عربي السودان

الجيش والدعم السريع يوافقان على تمديد الهدنة في السودان

أعلنت قوات الدعم السريع، تمديد الهدنة الإنسانية لـ72 ساعة اعتباراً من منتصف هذه الليلة، من أجل فتح الممرات الإنسانية وتسهيل حركة المواطنين والمقيمين وتمكينهم من قضاء إحتياجاتهم والوصول إلى مناطق آمنة، واستجابة لنداءات دولية وإقليمية ومحلية.

كما أعلن الجيش السوداني عن موافقته على تمديد الهدنة.

الجيش والدعم السريع يوافقان على تمديد الهدنة في السودان

وتجددت الإشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في مناطق متفرقة من العاصمة الخرطوم، فيما سادت حالة من الهدوء النسبي مناطق أخرى في المدنية. ودخل اتفاق الهدنة بين الطرفين يومه الثاني، وسط تبادل الإتهامات بخرقه. وأثناء ذلك أعلنت بعثة الأمم المتحدة أن الجيش والدعم السريع سميا قيادات عسكرية للمفاوضات المزمع انطلاقها.وأفادت المعلومات عن اشتباكات عنيفة تدور بين الجيش والدعم السريع في ضاحية الحلفاية شمالي مدنية بحري.

وفي هذا الإطار، أعلن الجيش السوداني، اليوم الأحد، أن "القصف العشوائي ونهب الممتلكات العامة والخاصة بما فيها البنوك والمحلات التجارية ومنازل المواطنين مازال مستمرًا"، مؤكدًا أن "القوات المسلحة مستمرة في رصد تحركات المتمردين في كل شبر بالبلاد وستتصدى لها بقوة وتحبطها".

وأشار الجيش السوداني، في بيان، إلى أنه "سيواصل عمليات إجلاء رعايا الدول من قاعدة وادي سيدنا التي لا تواجهها أي مهددات حاليًا ولا يتوقع أن تتأثر بأي مهددات".


وبدورها دانت وزارة الخارجية السودانية في بيان، بشدة "الإعتداءات السافرة على مقار البعثات الدبلوماسية من قوات الدعم السريع"، وطالبت المجتمع الدولي بإدانة "السلوك الإجرامي"، مؤكدة الحرص على "سلامة وأمن المقار الدبلوماسية".

وفي موازاة ذلك، أعلنت السلطات نشر قوات كبيرة من الشرطة وحدة الإحتياطي المركزي في أحياء الخرطوم لحماية المواطنين وممتلكاتهم، وهي المرة الأولى لدخول الشرطة أرض الميدان منذ اندلاع الحرب قبل أسبوعين. وقال الجيش الشوداني: "مستمرون في تهيئة الظروف المناسبة لنزول الشرطة تدريجيًا إلى الشوارع بالتزامن مع عمليات التمشيط".

كما واشارت وزارة الداخلية السودانية، إلى أن "قوات الإحتياطي المركزي فصيل تابع للشرطة خرج إلى الميدان أمس لتأمين الأسواق والممتلكات".

الدعوة لوقف القتال

وأعرب وزير خارجية جيبوتي محمود علي يوسف، عن قلقه من "إتساع دائرة النزاع في السودان"، قائلاً إن "انهيار الدولة نتائجه كارثية على القارة".

واعتبر، أن "إيفاد رؤساء جنوب السودان وجيبوتي وكينيا للخرطوم قائم بانتظار تحسن الوضع الأمني هناك"، مشيراً إلى أن "سبب إخفاق الهدن، هو غياب التواصل بين طرفي النزاع وهناك حاجة لتواصل حقيقي لجعل الهدن تصمد".

وبدورها، قالت وزارة الخارجية السعودية، إن "الوزير فيصل بن فرحان يستقبل المبعوث الخاص لرئيس مجلس السيادة الإنتقالي السوداني لبحث الأوضاع الراهنة"، وأضافت إن "فرحان أكد على دعوة الرياض للتهدئة ووقف كل أشكال التصعيد في السودان".

عمليات الإجلاء مستمرة

وأعلنت الحكومة البريطانية، عن "رحلة إجلاء إستثنائية في أول أيار/ مايو لمساعدة الرعايا البريطانيين على مغادرة بورتسودان"، كاشفةً أن "إجمالي عدد من تم إجلاؤهم من السودان في رحلات جوية بريطانية يصل إلى 2122 شخصا".

وقال وزير الخارجية جيمس كليفرلي في بيان: "جهودنا للإنقاذ مستمرة من بورتسودان. نواصل بذل كل ما في وسعنا لتأمين وقف طويل الأمد لإطلاق النار، وإنتقال مستقر إلى الحكم المدني، وإنهاء العنف في السودان".

وأكد مسؤولان أميريكيان لوكالة "رويترز": إرسال الولايات المتحدة سفينة تابعة للبحرية إلى السودان للمساعدة في إجلاء المواطنين الأميركيين. مؤكدان أن السفينة يو.إس.إن.إس برونزويك، هي سفينة نقل سريع، توجد في بورتسودان بصفة مؤقتة.

وأشار المتحدث باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر، اليوم الأحد، الى أن المواطنين الأميركيين وغيرهم ممن يحق لهم اللحاق بالقافلة سيتجهون إلى السعودية حيث يتمركز أفراد لتيسير السفر في حالات الطوارئ.

وذكرت وزارة الخارجية الإندونيسية، أن مجموعة أخرى تضم 363 مواطنًا إندونيسيًا عادت إلى البلاد، اليوم الأحد، بعد إجلائها من السودان على متن رحلة ثانية تابعة لشركة الخطوط الجوية الوطنية "غارودا إندونيسيا".

وقالت وزارة الخارجية في بيان "ساعدت حكومة إندونيسيا أيضًا في إجلاء عدد من المواطنين الأجانب"، دون تقديم تفاصيل عن عدد الأجانب الذين أجلتهم إندونيسيا.

وكانت المجموعة الأولى من الإندونيسيين الذين جرى إجلاؤهم من السودان قد عادت إلى البلاد يوم الجمعة، وبلغ إجمالي الإندونيسيين الذين جرى إجلاؤهم من السودان 748 مواطنًا حتى اليوم.

كذلك، بدأت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، اليوم الأحد، بإجلاء نحو 120 من رعاياها من السودان.

وقال المستشار السياسي لوزير الخارجية والمغتربين أحمد الديك في بيان إن "حافلتين تقلان 118 مواطنًا انطلقتا اليوم الأحد من الخرطوم في طريقها إلى معبر أرقين بين السودان ومصر"، مضيفًا "السفارة الفلسطينية في القاهرة سيرت حافلات باتجاه المعبر لاستقبال المواطنين وتأمين نقلهم إلى معبر رفح".

وكانت "رويترز" قد نقلت، يوم الأربعاء، عن أحمد الديك قوله "لغاية الآن أجلينا 300 من مواطنينا من السودان من الضفة الغربية وقطاع غزة، ولا يزال هناك 200 في الخرطوم إضافة إلى أعداد أخرى في ولايات أخرى".

بدورها، أشارت وزيرة الدفاع الكندية أنيتا أناند، اليوم الأحد، الى أن بلادها أوقفت عمليتها لإجلاء أشخاص من قاعدة وادي سيدنا الجوية بالقرب من العاصمة السودانية الخرطوم بسبب خطورة الأوضاع هناك وإستمرار عدم الاستقرار ميدانياً. قائلةً: "بسبب الأوضاع الخطيرة وبالتنسيق مع القرارات التي إتخذها حلفاؤنا، لن يتم القيام بمزيد من رحلات الإجلاء الكندية من قاعدة وادي سيدنا الجوية".

وأضافت: "أن ما يقرب من 230 كندياً ما زالوا موجودين في السودان وينشدون المساعدة والحصول على معلومات من وزارة الخارجية الكندية". مشيرةً الى أن الحكومة تعمل مع الحلفاء على إيجاد خيارات بديلة للمغادرة منها عبر بورتسودان.

مساعدات إنسانية تصل إلى بورتسودان

غادرت المواد الطبية المنقذة للحياة من عمان بالأردن إلى بورتسودان، اليوم الأحد، كجزء من عمليات الطوارئ التي تقوم بها اللجنة الدولية للصليب الأحمر عقب اندلاع النزاع في السودان.

وتشمل الشحنة الإنسانية البالغة 8 أطنان على مواد جراحية لدعم المستشفيات السودانية ومتطوعين من جمعية الهلال الأحمر السوداني الذين يقدمون الرعاية الطبية للجرحى في القتال.

وقال المدير الإقليمي لأفريقيا باللجنة الدولية للصليب الأحمر باتريك يوسف، "بعد 14 نيسان/ أبريل، لم يتمكن أحد من إيصال المساعدة الطبية إلى البلد الذي تشتد الحاجة إليه"، وامل أن "تنتقل هذه المساعدة الطبية بسرعة كبيرة من بورتسودان وتسليمها إلى المستشفيات التي هي في أمس الحاجة إليها والتي تتطلب بالفعل وقف إطلاق النار، الذي يجب أن يحترمه كلا الجانبين حتى نتمكن، مع زملائنا من الهلال الأحمر السوداني، لتسليم هذه العناصر في أسرع وقت ممكن إلى المستشفيات والسماح للموظفين الطبيين والأطباء والممرضات، وكذلك متطوعي الإسعافات الأولية، بالقيام بعملهم".

وتشمل الشحنة الطبية مواد تخدير وضمادات وخيوط جراحية ومواد جراحية أخرى يمكنها علاج آلاف الأشخاص الذين ربما أصيبوا بالأسلحة. مع استمرار الأعمال العدائية، ستحتاج فرق اللجنة الدولية إلى ضمانات بالمرور الآمن من أطراف النزاع لتسليم هذه المواد إلى المرافق الطبية في المواقع التي تشهد قتالًا نشطًا ، مثل الخرطوم.

وأعلنت نقابة أطباء السودان عن إرتفاع عدد القتلى من المدنيين إلى 425 والمصابين إلى 2091 منذ بداية المواجهات.

ورأى المتحدثة بإسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في السودان إيمان طرابلسي في حديث للجزيرة، أن "الوضع فيما يتعلق بتوصيل المساعدات الطبية تحسن".

"التآمر الكبير"...

واتهم الجيش السوداني، جهات في الداخل والخارج بالتخطيط لما سماه بـ"التآمر الكبير"، الذي تكسرت حلقاته بصمود القوات المسلحة، على حد تعبيره. وأضاف البيان الممهور باسم المتحدث الرسمي للجيش، نبيل عبد الله، أن ما جرى إحباطه خلال الأسبوعين الماضيين "محاولة فاشلة للاستيلاء على الحكم بقوة المتمردين وغطاء سياسي كامل، وهو مشروع لاختطاف الدولة السودانية لصالح ذاتي لشخص واحد".

وقال البيان، إن المناورات التي جرت الشهور الماضية هدفها "تدمير الجيش والمنظومة الأمنية بالبلاد"، لتحل محلها "الميليشيا المتمردة".

وتوعد الجيش السوداني بمحاسبة من أسماهم "المخذلين المرجفين الذين باعوا قضية الوطن مقابل الكسب الرخيص"، مضيفاً أن الشعب السوداني "سيلفظهم لأنهم ساندوا من قتل أبناءه واستباحوا ممتلكاته وخربوا مؤسساته"، معتبرًا أن كل "محاولات المتمردين وأعوانهم في الداخل والخارج فشلت في التسويق لمشروعهم القائم على خداع الناس وتزييف الحقائق".

وشدد الجيش على أنه "لن يكون مطية أو رافعة لأي كيان أو حزب للإنقضاض على السلطة"، مؤكداً التزامه "بالعملية السياسية التي تقود إلى قيام السلطة المدنية".

ومن جانبها، أعلنت قوات الدعم السريع أنها تمكنت من إسقاط طائرة من طراز ميغ تابعة للجيش السوداني في مدينة أم درمان، متهمةً في بيان، الجيش "بخرق الهدنة الإنسانية ومهاجمة قواتها بالطيران" في عدد من المواقع والأحياء السكنية بالخرطوم.

وحذرت قوات الدعم السريع، في بيان أمس، قيادات الشرطة من الإنخراط في المعارك الدائرة حاليًا، ودعتها لسحب جميع منسوبيها من المشاركة في الميدان، مشيرةً إلى أن قوة من شرطة الاحتياطي المركزي انضمت إلى قوات الجيش في منطقة الشجرة جنوب الخرطوم، "وتستعد للهجوم على مناطق تمركز قواتنا".  

يقرأون الآن