قال الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، سيمون ستيل، اليوم الجمعة إنه غير راض عن نتائج مؤتمر استمر عشرة أيام واستهدف التحضير لمؤتمر الأمم المتحدة للمناخ "كوب28" (COP28) المزمع عقده هذا العام في دبي، مضيفا أن العملية تتحرك ببطء شديد للغاية بالنظر إلى إلحاح أزمة المناخ.
وعن احتمال إدراج التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري أو تقليص استخدامه على جدول أعمال كوب28، أشار "ستيل" إن الرئاسة الإماراتية لا تزال تصوغ رؤيتها. وتوقع معرفة المزيد بهذا الشأن في الأسابيع المقبلة. مضيفا، في مقابلة مع رويترز، "يخبرنا العلم أنه لتحقيق هدف صفر انبعاثات يتعين علينا التخلص التدريجي وتقليص جميع أنواع الوقود الأحفوري. سنرى الإشارات التي ستُقدم. لكن العلم واضح جدا".
وقال ستيل إن تقديم تقييم كمي لنتائج المؤتمر أمر صعب، لكن فريقه يعكف على تحليل قرار الاجتماع وإنه يتوقع تقييما نهائيا لما تم تحقيقه في الأيام المقبلة. كاشفاً أنه على الرغم من المناقشات المكثفة على مدى الأسبوعين الماضيين في بون، لا يزال الغموض يكتنف مسألة طريقة تمويل البلدان لسياسات العمل المناخي. وأضاف أن الموضوع سيهيمن على المناقشات في دبي في وقت لاحق من هذا العام.
وأوضح "بالنسبة للسياسات الكثيرة التي نراها في غرف المفاوضات، فإذا كانت وسائل التنفيذ موجودة، ستتقلص كثير من التوترات التي نراها حاليا".
وقال إنه لم يتم اتخاذ أي قرار بشأن ما إذا كان ينبغي أن يؤكد التقييم العالمي على المسؤولية التاريخية للدول الغنية عن الانبعاثات أم أنه سيتبني لغة أكثر تطلعا للمستقبل. والتقييم العالمي هو نتاج رئيسي لاتفاقية باريس لعام 2015 تراجع الحكومات بموجبه التقدم المحرز في العمل المناخي في كوب28.
ولم يحرز مفاوضو المناخ من أنحاء العالم تقدما يذكر في محادثات التحضير لمؤتمر "كوب28" الذي تتطلع إليه الأنظار على أمل أن يجعل الحكومات تتبنى خطوات طموح لمنع ارتفاع حرارة الكوكب فوق 1.5 درجة مئوية.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قد أشار، أمس الخميس، الى أنه يتعين على الدول الشروع في التخلص تدريجيا من النفط والفحم والغاز، وليس فقط من الانبعاثات، وطالب شركات الوقود الأحفوري "بالكف والامتناع" عن الإجراءات التي تعرقل التقدم في هذا المسعى.
وهناك اتفاق بين بعض الحكومات الغربية والدول الجزرية المتضررة من تغير المناخ، إلا أن الإمارات العربية المتحدة المنتجة للنفط التي تستضيف مؤتمر كوب28 تقول إن المحادثات يجب أن تركز على التخلص التدريجي من الانبعاثات. مع ذلك، قال رئيس دولة الامارات لمؤتمر كوب28 في الأسبوع الماضي إنه لا مفر من التخلص التدريجي من أنواع الوقود نفسها.
وقالت المنظمة المعنية بتغير المناخ التابعة للأمم المتحدة إن محادثات بون اختتمت أمس الخميس بإحراز تقدم في قضايا تمويل الإجراءات التي تستهدف تخفيف تبعات تغير المناخ والمسؤولية عن الخسائر والأضرار وتمويل تدابير التكيف. لكنها لم تحدد ما تقرَّر.
واستهدفت اتفاقية باريس للمناخ لعام 2015 وقف ارتفاع حرارة الكوكب عند 1.5 درجة فوق مستوى ما قبل الثورة الصناعية لتفادي الآثار الأكثر كارثية لارتفاع حرارة الكوكب، وهو حد أوشكنا بالفعل على تجاوزه.
لكن ناشطين اتهموا الولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد الأوروبي بمحاولة جعل المناقشات تدور بعيدا عن تناول مسؤوليتهم القانونية عن تغير المناخ.
وقالوا إن الدول الصناعية الغنية تدفع الدول النامية للالتزام بإجراءات مثل توسيع مصادر الطاقة المتجددة دون الأخذ في الاعتبار عدم قدرتها على دفع ثمنها.