كان من المقرر أن تكون مغامرة "تيتان" الى أعماق البحار، وصولا الى السفينة الغارقة "تيتانيك"، مختلفة بالنسبة الى عائلة رجل الأعمال البريطاني شاه زاده داود، على اعتبار أن الابن هو الذي حجز بطاقتين لوالديه في عيد الأب، لكن الأم اختارت أن تكرم ابنها فتركت له مقعدها.
وبحسب "نيويورك بوست"، فإن الصورة الأخيرة التي نشرتها تعود للأب وابنه قبل ساعة وربع من انطلاق "أوشن غايت" بالضيوف الخمسة.
وتوضح الصحيفة أن الغواصة انفجرت على عمق 12000 قدم تحت مستوى سطح البحر ، مما أسفر عن مقتل كل من كان على متنها.
تحدثت كريستين داود ، أرملة شاهزادا ، عن الرحلة الأخيرة الكارثية في مقابلة مع الصحيفة ، حيث كشفت أن الركاب - ومن بينهم زوجها وابنها - من المحتمل أن يكونوا قد أمضوا لحظاتهم الأخيرة في الاستماع إلى أغانيهم المفضلة في ظلام دامس، مع التحديق من النوافذ في الكائنات الحية في أعماق البحار ذات الإضاءة الحيوية.
وفي يوم 18 حزيران/يونيو وقفت "كريستين" تودع ابنها وزوجها أثناء نقلهما على منصة عائمة في شمال المحيط الأطلسي قبل المهمة التي استحوذت على عقل زوجها ونجلها، إذ كان سليمان وشاهزادا مستعدين لمغامرتهما وهم يرتديان بدلاتهما الخاصة برحلة "OceanGate"، بنطلون مضاد للماء، وسترة برتقالية مقاومة للماء، وأحذية طويلة، وسترات نجاة، وخوذات.
«كانت الاستعدادت على أكمل وجه، تم وضع عدد من القواعد الواجب الإلتزام بها قبل عملية الإنطلاق"، تقول كريستين مضيفة: "لقد كانت عملية التجهيز تتم بشكل احترافي إلى أبعد حد، ومن يرى الخطوات التي تمت قبل غمر الغواصة بالمياه كان سيظن أنهم فعلوا ذلك من قبل عدة مرات".
وتتابع:«القائمون على الرحلة قدموا نصائح واضحة ومباشرة لكل الراغبين في تجربة الأمر، بشكل حازم نُصح الركاب بارتداء جوارب سميكة وقبعة واتباع نظام غذائي، بالإضافة إلى ضرورة عدم تناول القهوة قبل الغوص، وعلاوة على ذلك تم تحذيرهم من عدم وجود مرحاض على متن الطائرة ولكن زجاجة خلف ستارة، وكذلك تم اخبار المجموعة بالكامل بضرورة تحميل الموسيقى المفضلة لديهم على هواتفهم لتشغيلها عبر البلوتوث".
وأردفت كريستين: "زوجها اندهش من قصص "نارغوليت"- المستكشف الفرنسي الذي كان على متن الغواصة- حيث قدم عرضًا تقديميًا عن غطساته السابقة في تيتانيك، بما في ذلك الوقت الذي كان فيه عالقًا هناك لمدة ثلاثة أيام وانقطع الاتصال بالغواصة".
وتحكي زوجة رجل الاعمال الذي فقد حياته على متن الغواصة "تيتان" عن حالة الإقناع التام التي لحقت بزوجها: "كان نارغوليت قويا في محاولة اقناع زوجي، ما زلت اتذكر ملامح زوجي عندما صرخ وابتسم تجاهي قائلا: "يا إلهي، هذا رائع جدًا"، ونجح نارغوليت في الوصول إلى نقاط ضعف زوجي وزاد من حماسته لخوض تلك المغامرة".
وبعد أن نجحت محاولة الإقناع، وافق شاه على المغامرة، وبدأت الرحلة: "صعد الركاب الخمسة إلى الغواصة وأغلقت الفتحة، بعد فترة من الوقت سمعت أحدهم يقول إن الاتصال مع تيتان قد انقطع، وقتها لم أشعر بخوف كبير إذ تم اخبارنا أنه سوف يتم إنهاء المهمة إذا كانت هناك أي مشكلة، لكن في فترة ما بعد الظهر، قيل لها إنهم لا يعرفون مكان تيتان وطاقمها".
