لمع اسم الجنرال النيجيري عمر تياني (المعروف أيضا بعبد الرحمن تياني)، بين ليلة وضحاها، بعد إعلان الكولونيل بجيش النيجر أمادو عبد الرحمن على التلفزيون الرسمي اليوم الجمعة أن رئيس الحرس الرئاسي الجنرال عبد الرحمن تياني هو الآن حاكم البلاد، في حين احتجز الرئيس محمد البازوم في قصره ولم تعرف أي أخبار عن وجهته أو مصيره، على الرغم من تنديد فرنسا الشديد بالخطوة، وترحيب مجموعة "فاغنر" التي عرضت خدماتها.
وفور إعلانه وصيا على البلاد، برر تشياني الانقلاب بتدهور الوضع الأمني، هو الذي شغل منصب قائد الحرس الرئاسي النيجيري، حيث كان على خلاف مع الرئيس.
سيرة شخصية
وفقًا لتقارير وكالة الأنباء الإفريقية، فإن تياني من منطقة تيلابيري، وهي منطقة تجنيد رئيسية للجيش النيجيري، غربي البلاد.
عام 2015، تولى قيادة الحرس الرئاسي وكان حليفًا وثيقًا للرئيس آنذاك محمدو يوسفو. وقاد عام 2021، إحباط محاولة انقلاب عندما حاولت وحدة عسكرية الاستيلاء على القصر الرئاسي قبل أيام من تنحي يوسفو لإفساح المجال لخليفته المنتخب ديمقراطياً، محمد بازوم، الذي احتفظ بتياني في منصبه.
ومعروف عن تياني بأنه رئيس الحرس الرئاسي الغامض. ظل اسمه يتردد منذ الإعلان، يوم الأربعاء الفائت عن "تغيير في الحرس الرئاسي" .
حتى مع تطور الوضع في نيامي بعد عدة ساعات من ظهور محاولة الانقلاب، فإن المعلومات عن الجنرال تياني تكاد تكون معدومة.
وهو أحد المقربين من الرئيس السابق محمدو يوسفو ، وقد قاد منذ عام 2015 فيلق النخبة في الجيش النيجيري المسؤول عن أمن رئيس الدولة.
على الرغم من أن العالم لا يعرف سبب التمرد، إلا أن عدة مصادر تتحدث عن رغبة رئيس الدولة الحالي في إعادة تنظيم أجهزته الأمنية التي تنطوي على إزالة اعتماده على الجنرال تياني وحرسه الرئاسي.
منذ عامين، تداول على منصات التواصل الاجتماعي مرسوم كاذب ينص على استبداله بالجنرال محمد تومبا.
في غضون ذلك، لم تنجح محاولات المفاوضات بين المتمردين والرئيس بازوم حتى الآن.
وأعلن الانقلابيون في ساعة متأخرة من مساء الأربعاء على التلفزيون الوطني أنهم قاموا بانقلاب وأن الدستور علق، وفرض حظر التجول وإغلاق مؤسسات الدولة.
وكانت هذه الوحدة، في الماضي، بمثابة نقطة انطلاق لبعض الضباط للاستيلاء على السلطة.
ماض سياسي مضطرب
شهدت النيجر، منذ استقلالها، أربعة انقلابات وعدة محاولات للاستيلاء على السلطة. حماني ديوري، أول رئيس للبلاد، كان الضحية الأولى.
وكرئيس لدولة غير ساحلية في غرب إفريقيا عام 1960، أطيح به في 15 نيسان/أبريل 1974 على يد المقدم سييني كونتشي.
واجه عدة محاولات انقلابية في 1975 و 1976 و 1983. توفي متأثرا بورم في المخ، وتم استبداله عام1987 برئيس أركانه علي صائب.
وعادت الديمقراطية إلى النيجر عام 1991 بعد مؤتمر وطني عين حكومة مدنية.
وكان برر تشياني مرارا جفاءه مع الرئيس بسبب "خطاب سياسي" أراد أن يجعل الناس يعتقدون أن “كل شيء على ما يرام” بينما هناك “الواقع القاسي مع ما يحمله من موت ونازحين وإذلال وإحباط”.
وأشار إلى أن "النهج الأمني الحالي لم يسمح بتأمين البلاد على الرغم من التضحيات الجسيمة التي قدمها شعب النيجر والدعم الملموس والمقدر من شركائنا الخارجيين".
وتولى هذا الضابط الرفيع والمتحفظ قيادة الحرس الرئاسي منذ تعيينه في منصبه في العام 2011 من قبل يوسفو محمدو، سلف محمد بازوم.
وبعد مالي وبوركينا فاسو، أصبحت النيجر ثالث دولة في منطقة الساحل تشهد انقلابا منذ العام 2020، فيما تخضها هجمات جماعات مرتبطة بتنظيمي الدولة الإسلامية والقاعدة.