حذر العلماء من احتمال عودة مسببات الأمراض التي كانت شائعة على الأرض، والتي بقيت مجمدة آلاف السنين في الغطاء الجليدي، من خلال ذوبان الجليد، وفق "ساينس أليرت".
وفي مثال على حجم المخاطر، برزت الى الضوء الجمرة الخبيثة 2016، والتي تفشت غربي سيبيريا بسبب ذوبان جراثيم الجمرة الخبيثة في التربة الصقيعية، وقتلت الآلاف من حيوانات الرنة، وأثرت على عشرات الأشخاص. وفي دراسة جديدة نُشرت في مجلة "علم الأحياء الحسابي"، حسب الباحثون المخاطر البيئية التي يشكلها إطلاق فيروسات قديمة لا يمكن التنبؤ بها.
وفي عام 2012، زارت الباحثة سو ناتالي، سيبيريا للمرة الأولى. وكان الهدف من الزيارة دراسة تأثيرات ذوبان ما يُعرف بالتربة الصقيعية، بسبب التغير المناخي.
وبالرغم من أن ناتالي اطلعت قبل الزيارة على صور للموقع عدة مرات، فإنها تفاجأت لدى رؤيتها له على الطبيعة، نظرا للتأثيرات الهائلة التي أحدثها الذوبان المتسارع للجليد في البقعة التي زارتها، إلى حد تسبب في حدوث هبوط هائل في التربة، في أكثر من مكان.
These 46,000-year-old worms were brought back to life after scientists defrosted them from the Siberian permafrost pic.twitter.com/tJjiGw2Ywx
— Reuters (@Reuters) July 29, 2023
ما وصفته هذه الباحثة يمثل التأثيرات المرئية والدراماتيكية لظاهرة الارتفاع السريع في درجات الحرارة في منطقة القطب الشمالي. فالتربة الصقيعية - وهي عبارة عن الأراضي المتجمدة على نحو دائم، حتى الآن على الأقل - تذوب وتكشف عن أسرارها الخفية. وبجانب بقايا عصر البليستوسين، هناك كميات هائلة من انبعاثات الكربون والميثان، وكميات الزئبق السام، بل والأمراض التي ظهرت في حقب سحيقة، وظلت مُختزنة في هذه التربة.
وتقول ناتالي إن المساحة التي ستذوب - أيا كانت نسبتها - تحتوي على كربون حبيس داخل مواد عضوية، سيبدأ في التفتت والانطلاق بفعل ميكروبات ستستخدمه كمصدر للطاقة وتطلقه في صورة ثاني أكسيد الكربون أو الميثان.
وتفيد تقديرات بأن حجم عُشر الكربون المجمد، الذي قد ينبعث في صورة ثاني أكسيد الكربون، قد يتراوح ما بين 130 إلى 150 مليار طن، وهو ما يساوي المعدل الإجمالي السنوي للانبعاثات الكربونية من الولايات المتحدة، اعتبارا من الآن وحتى عام 2100. ويعني ذلك أن ذوبان التربة الصقيعية سيضيف عمليا، ما سيكون بمثابة "دولة جديدة" تحتل المركز الثاني على قائمة الدول الأكثر تسببا في الانبعاثات الكربونية، من دون أن يكون بمقدورنا محاسبتها على ما تُحدثه من تلوث.