بعد غياب طال سنوات، عادت سوريا إلى الحضن العربي، في اجتماع استثنائي عقده مجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية، في القاهرة اليوم الأحد.
وأفادت المعلومات إلى أن "الوزراء اتفقوا خلال اجتماع تشاوري مغلق على عودة مشروطة لسوريا إلى جامعة الدول العربية، بعد غياب أو حظر استمر نحو 12 سنة"، موضحة أن "مشروع القرار الذي سيصدر رسميا لاحقا، نص على استئناف مشاركة الوفود السورية باجتماعات الجامعة اعتبارا من اليوم 7 أيار/مايو".
وجاء في مشروع قرار الجامعة العربية: "السعي لوقف كامل ومستدام لإطلاق النار في السودان، والعمل على معالجة أسباب الأزمة. بالاضافة الى رفض التدخلات الخارجية في الشأن السوداني، والاحترام الكامل لسيادة السودان ووحدته، وتشكيل مجموعة اتصال للعمل على حل أزمة".
السبيل الوحيد للتسوية في سوريا الحل السياسي
شدد وزير الخارجية المصري سامح شكري على "ضرورة إيجاد الحلول العربية للقضايا العربية"، معتبرا أن "السبيل الوحيد للتسوية في سوريا هو الحل السياسي دون إملاءات خارجية".
وقال شكري خلال الدورة غير العادية لمجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية اليوم:" التدخلات الخارجية المستمرة، عقّدت الأزمة السورية. معاناة الشعب السوري استمرت نتيجة تعثر التوصل إلى تسوية سياسية للأزمة. يجب على المجتمع الدولي الوفاء بالتزاماته تجاه سوريا والشعب السوري لتعود سوريا كما نحب أن نراها. علينا جميعا مسؤولية تاريخية بالوقوف إلى جانب الشعب السوري وطي صفحة حزينة من تاريخه".
وأضاف:"على الحكومة السورية كذلك الالتزام بمخرجات إجتماع عمان، من أجل تحقيق مصلحة الشعب السورى، وعلى الحكومة السورية أن تتحمل المسؤولية الرئيسية في التوصل لحل سياسي كما عليها العمل أيضا على عودة اللاجئين السوريين في أقرب وقت".
السيد سامح شكري وزير الخارجية ورئيس الدورة ١٥٩ لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري، يترأس الاجتماع الاستثنائي لمجلس الجامعة لمناقشة تطورات الوضع في سوريا ويفتتح أعماله بإلقاء كلمة مصر في هذا الشأن@arableague_gs pic.twitter.com/FbGzIBR5eK
— Egypt MFA Spokesperson (@MfaEgypt) May 7, 2023
وأكد المتحدث باسم الخارجية العراقية أحمد الصحاف أن "اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة، وافق على عودة سوريا لمقعدها في الجامعة العربية".
واعتبر في تصريح لوكالة الأنباء العراقية أن "دبلوماسية الحوار ومساعي التكامل العربي التي تبناها العراق، لعبت دورا حقيقيا في عودة سوريا للجامعة العربية."
ومن جهتها، شددت وزارة الخارجية السورية، "على أهمية العمل المشترك والحوار، للتصدي للتحديات التي تواجهها الدول العربية".
وأشارت في بيان، إلى أن "المرحلة المقبلة تتطلب نهجًا عربيًا فاعلاً، يستند إلى الإحترام المتبادل".
الأسد يستطيع المشاركة في قمة الجامعة العربية
أشار الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، اليوم، بعد عودة سوريا إلى الجامعة، إلى أن الرئيس السوري بشار الأسد، يمكنه المشاركة في قمة الجامعة هذا الشهر "إذا ما رغب".
أمين عام الجامعة العربية: الرئيس السوري #بشار_الأسد يمكنه المشاركة في قمة الجامعة "إذا ما رغب"#نكمن_في_التفاصيل https://t.co/OFCAscBgW6 pic.twitter.com/HhpdAyiurI
— Independent عربية (@IndyArabia) May 7, 2023
وفي مؤتمر صحافي في القاهرة، قال أبو الغيط "سوريا إبتداء من مساء اليوم، هي عضو كامل العضوية في الجامعة العربية، ومن صباح الغد لهم الحق في شغل أي مقعد يشاركون فيه".
وأضاف، "عندما توجه الدعوة من قبل دولة الضيافة المملكة العربية السعودية، وإذا رغب بشار الأسد أن يشارك فسوف يشارك".
القرار 8914 بشأن سوريا بعد اجتماع وزراء خارجية الدول العربية
أصدر وزراء خارجية جامعة الدول العربية عقب اجتماعهم في القاهرة القرار رقم 8914، أعلنوا فيه استئناف مشاركة وفود سوريا في اجتماعات مجلس الجامعة، وكل الأجهزة التابعة لها اعتبارا من اليوم الأحد.
وزراء الخارجية العرب يعلنون استئناف مشاركة #سورية في اجتماعات #الجامعة_العربيةhttps://t.co/UFaI5Nehoo
— الوكالة العربية السورية للأنباء - سانا (@SanaAjel) May 7, 2023
وجاء في نص القرار: "إن مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوازري، برئاسة جمهورية مصر العربية، في دورته غير العادية التي عقدت يوم الأحد 7 أيار/مايو 2023، بعد اطلاعه:
▪ على مذكرة المندوبية الدائمة لجمهورية مصر العربية رقم 1335 بتاريخ 3 أيار/مايو 2023،
▪ وعلى مذكرة الأمانة العامة لجامعة الدول العربية رقم 484/5 بتاريخ 3 أيار/مايو 2023،
وانطلاقا من حرص الدول الأعضاء على أمن واستقرار الجمهورية العربية السورية، وعروبتها، وسيادتها، ووحدة أراضيها، وسلامتها الإقليمية، والمساهمة في إيجاد مخرج للأزمة السورية يرفع المعاناة عن الشعب السوري الشقيق، ويحقق تطلعاته المشروعة في الانطلاق نحو المستقبل، ويضع حدا للأزمة الممتدة التي تعيشها البلاد، وللتدخلات الخارجية في شؤونها، ويعالج أثارها المتراكمة والمتزايدة من إرهاب، ونزوح، ولجوء، وغيرها. واستنادا إلى قرارات مجلس جامعة الدول العربية بشأن تطوارت الوضع في سوريا، وآخرها القرار رقم 8863 بتاريخ 8 آذار/مارس 2023 الصادر عن الدورة العادية 159لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوازري. وإذ يستذكر الجهود التي بُذلت من قبل الدول العربية، وبشكل خاص الجهود التي بُذلت في قمة (لم الشمل) في الجزائر. وإذ يعرب عن تضامنه التام مع الشعب السوري إزاء ما يواجهه من تحديات تطال أمنه واستقراره، وما يتعرض له من انتهاكات خطيرة تهدد وجوده، وحياة المواطنين الأبرياء، ووحدة وسلامة الأراضي السورية. وإذ يرحب بالجهود المبذولة من أجل تهيئة الظروف الملائمة الرامية إلى تحريك مسار التسوية السياسية الشاملة في سوريا، والحرص على تفعيل الدور العربي القيادي في جهود حل الأزمة السورية لمعالجة جميع تبعاتها الإنسانية والأمنية والسياسية مع وضع الآليات اللازمة لهذا الدور. وفي ضوء مداخلات السادة رؤساء الوفود،يقرر:
-تجديد الالتزام بالحفاظ على سيادة سوريا، ووحدة أراضيها، واستقرارها، وسلامتها الإقليمية، وذلك استنادا إلى ميثاق جامعة الدول العربية ومبادئه، والتأكيد على أهمية مواصلة وتكثيف الجهود العربية الرامية إلى مساعدة سوريا على الخروج من أزمتها انطلاقاً من الرغبة في إنهاء معاناة الشعب السوري الشقيق الممتدة على مدار السنوات الماضية، واتساقا مع المصلحة العربية المشتركة والعلاقات الأخوية التي تجمع الشعوب العربية كافة، بما في ذلك الشعب السوري وما له من إسهام تاريخي بالحضارة والثقافة العربية.
-الترحيب بالبيانات العربية الصادرة عن اجتماع جدة بشأن سوريا يوم 14 نيسان/أبريل 2023، واجتماع عمان بشأن سوريا يوم الأول من أيار/مايو 2023، والحرص على إطلاق دور عربي قيادي في جهود حل الأزمة السورية يعالج جميع تبعات الأزمة الإنسانية والأمنية والسياسية على سوريا وشعبها، ومعالجة انعكاسات هذه الأزمة على دول الجوار والمنطقة والعالم، خصوصا عبء اللجوء، وخطر الإرهاب وخطر تهريب المخدارت، والترحيب باستعداد الجمهورية العربية السورية التعاون مع الدول العربية لتطبيق مخرجات البيانات العربية ذات الصلة، وضرورة تنفيذ الالتزامات والتوافقات التي تم التوصل إليها في اجتماع عمان، وكذلك اعتماد الآليات اللازمة لتفعيل الدور العربي.
-التأكيد على ضرورة اتخاذ خطوات عملية وفاعلة للتدرج نحو حل الأزمة، وفق مبدأ الخطوة مقابل الخطوة وبما ينسجم مع قارر مجلس الأمن رقم 2254، بدءا بمواصلة الخطوات التي تتيح إيصال المساعدات الإنسانية لكل محتاجيها في سوريا، وبما في ذلك وفق الآليات المعتمدة في قرارات مجلس الأمن ذات الصلة.
-تشكيل لجنة اتصال وزارية مكونة من الأردن، السعودية، العراق، لبنان، مصر والأمين العام لمتابعة تنفيذ بيان عمان، والاستمرار في الحوار المباشر مع الحكومة السورية للتوصل لحل شامل للازمة السورية يعالج جميع تبعاتها، وفق منهجية الخطوة مقابل خطوة، وبما ينسجم مع قرار مجلس الأمن رقم 2254، وتقدم اللجنة تقارير دورية لمجلس الجامعة على المستوى الوزاري.
-استئناف مشاركة وفود حكومة الجمهورية العربية السورية في اجتماعات مجلس جامعة الدول العربية، وجميع المنظمات والأجهزة التابعة لها، اعتبارا من يوم 7 أيار/مايو 2023.
-الطلب من الأمين العام متابعة تنفيذ ما ورد في هذا القرار، وإحاطة المجلس بالتطوارت".
مواقف وإجتماعات تشاورية لبحث العودة
أفاد المتحدث باسم الجامعة جمال رشدي، أمس السبت، بأن "وزراء الخارجية سيتخذون قرارا بشأن رفع تعليق عضوية دمشق"، مشيرا الى ان" الاجتماع سيبحث نتائج الاجتماعات الوزارية العربية المصغرة التي عقدت في السعودية والأردن لعودة سوريا، ودعوتها إلى القمة العربية المقبلة في الرياض"، وفق ما نقلت وكالة أنباء العالم العربي.
ولفت إلى أنه "لن يكون هناك تصويت حول قضية العودة هذه، حيث إن القرارات في الجامعة تتخذ بالتوافق".
وكان وزراء خارجية كل من الأردن والسعودية والعراق ومصر وسوريا، عقدوا اجتماعاً تشاورياً الأسبوع الماضي لبحث سبل عودة اللاجئين السوريين من دول الجوار، وبسط السلطات السورية سيطرتها على كامل الأراضي، وحسم مسألة تهريب المخدرات.
وأتى ذلك، بعد لقاء آخر عقد في منتصف نيسان/أبريل الماضي لوزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي في السعودية، شاركت فيه أيضا مصر والعراق والأردن، لبحث عودة سوريا إلى الجامعة. واتفق فيه على أهمية وجود دور قيادي عربي في الجهود الرامية لإنهاء الأزمة السورية.
وعقد في القاهرة اليوم الأحد، الاجتماع التشاوري لوزراء الخارجية العرب، برئاسة وزير الخارجية المصري سامح شكري، تمهيدا لانعقاد دورة طارئة لمجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري.
وكانت التقارير الإعلامية قد أشارت في وقت سابق الى أن وزراء خارجية الدول العربية، سيجتمعون اليوم الأحد في القاهرة، لبحث استئناف مشاركة الوفود السورية في اجتماعات الجامعة العربية.
وتوقع متحدث باسم الجامعة العربية أن "يوافق وزراء الخارجية العرب على عودة سوريا للجامعة في اجتماعهم اليوم الأحد".
الأردن: إشارات إيجابية
ولفت مندوب الأردن الدائم لدى جامعة الدول العربية السفير أمجد العضايلة، إلى أن هناك "إشارات إيجابية إلى توافق متوقع على مشروع قرار لعودة سوريا إلى الجامعة العربية"، متوقعا أن "يتوافق وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم اليوم على قرار يتضمن استئناف مشاركة وفود الحكومة السورية في اجتماعات مجلس الجامعة"،مشيرا إلى أنه "لمس توافقا عربيا على أهمية إطلاق دور عربي ريادي لحل هذه الأزمة".
يأتي ذلك، بعدما قدم العضايلة، خلال اجتماعات تحضيرية على مستوى المندوبين الدائمين، عقدت أمس السبت، في مقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، إحاطة لمجلس الجامعة عن مجريات اجتماع عمان التشاوري بشأن سوريا، لافتا إلى أن "الأردن له دور ضليع في موضوع بحث الأزمة السورية، وكان رائدا في إطلاق دور عربي قيادي يفضي إلى حل هذه الأزمة ومناقشة الأمر في اجتماع عمان".
وقال العضايلة :"الأمور تسير بشكل إيجابي والوزراء سيقرون اليوم مشروع القرار إن لم يكن هناك أي ملحوظات"، موضحا أن "العملية ستكون توافقية وليس على شكل تصويت".
ومن المقرر أن تعقد القمة العربية المقبلة في الرياض في 19أيار/ مايو الجاري.