تمكن مهندس الإلكترونيات الفلسطيني، لؤي البسيوني، من العمل مع فريق وكالة "ناسا" الذي حقق إنجازا تاريخيا بإطلاق أول رحلة لمروحية تجريبية فوق سطح المريخ، لكنه قال إن الوصول إلى مسقط رأسه في قطاع غزة أكثر صعوبة من الإنجاز الذي حققه.
ونقلت وكالة "أسوشييتد برس" عن البسيوني (42 عاما) قوله إن الذهاب إلى غزة، حيث اللافتات التي تحتفل بإنجازه، يبدو أبعد من الرحلة إلى المريخ بسبب القيود التي تفرضها السلطات الإسرائيلية والمصرية على دخول القطاع.
"عندما تتعامل مع الإلكترونات والتكنولوجيا، بإمكانك حساب الأشياء ومعرفة مسارها"، قال البسيوني في مقابلة فيديو مع الوكالة من منزله في ولاية كاليفورنيا الأميركية.
وأضاف بأنه "عندما تتعامل مع الناس والسياسة، لا تدري أين من الممكن أن تذهب الأشياء".
وتصف الوكالة رحلة البسيوني من بلدته في غزة، بيت حانون، وصولا إلى مختبر الدفع النفاث التابع لناسا بأنها "مذهلة".
وعمل البسيوني كمتعاقد للمساعدة بتصميم المروحية "إنجنويتي" التي حلقت مؤخرا فوق سطح المريخ.
وكان البسيوني قد غادر غزة، عام 1998، لمتابعة دراسته في الولايات المتحدة، ولم يعد إلى مدينته سوى مرة واحدة في زيارة قصيرة، عام 2000.
ووفقا للوكالة، فقد صارع البسيوني من أجل تأمين رسوم دراسته في جامعة كنتاكي الأميركية، واضطر للعمل في بعض الأحيان لأكثر من 90 ساعة أسبوعيا في أحد مطاعم "صب واي".
وانتقل المهندس إلى جامعة لويزفيل، وحصل منها على درجة البكالوريوس ومن ثم الماجستير في الهندسة الكهربائية.
وعمل البسيوني لمدة 6 سنوات مع علماء في "ناسا" بهدف تطوير نظام الدفع ووحدة التحكم للمروحية إنجنويتي.
ويستبعد البسيوني أن يتمكن من زيارة غزة في وقت قريب، بسبب القيود المفروضة على السفر من وإلى القطاع.
وفيما لو رغب بزيارة مدينته، فسيتعين عليه المرور عبر مصر أو الأردن، كون إسرائيل لا تسمح لسكان القطاع بالسفر عبر مطارها الدولي.
ولو اختار السفر عبر الأردن، فعليه انتظار مركبة خاصة لنقله من جسر اللنبي على الحدود مع الأردن إلى معبر إيريز المؤدي إلى غزة، إلا أن تلك المركبة تعمل بشكل غير منتظم كل بضعة أيام، ويطلب كل اتجاه في هذه الرحلة تصريحا إسرائيليا، يعتبر الحصول عليه معقدا.
ويخشى البسيوني أن يسافر إلى القطاع عبر مصر، كون معبر رفح يفتح أبوابه أمام المسافرين بشكل متقطع، ومن الممكن أن يتم إغلاقه لشهور. كما تفرض مصر رسوما مرتفعة على الفلسطينيين وتطالبهم بالحصول على تصاريح للسفر.
وأشار البسيوني إلى أن والده الطبيب الذي يعيش في ألمانيا كان قد زار غزة عبر مصر، في 2019، إلا أنه علق فيها لمدة 7 أشهر.
ولفت المهندس إلى أن معظم الأميركيين، بما يشمل مهندسي الفضاء، لا يحصلون سوى على إجازة مدتها أسبوعين أو ثلاثة أسابيع فقط في العام الواحد. وتابع "إذا ذهبت (إلى غزة)، فقد تعلق وتخسر وظيفتك".
أسوشيتد برس