أردوغان يخوض أصعب معركة في تاريخه

أردوغان يخوض أصعب معركة في تاريخه

تضع الإنتخابات الرئاسية التي تجرى اليوم، رجب طيب أردوغان في سباقٍ محتدمٍ مع منافسه المعارض كمال كليجدار أوغلو، ومن الصعب الإعتقاد بأنّ السياسي المشاكس الذي حكم تركيا بقبضةٍ قويةٍ سيقر بالهزيمة عن طيب خاطر ويترك منصبه بهدوء.

ويمكن الشعور في شوارع البلاد بحالةٍ من عدم اليقين والقلق والترقب والتوتر، تجاه ما قد تحمل النتائج في طياتها، لثاني أكبر دولة في أوروبا بعدد سكان 85 مليون نسمة. وهناك عدد كبير من الأتراك من بينهم جيلٍ جديدٍ من الناخبين يتوقون إلى التغيير.

وتشير إستطلاعات الرأي، إلى تقدّم أوغلو، لكن أردوغان رغم ذلك قد يفوز نظرًا لقاعدة الدعم القوية التي يتمتع بها بين أبناء الطبقة العاملة المتدينة في قلب الأناضول.

ووفقًا لنظام التصويت التركي، فإن أي مرشّح يصبح فائزًا بحصوله على أكثر من 50% من الأصوات وإذا لم يحصد أي مرشح هذه النسبة، تجري جولة إعادة تحدد الفائز، وهو تصور محتمل لأنّ إستطلاعات الرأي تظهر عدم حصول أردوغان وخصمه على أغلبية.

وقاد أردوغان وحزبه العدالة والتنمية تركيا، بعيدًا عن نموذج أتاتورك العلماني وتوجه بها نحو أجندة ذات مرجعية إسلامية. ويصفه خصومه بأنه "سلطان يطمح لمنافسة أتاتورك كشخصية تاريخية".

وقبل 3 أيام من التصويت، ظلّ أردوغان يستعرض على شاشات التلفزيون، النّجاحات السابقة المتمثلة في مشروعاتٍ ضخمةٍ في مجالات الدفاع والغاز والصناعة.

لكنّ حظوظه تضرّرت، بسبب الإقتصاد المتدهور وما إعتبره منتقدون تعاملًا فاترًا مع الزلزال، خاصةً بعد ما أثير حول إفلات بعض مقاولي الإنشاءات في المناطق الأكثر تضررًا من العقاب على الرغم من إنتهاكات بناء سابقة مما فاقم من ضعف صمود المباني أمام الزلازل.

ويشير محللون إلى أنّ "التضخم والأزمات الإقتصادية أدّت تاريخيًا إلى إسقاط كل حكومة تركية إعتُبرت مسؤولة عن سوء إدارة شؤون الدولة".

وينسب مؤيدون ومنتقدون، الفضل لأردوغان وفريقه في الإنجازات المبكرة لتحسين أوضاع الفقراء بتوفير إمدادات الكهرباء والمياه وزيادة دخل الفرد وتوزيع الثروة ونشر الرعاية الصحية وبناء مدارس ومراكز رعاية طبية وطرق وجسور ومطارات جديدة.

وبعد الإنتصارات الإنتخابية المتعاقبة، تبدد تقبل أردوغان لأي تحدٍ لسلطته وأصبح الإنحدار نحو الحكم الإستبدادي أكثر جلاء. وأضعف الرئيس الأجهزة المهمة للدولة. وإنتقل حلفاء الماضي المقربون إلى صفوف المعارضة. وقد يصبح تصويت اليوم الأحد نقطة تحول.

رويترز

يقرأون الآن