أكّد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي "أن لا خيار لنا لأن نقول بأننا سنستمر أو لا نستمر في ما نقوم به، وعلينا أن نظهر دومًا بأنّ الحكومة موجودة ونتابع كل الأمور بالتعاون مع الوزراء والفاعليات السياسية".
وشدّد على "ضرورة العمل على الصعيد الوطني من أجل تنقية البيئة السياسية وأن نشارك جميعًا بالإصلاحات الضرورية والمطلوبة من أجل إنقاذ هذا الوطن".
وكان ميقاتي يتحدّث في السرايا خلال الإعلان عن إتفّاقية بين الإتحاد الأوروبي واليونيسف بالشراكة مع وزارتي الطاقة والمياه والبيئة، لمشروعٍ جديدٍ لإستدامة خدمات معالجة مياه الصرف الصحي في لبنان، ما سيعيد تشغيل 11 محطة رئيسية لمعالجة مياه الصرف الصحي في لبنان".
وقال ميقاتي في كلمته: "في هذا اليوم الذي نحتفل به بـ" يوم البيئة العالمي"، يضيء على واقعٍ مؤلمٍ يعاني منه وطننا بسبب تراكم الأزمات البيئية على مدى سنوات وغياب الإمكانات التي تتيح المعالجة الجذرية لها". وتطرق الى ازمة تفشي الكوليرا في لبنان، ودور اليونيسف في ايصال المياه النظيفة خصوصًا الى القرى النائية.
وزير الطاقة
من ناحيته، أشار وزير الطاقة وليد فيّاض الى العقبات الإدارية والمالية التي كانت تعترض اتمام المشروع، مؤكداً في الوقت عينه أن الدعم المقدّم من الإتحاد الأوروبي واليونيسف لمؤسسات المياهن سوف يسمح بالإنتقال تدريجيًا لتصبح هذه المؤسسات هي المسؤولة عن إدارة أمور القطاع كما هو منصوص عليه في قانون المياه.
واعرب فياض عن أمله أن يتم تمديد هذه الهبة لـ 3 سنوات إضافية مما سيسهم بشكلٍ فعالٍ في إنجاح خطة تعافي قطاع المياه مع حلول العام 2026.
وزير البيئة
أما وزير البيئة ناصر ياسين فقد أكد على استمرار "التصريف غير المنضبط بمصادر التلوث" والتي تؤدي الى تدهور نوعية المياه في الأنهار والينابيع والأراضي الرطبة وخزانات المياه الجوفية والبحر، بحيث أن العديد من هذه الأنظمة تتلقى "احمال ملوثات بأحجامٍ أعلى من قدراتها على التحمل. وبالتالي يتم إعاقة العديد من الأنظمة وتعطل وظائف النظام الايكولوجي الخاصة بها"
مشددا على أهمية إلتزام القطاعين العام والخاص بالضمانات البيئية الصادرة عن وزارة البيئة (تقييم بيئي استراتيجي، تقييم اثر بيئي، تدقيق بيئيً، …) وتحديدا القيم البيئية والذي يجري تعديله حاليًا في ما يخص تصريف المياه المبتذلة.
الإتحاد الأوروبي
وأعلن سفير الإتحاد الأوروبي في لبنان رالف طراف: "هذا مشروع اليوم تمتدّ فوائده إلى ما هو أبعد من مجال إدارة مياه الصرف الصحي، إذ أنّ إستمرار عمل مرافق الصرف الصحي بالإضافة إلى المعالجة المناسبة لمياه الصرف الصحي، من الركائز الأساسية للحفاظ على الصحة العامة والتنمية الإجتماعية والإقتصادية. فمن خلال ضمان معالجة مياه الصرف الصحي، نخفف من مخاطر إنتشار الأمراض المنقولة بالمياه ونحمي صحة ورفاه المواطنين. لذلك بقدر ما يُعتبر هذا التمويل إستثمارًا في صحة الناس ونوعية حياتهم، فهو أيضًا إستثمارًا مهمًا في التعافي الإقتصادي للبلاد".
اليونيسف
بدورها أوضحت نائبة ممثّل اليونيسف في لبنان ايتي هيغينز: "إنّ عدم كفاية تشغيل وصيانة محطات معالجة مياه الصرف الصحي وتصريف مياه الصرف الصحي غير المعالجة بشكلٍ عشوائيٍ يشكّلان خطرًا كبيرًا على البيئة والصحة العامة. إنّ التفشي الأخير للكوليرا يذكرنا بالمخاطر التي تنتج عن تلوث البيئة بسبب مياه الصرف الصحي غير المعالجة".
وختمت مؤكدة: "نتابع، مع الإتحاد الأوروبي، إلتزامنا تعزيز قدرات مؤسسات المياه لضمان توفير خدمات مياه الصرف الصحي بشكل عادل ومستدام للجميع بهدف الحد من انتشار الأوبئة وإنقاذ الأرواح".
نشاط السرايا الحكومية
وكان رئيس الحكومة إستقبل في السرايا وفدًا أستراليًا برئاسة مساعد وزير الخارجية الأسترالي تيم واتس، في حضور سفير أستراليا في لبنان أندرو بارنز، ومستشاري الرئيس ميقاتي السفير بطرس عساكر وزياد ميقاتي.
وتناول اللقاء توطيد العلاقات الثنائية بين لبنان وأستراليا، والخطة الإصلاحية الإقتصادية والمالية التي تقوم بها الحكومة. وقدر الوفد خلال الاجتماع "جهود الحكومة اللبنانية"، ودعا "للإسراع بإنتخاب رئيسٍ للجمهورية لأنّه أمر ضروري للبنان".
معرض رشيد كرامي
وإستقبل الرئيس ميقاتي وفدًا من الفريق المسؤول عن تأهيل المسرح الإختباري في "معرض رشيد كرامي الدولي" والذي يضم المهندس وسيم ناغي، جويل حجار والمايسترو هاروت فازليان.
وأعلن المهندس ناغي بعد اللقاء: "زرنا الرئيس ميقاتي كفريق مسؤول عن ترويج الفكرة والعمل على تحقيقها وهي تتعلق بتأهيل المسرح الإختباري في متحف رشيد كرامي الدولي حيث سيتم تأهيل المسرح بشكلٍ مركزٍ من دون أي إضافات مكلفة، ليكون مسرحًا جاهزًا للتشغيل كأكبر مسرح في مدينة طرابلس حيث سيضم نحو 1052 مقعدًا، وستكون مساحة منصته نحو 300 مترًا مربعًا، وهو فريد من نوعه في لبنان وفي المنطقة، وسيحتضن نشاطات من آخر هذه السنة وطوال سنة 2024 ضمن "فعاليات طرابلس عاصمة الثقافة العربية. لقد أبدى دولة الرئيس ميقاتي دعمه الكامل لهذه الفكرة".