ظل رئيس المعارضة التركية كمال كليجدار أوغلو، طيلة حياته المهنية خصمًا للرئيس رجب طيب أردوغان. لكنّه يرى أنّ الوقت قد حان ليضع البلاد على مسارٍ جديدٍ ويمحو الكثير من إرث الرجل الذي هيمن على السياسة لعقدين من الزمن.
وإختار تحالف من 6 أحزابٍ معارضة، لينافس أردوغان في إنتخابات اليوم الأحد، التي يُنظر إليها على أنّها الأهم في تاريخ البلاد الحديث.
وتظهر إستطلاعات الرأي عمومًا، أنّ كليجدار أوغلو يتفوّق على أردوغان وربما يفوز عليه في جولةٍ ثانيةٍ من التصويت، بعد حملةٍ شاملةٍ تعد بحلول لأزمة إرتفاع تكلفة المعيشة التي أدت إلى تآكل شعبية الرئيس في السنوات الأخيرة.
وتعهّد أوغلو بالعودة إلى السياسات الإقتصادية التقليدية ونظام الحكم البرلماني وإستقلال القضاء، الذي يقول منتقدون إنّ "أردوغان إستخدمه لقمع المعارضة، كما تعهد بعلاقات أكثر سلاسةٍ مع الغرب".
وتهدف خطة المعارضة، إلى تهدئة التضخم الذي بلغ 85 % العام الماضي، على الرغم من أنّها من المتوقع أن تتسبب في إضطراب في السوق المالية وربما ما سيكون الأحدث في سلسلة من الإنهيارات في العملة.
ولذلك، يعرف أوغلو "أنّ الناس يناضلون من أجل تدبّر أمورهم. وأعرف تكلفة المعيشة ويأس الشبان، لقد حان وقت التغيير ومن الضّروري وجود روح جديدة وفهم جديد".
ويقول منتقدون إن كليجدار أوغلو، الذي سخر منه أردوغان بعد هزائمه الإنتخابية المتكررة كرئيس لحزب الشعب الجمهوري، إنّه "يفتقر إلى قدرة خصمه على حشد الجماهير ولا يقدم رؤيةٍ واضحةٍ لعهد ما بعد أردوغان".
وحتى لو إنتصر، يواجه أوغلو تحدياتٍ تتمثل في الحفاظ على وحدة تحالف للمعارضة يضم قوميين وإسلاميين وعلمانيين وليبراليين. وجاء إختياره مرشحًا بعد خلافٍ إستمر 72 ساعة إنسحبت فيه ميرال أكشينار رئيسة الحزب الصالح، ثاني أكبر حزب في البلاد.
وتشير إستطلاعات الرأي، إلى أنّ المنافسة ستكون محتدمة في الإنتخابات الرئاسية والبرلمانية التي لن تفضي فقط إلى إختيار رئيس البلاد، ولكن أيضًا إلى تحديد الدور الذي قد تلعبه أنقرة لتهدئة الصراعات في أوكرانيا والشرق الأوسط.
ويتساءل كثيرون حول إمكانية أن يُلحق أوغلو الهزيمة بأردوغان، الرئيس الأطول خدمة في البلاد والذي ساعدت شخصيته وبريق حملاته الإنتخابية في تحقيق أكثر من 10 إنتصارات إنتخابية.
لكن محللين يقولون إن أردوغان صار أقرب للهزيمة من أي وقتٍ مضى، رغم نفوذه على وسائل الإعلام والمحاكم وإنفاق حكومته المالي القياسي على المساعدات الإجتماعية قبل الإنتخابات.
وصعد كليجدار أوغلو إلى الصدارة، بإعتباره مناهضًا للكسب غير المشروع، وظهر على شاشة التلفزيون ملوحًا بملفاتٍ أدت إلى إستقالات لمسؤولين رفيعي المستوى. وبعد مرور عامٍ على خسارته سباقًا على رئاسة بلدية إسطنبول، تم إنتخابه من دون أي منافسة زعيمًا للحزب في عام 2010.
وعزّز إنتخابه رئيسًا لحزب الشعب الجمهوري آمال الحزب في بداية جديدة، لكن التأييد للحزب لم يتجاوز منذ ذلك الحين 25 %. وحصل حزب العدالة والتنمية على 43 %في الإنتخابات البرلمانية الأحدث التي جرت في العام 2018.
ويقول منتقدون إنّه "لم ينجح في إضفاء المرونة على حزب الشعب الجمهوري، لكنّه فرض نفسه في النهاية مرشحًا رئاسيًا رغم أن آخرين حققوا خلال إستطلاعات رأي نتائج أفضل في مواجهة أردوغان".
وإحتشد الآلاف دعمًا له، في مدينة فان ذات الغالبية الكردية بعد حصوله على تأييد حزب الشعوب الديمقراطي الكبير المؤيد للأكراد رغم أن هذا الحزب ليس عضوًا في تحالف المعارضة الرئيسي".
رويترز