رأى رئيس بلدية الكحالة جان بجاني، أن لبنان واللبنانيين يدفعون غاليًا، ومن دماء الشباب، "ثمن غياب الدولة وتفلت السلاح دون رادع أو حسيب"، مشيرًا إلى أنه "لا يجوز أن تترك البلاد أسيرة المسلحين العابثين بالقانون وأمن اللبنانيين".
وقال بجاني في تصريحٍ لـ"الأنباء" الكويتية: "بعد أن سقط قتيلان على كوع الكحالة، وقبلهما قتيل في عين ابل، لا أحد يدري أين ستدفع غدًا فواتير التسيّب الأمني وتعميم الفوضى"، لافتًا إلى أنه بغض النظر عن الموضوع السيادي، "كان أجدى بالقيمين على شاحنة الأسلحة والذخائر، إبلاغ السلطات الأمنية والعسكرية لمواكبتها، بدلًا من ترك مسارها بذمة ورعاية مدنيين مسلحين، أطلقوا النار عشوائيًا وبكل الإتجاهات لحظة إنقلاب الشاحنة، ومحاولة أهالي الكحالة تقديم المساعدة للسائق".
وأكد أن الكحالة هي عمق الوطن وتدعم الشرعية، ومشهود لها في الدفاع عن كرامة الوطن وسيادته، "ولا يجوز بالتالي لحفنة من المسلحين أن يطلقوا النار على أهاليها، وكأننا في غابة لا قانون فيها ولا أجهزة أمنية ولا حسيب قضائي".
وأضاف: "على الرغم من أن الضحية فادي بجاني وقبله جو بجاني افتديا لبنان بدمائهما، وعلى الرغم من حالة الغضب التي تعصف بنفوس أهالي الكحالة، إلّا أننا ندعو إلى التهدئة منعًا لانزلاق البلاد إلى فتنة تدخل الجميع دون استثناء في فم التنين، وعلى الدولة أن تفرض وجودها وتبسط سلطتها على كامل الأراضي اللبنانية، وإلا على لبنان الدولة والكيان ألف رحمة سلام".
وتابع بجاني: "على الرغم من أن الجيش اللبناني واقع بين نارين بالمعنى المجازي للكلمة، نار غضب الأهالي في الكحالة ونار حزب الله، إلا أنه كان من واجبه وانطلاقًا من علاقاته وتواصله مع الأخير وسائر المكونات اللبنانية، عدم ترك الأمور تصل إلى حدّ الإعتداء على الناس، خصوصًا في الكحالة ذات الرمزية الدامغة في صناعة الأبطال دفاعًا عن الوطن والسيادة، فالكحالة ليست مجرد منطقة أو كلمة تلفظ، إنما هي وبشهادة كلّ اللبنانيين معقل الحريات والدفاع عن الدولة والشرعية، ولا يمكن لها أن تصمت أمام الإعتداء بالرصاص على منازلها وناسها".
وأشار إلى أن "العبرة في التزام حزب الله باحترام خصوصيات الكحالة وغضب أهاليها بسبب الإعتداء عليهم، ولابد بالتالي من أن تأخذ الدولة إجراءات رادعة تضع حدًّا لمهزلة تفلت السلاح والعبث بأمن اللبنانيين"، معربًا عن أمله أن تكون واقعة الكحالة درسًا للسلطة بضرورة ممارسة مسؤولياتها ولو بالحد الأدنى، لقطع دابر الفتنة وعدم تعريض السلم الأهلي للسقوط.