السودان آخر تحديث في 
آخر تحديث في 

السودان.. اشتباكات بالأسلحة الثقيلة في خرق لثاني أيام الهدنة

تجددت الاشتباكات بالأسلحة الثقيلة في الخرطوم بحري وجنوبي أم درمان، اليوم الأربعاء، في خرق فاضح للهدنة التي دخلت يومها الثاني. وأشار شهود عيان أن طائرة حربية سقطت في أم درمان، بعدما تمكن قائد الطائرة من الهبوط سالما بواسطة مظلة. وأفيد بأن الجثث لا تزال ملقاة على جانبي الطرقات ما يؤشر الى أزمة صحية خطيرة.

السودان.. اشتباكات بالأسلحة الثقيلة في خرق لثاني أيام الهدنة

واندلعت الاشتباكات بعد ظهر اليوم بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني شرقي السودان وفي منطقة المنشية حيث تسمع أصوات القصف الجوي ودوي المدافع. كما لم تتمكن المنظمات من إدخال المساعدات وفق ما ورد في اتفاق الهدن.


انتهاكات

وأعلنت السعودية والولايات المتحدة، في بيان صدر في ساعة متأخرة من يوم أمس الثلاثاء، أنهما تسعيان للتحقق من ادّعاءات بحدوث انتهاكات لوقف إطلاق النار في السودان، وأن نقاشات بنّاءة تجري حول المساعدات الإنسانية، وإيصالها.

وذكر الجانبان في البيان المشترك أن "طرفي الصراع في السودان لم يلتزما بعدم السعي وراء تحقيق مكاسب عسكرية قبل بدء وقف إطلاق النار أمس الأول الإثنين".

وجاء في البيان أن ممثلين للجنة المتابعة والتنسيق، عملوا على "ضم قيادات الطرفين في السودان للحديث عن الادّعاءات بوجود انتهاكات لوقف إطلاق النار".

ووصف مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، اليوم الأربعاء، ما يحدث في السودان بأنه "مفجع"، ودعا طرفي القتال إلى "وقف العنف وحماية المدنيين".

وأوضح تورك أن مكتبه، تلقى تقاريرا عن استخدام طائرات مقاتلة واشتباكات في العاصمة الخرطوم الليلة الماضية رغم وقف إطلاق النار، وقال في إفادة صحافية في جنيف:"كثير من المدنيين محاصرون فعليًا في مناطق تشهد قتالًا بلا هوادة".

وأضاف :"الجنرال عبد الفتاح البرهان، الجنرال محمد حمدان دقلو، عليكما أن تصدرا تعليمات واضحة لا لبس فيها لكل من يأتمرون بأمركما، تفيد بعدم التسامح على الإطلاق مع العنف الجنسي، يجب حماية أرواح المدنيين، ويتعين عليكما وقف هذا العنف عديم المعنى على الفور".

وأكد تورك إن مكتبه وثّق ما لا يقل عن 25 حالة عنف جنسي حتى الآن، وإن العدد الحقيقي من المرجح أن يكون أعلى من ذلك بكثير.

البيت الابيض

وأكد البيت الأبيض أن العمل لا زال مستمرا مع السعودية والمجتمع الدولي بشأن ضمان استمرار الهدنة ومراقبتها في السودان، معلقا: "وقف إطلاق النار في السودان مؤشر جيد وهو صامد إلى حد كبير برغم الأنباء عن وقوع اشتباكات".

هدوء نسبي.. واستعداد لتلقي المساعدات

ميدانيا، قال سكان إنه أمكن سماع دوي نيران مدفعية في مناطق بالعاصمة السودانية كما حلّقت طائرات حربية في سماء المدينة، لكن وقف إطلاق النار الخاضع لمراقبة دولية، أحدث هدوءا نسبيا على ما يبدو بعد معارك ضارية في الخرطوم.

وأشارت تقارير إلى شن ضربات جوية ليلا في منطقة واحدة على الأقل بعد بدء سريان وقف إطلاق النار، وبخلاف ذلك، تحدث بعض السكان عن هدوء نسبي.

وكتب نشطاء إلى مبعوث الأمم المتحدة إلى السودان، يرحبون باتفاق وقف إطلاق النار لكنهم اشتكوا من انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان تُرتكب بحق المدنيين قالوا إنها وقعت مع احتدام القتال، وطالبوا بفتح تحقيق فيها.

وقال نشطاء وعمال إغاثة إن "لجان الأحياء التي كانت في طليعة جهود الإغاثة المحلية في العاصمة الخرطوم، تستعد لتلقي المساعدات"، مشيرين إلى أن "كميات كبيرة من المساعدات التي وصلت إلى بورتسودان على ساحل البحر الأحمر لم تُوزع بعد في انتظار الحصول على التصاريح الأمنية".

وقالت منظمة "أطباء بلا حدود" التي تدير مشروعات في عشر ولايات في السودان إن "العنف اندلع في أجزاء من البلاد بينها مدن في إقليم دارفور الغربي".

وزارة الصحة

وذكرت وزارة الصحة السودانية في بيان إن قوات الدعم السريع، اعتدت على مستشفى أحمد قاسم في بحري واحتلته قبل وقف إطلاق النار بقليل كما تمركزت في مستشفى آخر في بحري صباح أمس الثلاثاء، وهو ما وصفته قوات الدعم السريع بأنه "أكاذيب".

وزاد اتفاق وقف إطلاق النار من الآمال في استراحة من الحرب التي تسببت في نزوح ما يقرب من 1.1 مليون شخص من ديارهم، من بينهم أكثر من 250 ألف فروا إلى دول مجاورة.

وقال عاطف صلاح الدين (42 عاما)، وهو من سكان الخرطوم: "أملنا الوحيد أن تنجح الهدنة حتى نتمكن من العودة إلى حياتنا الطبيعية والشعور بالأمان والعودة إلى العمل مرة أخرى".

وبالرغم من استمرار القتال خلال سريان فترات سابقة لوقف إطلاق النار، فإن هذا هو أول وقف لإطلاق النار يأتي بناء على اتفاق رسمي بين الجانبين بعد إجراء مفاوضات.

ويشمل الاتفاق آلية مراقبة يشارك فيها الجيش وقوات الدعم السريع بالإضافة إلى ممثلين عن السعودية والولايات المتحدة، اللتين توسطتا في الاتفاق بعد محادثات في جدة.

بلينكن

وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن آلية المراقبة ستكون "عن بعد"، دون أن يقدم أي تفاصيل.

وأضاف بلينكن في رسالة عبر مقطع فيديو: "إذا تم انتهاك وقف إطلاق النار، سنعرف، وسنحاسب المنتهكين من خلال عقوباتنا وأدوات أخرى تحت تصرفنا".

وأشار الى أن "محادثات جدّة تركز على نطاق محدد. إنهاء العنف وتقديم المساعدة للشعب السوداني. الحل الدائم لهذا الصراع سيتطلب ما هو أكثر بكثير".

وقال ماثيو ميلر، المتحدث باسم وزارة الخارجية السودانية في إفادة صحافية إن "الولايات المتحدة ستضغط على الجانبين لوقف العنف، وستستخدم أدوات إضافية إذا لزم الأمر".

"أطباء بلا حدود"

ولفتت منظمة "أطباء بلا حدود" إلى أن "العنف والنهب والتحديات الإدارية واللوجستية، عرقلت دوما الجهود المبذولة لتوسيع نطاق أنشطتها".

وقال جان نيكولاس أرمسترونغ دانغلسر، منسق الطوارئ في منظمة أطباء بلا حدود في السودان "إننا نشهد انتهاكا للمبادئ الإنسانية، والمساحة المتاحة للعاملين في المجال الإنساني للعمل تتقلص على نطاق نادرا ما رأيته من قبل".

الصليب الاحمر

وقال مسؤول كبير في الصليب الأحمر إن "اللاجئين السودانيين يتدفقون على تشاد بسرعة كبيرة لدرجة يستحيل معها نقلهم جميعا إلى أماكن أكثر أمانا قبل بدء موسم الأمطار في أواخر حزيران/ يونيو ، مما قد يعني احتمال وقوع كارثة".

فرار أكثر من 300 الف الى دول مجاورة

أعلن المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي اليوم أن أكثر من 300 ألف شخص فرُّوا من السودان إلى البلدان المجاورة حتى الآن.

وذكر غراندي، في حسابه على تويتر، أن كثيراً من اللاجئين الفارّين من الصراع في السودان عبَروا حدود تشاد ومصر، في الأيام القليلة الماضية.

* لاجئون

قال عمال إغاثة إن الكثير من الإمدادات وعمال الإغاثة الذين يصلون إلى بورتسودان على ساحل البحر الأحمر ينتظرون التصاريح والضمانات الأمنية.

وقالت المنظمة الدولية للهجرة إن أكثر من مليون نزحوا داخل السودان حتى الآن وفر 319 ألفا إلى دول مجاورة، بعضها يعاني من الفقر ولديه تاريخ من الصراعات الداخلية. وقال مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي أن كثيرين منهم توجهوا إلى تشاد ومصر في الأيام القليلة الماضية.

وأضاف في تغريدة على تويتر "مساهمات المانحين في خطة التعامل مع اللاجئين لا تزال شحيحة. نحن بحاجة إلى مزيد من الموارد بشكل عاجل لدعم البلدان المضيفة للاجئين".

وتقول الأمم المتحدة إن عدد من يحتاجون المساعدة داخل السودان قفز إلى 25 مليونا، أي أكثر من نصف سكان البلاد.

رويترز

يقرأون الآن