه الانتصار في الصراع لكن المواقف تتغير."

وذكر أنه في ظل إلقاء الطرفين بيانات تقول إن الطرف الآخر عليه "الاستسلام أو الموت"، فإنهما يقولان أيضا "حسنا، إننا نتقبل.. شكلا ما من المحادثات".

وتابع "أقر كلاهما بأن هذه الحرب لا يمكن أن تستمر".

وزارة الصحة

وقالت وزارة الصحة السودانية لقناة الجزيرة الإخبارية إن 528 شخصا على الأقل قُتلوا وأصيب 4599 آخرون وهو عدد يزيد قليلا عما أعلنته الأمم المتحدة التي تعتقد أن العدد الحقيقي للقتلى أعلى بكثير.

وقالت الأمم المتحدة إن عدد النازحين بسبب القتال يتجاوز 75 ألف شخص.

رئيس وزراء السودان

وقال رئيس الوزراء السوداني السابق عبد الله حمدوك في مؤتمر عقده في نيروبي إن الحرب يجب أن تتوقف محذرا من تداعياتها ليس فقط في السودان ولكن في المنطقة.

وقال "هذه دولة ضخمة ومتشعبة للغاية ... أعتقد أنها (الحرب) ستكون كابوسا للعالم".

وأضاف "هذه ليست حربا بين جيش وتمرد صغير. إنهما تقريبا مثل جيشين مدربين تدريبا جيدا ومسلحين بشكل جيد".

برنامج الغذاء العالمي

كشف برنامج الغذاء العالمي، اليوم السبت، أن الوضع الإنساني في السودان أصبح كارثياً.

وذكرت المتحدثة الإعلامية باسم البرنامج عبير عطيفة لـ "العربية/الحدث"، "قلقون جدا من الوضع الإنساني في السودان".

وبينت عطيفة أن لا إحصائية دقيقة عن أعداد اللاجئين أو النازحين من السودان، هرباً من النزاع في البلاد.

وتابعت "يجب وقف النار في السودان لتجنب أن يصبح الوضع أسوأ".

* عمليات الإجلاء

فر عشرات الآلاف من الأشخاص إلى الدول المجاورة ونفذت حكومات أجنبية عملية إجلاء كبيرة للرعايا. وقالت قناة الإخبارية السعودية إن سفينة ركاب تحمل على متنها 1982 شخصا من 17 دولة ستصل إلى ميناء جدة اليوم السبت مضيفة أن خمسة آلاف شخص وصلوا بالفعل.

وأعلنت الخارجية البريطانية أن المملكة المتحدة نقلت 1888 جوا إلى بر الأمان والتركيز يتحول إلى دعم الموجودين في السودان.

وذكرت أن عمليات الإجلاء ستنتهي اليوم السبت مع تراجع الطلب على حجز أماكن على متن طائرات الإجلاء.

وأعلنت الخارجية الأميركية أن قافلة نظمتها الحكومة الأميركية وصلت إلى مدينة بورتسودان الساحلية السودانية اليوم السبت لإجلاء مواطنين أميركيين وموظفين محليين وآخرين بعيدا عن طريق الخطر في الدولة الأفريقية التي يعصف بها الصراع.

وأوضحت الخارجية أن مسيرات واكبت عملية الاجلاء من أجل حماية مواطنيها.

وأجلت الإمارات اليوم السبت مواطنيها ومواطني دول أخرى وحالات إنسانية من السودان جوا ضمن تدفق للفارين من الصراع الذي اندلع هناك قبل أسبوعين.

وهبطت طائرة تقل نحو 128 شخصا، منهم بريطانيون وأميركيون، في العاصمة أبوظبي حيث استقبلهم مسؤولون.

وقالت وزارة الخارجية والتعاون الدولي إن الإمارات ستستضيف هؤلاء الأشخاص حتى يتسنى نقلهم إلى بلدانهم.

واستقبل السفير العراقي لدى الإمارات مظفر مصطفى الجبوري، سبعة مواطنين عراقيين مقيمين في السودان، والذين تم إجلاؤهم بسبب الأحداث الجارية هناك.

كما نقلت طائرة إيرانية عددا من رعاياها من جدة بعد أن تم إجلاؤهم عبر سفينة سعودية من السودان.




رويترز

يقرأون الآن