قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في تصريح صحفي أدلى به اليوم الثلاثاء خلال مغادرته البيت الأبيض لزيارة الجداد الحدودي مع المكسيك في منطقة ألامو، تعليقا على التحرك لإطلاق عملية عزله: “أعتقد أن ذلك يثير غضبا شديدا”.
ورأى ترامب أن هذه المبادرة تمثل “استمرارا لأكبر مطاردة ساحرات في تاريخ السياسة”، مضيفا: “لكننا لا نريد عنفا”.
من جهة أخرى فقد رفض ترامب الإجابة على سؤال حول ما إذا كان ينوي الاستقالة من منصبه جراء الضغط الذي يتعرض له على خلفية أحداث اقتحام الكابيتول.
أما نائبه مايك بنس فقد رفض الدعوة إلى عزله استنادا إلى التعديل الخامس والعشرين الذي ينص عليه الدستور، الذي يبدو قد قرر تشكيل جبهة مشتركة معه، في الوقت الحالي، ضد الديموقراطيين.
والهدف من هذه الرحلة وفق الرئاسة؟ “لمناسبة استكمال أكثر من 640 كيلومترا من الجدار الحدودي مع المكسيك الذي وعد بإنجازه، إضافة إلى إبراز جهود حكومته لإصلاح نظام هجرة يشوبه خلل”.
في واشنطن، يجري الإعداد لإجراء من شأنه أن يسجل في التاريخ، وقد يرهن المستقبل السياسي المحتمل لدونالد ترامب، فقد يصبح ترامب أول رئيس أميركي يواجه مرتين نص اتهام في الكونغرس ضمن إجراء عزل، وسينظر الكونغرس في نص الاتهام الاربعاء على أن يجري تصويتا في اليوم نفسه.
ومن المتوقع أن يتم تبني النص بسهولة إذ يدعمه عدد كبير من الديموقراطيين في مجلس النواب. وهذا يعني فتح إجراء عزل ثان بحق الرئيس الأميركي.
لكن الشك يبقى محيطا بمسار ونتيجة المحاكمة التي يفترض أن تجري لاحقا في مجلس الشيوخ والذي يعد حاليا غالبية جمهورية. وسيتولى الديموقراطيون السيطرة عليه في 20 كانون الثاني لكنهم سيكونون بحاجة لجمع أصوات العديد من الجمهوريين من أجل بلوغ غالبية الثلثين المطلوبة لإدانة الرئيس.
لكن مصير هذه القضية التي سيكون على عاتق مجلس الشيوخ البت فيها يبقى مجهولا، خصوصا أن المجلس الحالي يسيطر عليه الجمهوريون، ومن شأن محاكمة ترامب في مجلس الشيوخ أن تعرقل العمل التشريعي للديموقراطيين في بداية عهد بايدن، إذ سينحصر عمل المجلس بهذه القضية.
في موازاة ذلك طلب الديموقراطيون أن يتم اعتماد مشروع قرار بالاجماع يطلب من نائب الرئيس الأميركي مايك بنس إقالة ترامب عبر تفعيل التعديل الخامس والعشرين من الدستور.
وأكدت الرئيسة الديموقراطية لمجلس النواب الاميركي نانسي بيلوسي الاثنين أن الجمهوريين “يعرضون أميركا للخطر” عبر “تواطئهم” مع ترامب الذي تتهمه ب”التحريض على تمرد دام ضد أميركا” على خلفية احداث مبنى الكابيتول.
حيث قالت أن “الرئيس يمثل تهديدا وشيكا لدستورنا وبلدنا والشعب الأميركي ويجب عزله على الفور”، وأضافت “ندعو نائب الرئيس للردّ في غضون 24 ساعة بعد تبنّي” النصّ.
رويترز