تقع قرية "ذي عين" في محافظة قلوة بالباحة، على ارتفاع نحو 2000 متر، على قمة الجبل الأبيض الذي يأخذ شكلاً هرمياً منظم وفريد، كما أنها تطل على "وادي راش" من جهة الغرب، وتحيطها المرتفعات الجبلية من جميع الجهات.
يعود تاريخها الزمني إلى نهاية القرن العاشر الهجري – القرن الثامن الميلادي – مما يجعل عمرها أكثر من 400 عام، بحسب موقع منظمة اليونسكو. وتتميز القرية بشكلها الجميل، وتعتبر من الأماكن السياحية الرائعة التي تجذب العديد من الزائرين، والاستمتاع بمنظر القرية الرائع.
تعد "ذي عين" من أهم القرى التراثية في شبه الجزيرة العربية، واكتسبت القريةُ اسمَها من عينٍ تمر عبرها وتصب من الجبال حولها، وتضم أكثر من 80 منزلاً، بينها 58 قصراً تراثياً، وجميعها مصممة لتكون متلاصقة ومتراكبة فوق بعضها البعض وذلك بحكم طبيعة القرية الجبلية.
ومن الميزات التي تتمتع بها، غزارة الأمطار لاسيما خلال فصل الصيف، الأمر الذي يجعلها بيئة ناجحة للزراعة ومكاناً مناسباً للسياحة. ونتيجة لذلك تمتلك القرية موقع استراتيجي على الجبال المناطق المزروعة المحيطة بها، حيث تشتهر القرية بزراعة أنواع متنوعة من النباتات والفواكه. كما تشتهر بزراعة أنواع من الفواكه والريحان، الى جانب جودة صناعاتها اليدوية.
وتمثل مساحة أراضيها الزراعية بأكثر من 75000 ألف متر مربع وتنتج من الموز خلال العام بأكثر من ثمانية أطنان. الى جانب أنه يبلغ انتاجها سنويا أكثر من 21500 زهرة من أزهار الكادي. اضافة الى أكثر من 700 شجرة بن.
وتحتوي قرية "ذي عين" على مسجد صغير، وقد تبدو القرية لمن يراها من الخارج كقلعة واحدة، وقد تم بناء القرية باستخدام نوع متجانس من الحجارة البركانية، في حين أن دواخل المباني استخدم فيها الطين واللبن. كما يوجد بها حصنان تاريخيان مرتفعان عن المباني؛ بهدف كشف كامل المنطقة المحيطة بالقرية من جميع الجهات.
وتستقبل قرية ذي عين التراثية أعداداً كبيرة من السياح، وتشهد خلال فصل الشتاء الذي يتميز بأجوائه المعتدلة، العديد من الفعاليات والبرامج من أهمها مهرجان الموز والكادي.
ويمكن للزائرين التعرف على عادات أهالي الباحة، من خلال شرح موسع عن القرية ومزارعها والمأكولات الشعبية (الكسكسية، العيش، الخبز المنكس، العصيدة، اللحم بورق الموز)، وحلب المواشي، والاستماع لآلة الراعي الموسيقية (الصفريقا)، وطقوس الحنا، والمشاركة بزغاريد الفرح معلنة حفل زفاف في القرية.