لبنان آخر تحديث في 
آخر تحديث في 

الجيش اللبناني يحرّر المخطوف السعودي.. والمداهمات مستمرة

الجيش اللبناني يحرّر المخطوف السعودي.. والمداهمات مستمرة

بعد أن حملت ساعات الصباح الأولى بشرى الجيش اللبناني الذي سعى جاهدا الى تحرير المخطوف السعودي مشاري المطيري، أعطت السلطات السعودية التوجيهات بجمع المواطن السعودي المخطوف بعائلته وعودتهم فوراً إلى الرياض. وعلى الرغم من عمليات الدهم التي جرت منذ المساء في حي الشراونة بحثا عن مطلوبين في القضية، لا زال الجيش يتعقب بعد تحرير الخاطف متورطين في القضية، وعلى إثره تجري مداهمات في منطقة الشويفات.


قائد الجيش

وأكد قائد الجيش العماد جوزيف عون، أن مديرية المخابرات في قيادة الجيش اللبناني، تمكّنت من تحرير المخطوف السعودي، وتوقيف خاطفيه.

قائد الجيش العماد جوزيف عون- تصوير عباس سلمان


وجاء تصريح قائد الجيش خلال مؤتمر دولي مشترك يقيمه مركز البحوث والدراسات الإستراتيجية في الجيش اللبناني و"شركة سيغما" بعنوان: "مؤتمر أمن الحدود والمنشأت الحيوية- Border and vital installations security"، بدعوة من قيادة الجيش– مديرية التوجيه، في حضور شخصيات سياسية وأمنية ودبلوماسية وأكاديمية. في فندق المتروبوليتان– سن الفيل. (يستمر يومين).

ولفت الجيش اللبناني على موقعه على "تويتر"، الى ان " دورية من مديرية المخابرات، تمكنت من تحرير المخطوف السعودي مشاري المطيري بعد عملية نوعية على الحدود اللبنانية- السورية، كما تم توقيف عدد من المتورطين في عملية الخطف".


وكان أعلن الجيش عن عمليات دهم في حي الشراونة لمنازل مطلوبين على علاقة بخطف السعودي مشاري المطيري، إضافة الى دهم معمل كبتاغون عائد للمطلوبين.

وكان بعض منهم قد أطلق النار منذ بعض الوقت باتجاه مركز عسكري ومنزل عائد لأحد العسكريين، ما أسفر عن اشتباك بينهم وبين الجيش من دون وقوع إصابات.


بري

ونوّه رئيس مجلس النواب نبيه بري، بالجهود التي بذلتها قيادة الجيش اللبناني، وكافة القوى الأمنية اللبنانية لتحرير المواطن السعودي ، داعياً السلطات الأمنية الى "مواصلة ملاحقاتها لإلقاء القبض على كل متورط" .

وجدّد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، تأكيد الاصرار على ضبط الوضع الأمني، وعدم السماح بحصول اي تهديد يطال أمن اللبنانيين، والرعايا المتواجدين في لبنان.

وقال: "عملية خطف احد المواطنين السعوديين مدانة بكل المعايير، ونحن نهنئ الجيش على الجهد الكبير الذي بذله للافراج عنه وتوقيف المتورطين في عملية الخطف".

وأضاف: "نحن حريصون على عودة جميع الاخوة العرب الى لبنان ومنع اي تهديد يطالهم اضافة الى منع استخدام الاراضي اللبنانية منطلقا لاي عمل يهدد امن الدول العربية وسلامتها".

مولوي والبخاري في مؤتمر صحافي مشترك

أكد السفير السعودي في لبنان وليد البخاري، بعد استقباله وزير الداخلية في حكومة تصريف الاعمال بسام مولوي ان "المواطن السعودي المحرر بصحة جيدة، ونشكر قيادتي الجيش وقوى الامن الداخلي".

ولفت البخاري الى ان "الجهود الأمنية المبذولة، تؤكد حرص السلطات اللبنانية على تأمين أمن السياحة. مرّت علينا أصعب 48 ساعة قبل تحرير المخطوف السعودي، والتواصل كان مستمرًّا دائماً مع كلّ الأجهزة الأمنية، والسلطات السعودية تولي اهتماماً بالغاً بكلّ مواطن سعودي في المملكة وخارجها".

وأشار الى ان "المواطن السعودي المُحرّر، خضع لفحوصات طبية، وهو بخير ونطمئن ذويه".


من جهته، أعلن وزير الداخلية بسام مولوي انه "تم اعتقال 9 أشخاص على خلفية اختطاف المواطن السعودي"، مشددا على ان "واقعة اختطاف المواطن السعودي لم تؤثر على العلاقات، والمملكة لم تترك لبنان . نؤكّد للبنانيين والاخوة العرب أنّ القوى الأمنية والعسكرية متماسكة، وتعمل بتنسيق تامّ، وهذا ما أكّدتُه لقائد الجيش عندما اتّصلتُ به أمس".

وقال:"القضاء اللبناني المستقل، سينظر بخطورة جريمة الخطف، ونؤكّد أنّ الموضوع لا يؤثر على العلاقة بين لبنان والسعودية، فهي ثابتة ومكرّسة ولا أحد يُمكن أن يُهدّدها أو يهزّها".

مولوي يزور قائد الجيش مهنّئا

استقبل قائد الجيش العماد جوزيف عون، في مكتبه في اليرزة، وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي، في حضور مدير المخابرات العميد الركن طوني قهوجي. وهنأ الوزير مولوي، قائد الجيش، على تحرير المخطوف السعودي، مثمّناً الجهود التي تبذلها المؤسسة العسكرية لحفظ أمن لبنان وسلمه الأهلي. كما أشاد بحسن التنسيق بين الأجهزة الأمنية لما فيه مصلحة لبنان واستقراره.

البخاري:الجهود جبّارة

وشدد السفير السعودي وليد البخاري في تصريح لقناة "ام تي في"، على أنّ "الجهود التي قام بها الجيش، وأدّت الى تحرير المخطوف خلال أقلّ من 48 ساعة، جبّارة".

وتوجه بالشكر إلى "وزير الداخليّة في حكومة تصريف الاعمال بسام مولوي، وقائد الجيش العماد جوزيف عون على متابعتهما الحثيثة".

عملية الاختطاف

وكان قد اختُطِف مواطن سعودي في العاصمة اللبنانية بيروت بعد منتصف ليل السبت من قِبل مجهولين طالبوا بفدية 400 ألف دولار، وتوعدهم وزير الداخلية بسام مولوي بعقاب قاسٍ.

وأوضحت السفارة السعودية في بيروت، أنها تلقت بلاغاً من ذوي المواطن الذي فُقد الاتصال به فجر الأحد، وتتواصل مع السلطات اللبنانية على أعلى المستويات لكشف ملابسات اختفائه.

ووصف مصدر دبلوماسي سعودي في بيروت حادثة اختطاف المواطن الذي يعمل لصالح الخطوط الجوية السعودية بـ"الخطيرة جداً"، مشيراً إلى أن السفارة تتابع الموضوع من كثب مع السلطات اللبنانية المختصة.

وتضاربت المعلومات حول موقع الحادثة؛ إذ أشارت تقارير أولية إلى أن الخطف تم على طريق مطار بيروت، بينما قالت مصادر أمنية لبنانية إن الحادثة وقعت في وسط العاصمة. ولفتت قناة الإخبارية السعودية إلى أنه اختُطِف عند خروجه من أحد المطاعم في منطقة "زيتونة باي"، مبيّنة أن خاطفيه ترصدوا له بسيارتين وتنكروا بلباس عسكري، واقتادوه مع سيارته إلى الضاحية الجنوبية.

وذكرت المصادر الأمنية، أن الخاطفين طالبوا عبر رسالة هاتفية بفدية تقدر بمبلغ 400 ألف دولار، في حين أفادت الإخبارية بأن الرسالة صادرة من الضاحية الجنوبية لبيروت، منوهة أنهم أجروا اتصالات عدة باستخدام هاتف المخطوف من مواقع مختلفة للتمويه.


وقال مولوي، عبر حسابه على "تويتر": "نتابع مع شعبة المعلومات بقوى الأمن الداخلي منذ أمس قضية اختطاف مواطن سعودي في بيروت، ونحن على تواصل بأدق التفاصيل مع السفير وليد البخاري".

وأضاف: "دائماً وبيد من حديد نعمل لتحرير أي مواطن يتعرض لأي أذى على أرض لبنان"، مؤكداً: "ما حصل يمس بعلاقة لبنان مع أشقائه"، مشدداً على أن "عقاب الفاعلين سيكون قاسياً".

ولاحقاً، أوضح وزير الداخلية اللبناني، أن هاتف المواطن السعودي المختطف رصد في أكثر من منطقة ببيروت، والهدف من العملية لم يكتشف بعد، مشيراً إلى أنه بخير، ولن تترك قضيته تمر دون حساب رادع.

وشدد مولوي في تصريح خاص لصحيفة "عكاظ"، على أنّه "كما قدمنا التطمينات في قضية الكبتاغون، وقمنا بجهد كبير، وتمكنا من إلقاء القبض وضبط كميات كبيرة من المخدرات كانت في طريقها إلى الخليج العربي والسعودية، اليوم نقوم بواجبنا من أجل حماية المواطن السعودي وكل المواطنين العرب على الأراضي اللبنانية".

واعتبر أنّ "التطمين يكون بجدية العمل وجدية التحقيق، فكل الأجهزة الأمنية والعسكرية، وحّدت جهودها، وقد تواصلت شخصياً مع قائد الجيش لرصد الاتصالات من كل المناطق التي ظهرت فيها إشارة من هاتف المواطن السعودي المخطوف، وبناء على جدية العمل من قبل السلطات الأمنية اللبنانية وجدية المحاسبة بعد ذاك، سيؤدي ذلك إلى بسط الأمن وتأمين الأمان للمواطنين السعوديين والعرب على الأراضي اللبنانية، وستضمن مصداقيتنا وجدية عملنا".

وحول ما إذا كانت العملية سياسية والمقصود بذلك جهات حزبية معينة أو عملية فردية،أشار مولوي الى أنّه "لم يتأكد لنا أن العملية أهدافها سياسية، ولكننا سنتابع العملية بكل دقة وحرفية، حتى نصل إلى كشف كل الملابسات ونضعها أمام الجميع بشفافية".

إدانات

من ناحيته، أدان المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، بأشد العبارات، "كل عمليات الخطف خاصة تلك التي تطول الإخوة العرب خصوصاً الإخوة السعوديين"، مطالباً الدولة اللبنانية وأجهزتها الأمنية والقضائية بـ"الضرب بيد من حديد ووضع حدّ لهذه اللعبة الخطيرة". وتابع: "ما يجري لعبة عصابات ومافيات تريد نسف استقرار البلد لأهداف فردية وسط بلد يعاني من فوضى وفلتان خطير"، مضيفاً: "الحل بحماية الدور السياسي للدولة وتأمين قوتها الدستورية ومرافقها الخدمية وقطاعها الإداري والأمني، والمطلوب أمن استباقي يضرب جميع العصابات والمافيات التي تجتاح كل لبنان".

كما أدانت شخصيات سياسية وحزبية وإجتمااعية لبنانية الحادثة، وطالبت بالإسراع في التحقيقات لتحرير السعودي ومعاقبة المتورطين. 



وكالات

يقرأون الآن