خاضت فصائل مسلحة متنافسة في طرابلس معركة بعد أنباء عن القبض على قائد عسكري، في آب/ أغسطس الجاري، ممّا أدى إلى اتساع الإشتباكات في ليبيا، في أسوأ قتال هذا العام. ولم تنعم ليبيا إلا بقليل من السلام أو الأمن منذ انتفاضة 2011، التي دعمها حلف شمال الأطلسي، وانقسمت في 2014 بين فصائل متحاربة في الشرق والغرب.
فما هي أهم المحطات خلال سنوات الفوضى والإنقسام في ليبيا؟
2011 - ثورة وحرب أهلية
انتشرت بسرعة شرارة إنتفاضة ضدّ حكم معمر القذافي الذي استمر لأربعة عقود، لتشعل ثورة مسلحة دعمها حلف شمال الأطلسي بضربات جوية. وأُطيح بالقذافي في آب/ أغسطس، وقُتل في تشرين الأول/ أكتوبر.
2012 - الجماعات المسلحة ترسخ وجودها
أجرى مجلس من المعارضين اقتراعًا لانتخاب مؤتمر وطني عام بصفة مؤقتة ليشكل حكومة انتقالية، لكن السلطة الحقيقية بقيت في يد مجموعة من الجماعات المسلحة المحلية.
وهاجم مسلحون إسلاميون القنصلية الأميركية في بنغازي، ممّا أدى إلى مقتل السفير الأميركي آنذاك.
2013 - تزايد الإنقسامات
اشتدت قوة الجماعات المسلحة وحاصرت المباني الحكومية وأجبرت المؤتمر الوطني على الرضوخ لمطالبها. حيث شعرت مصر، التي أطاح الجيش فيها بحكومة الإخوان المسلمين، بقلق متزايد إزاء الجماعات المتشددة في ليبيا.
2014 - إنقسام بين الشرق والغرب
أسس اللواء المتقاعد في الجيش خليفة حفتر، قوات شرق ليبيا (الجيش الوطني الليبي) الذي قاتل الفصائل الإسلامية المسلحة.
ورفض المؤتمر الوطني العام نتائج انتخاب البرلمان الجديد، مجلس النواب، وشكل حكومة مدعومة من الجماعات المسلحة في الغرب.
وبدعم من حفتر، انتقل البرلمان المنتخب حديثًا في ذلك الحين من طرابلس إلى الشرق لدعم حكومة تصريف الأعمال السابقة. وأصبحت ليبيا منقسمة بين إدارتين متنافستين في الشرق والغرب.
2015 - الإسلاميون يتقدمون
استغلت الجماعات الإسلامية الفوضى، وسيطر تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) على مدينة سرت بوسط البلاد في شباط/ فبراير. كما سيطر المتشددون على أجزاء كبيرة من بنغازي ودرنة.
في كانون الأول/ ديسمبر، وقعت الهيئتان البرلمانيتان المتنافستان "الإتفاق السياسي الليبي"، لتأسيس عملية إنتقالية جديدة في ظلّ حكومة وفاق وطني. وأكد الإتفاق أن مجلس النواب هو البرلمان الليبي، لكنه منح أعضاء المؤتمر الوطني دورًا جديدًا باعتباره هيئة إستشارية ثانية باسم المجلس الأعلى للدولة.
ووضع هذا الإتفاق الأساس للتحركات الدبلوماسية على مدى سنوات مقبلة. وبالرغم من كلّ ذلك ظل الإنقسام في الشرق والغرب.
2016 - تراجع تنظيم الدولة الإسلامية
على الرغم من الإتفاق السياسي الليبي، رفض مجلس النواب الحكومة الجديدة مع توليها السلطة في طرابلس، مما رسخ الانقسام بين الشرق والغرب في ليبيا. في نهاية المطاف، استولت فصائل مسلحة في الغرب على مدينة سرت من تنظيم الدولة الإسلامية، بينما قاتل حفتر المتشددين في درنة وبنغازي وسيطر على منطقة "الهلال النفطي" المنتجة للطاقة في وسط ليبيا.
2017-2018 - تعميق الفوضى
احتدمت المعارك مع حرب الجماعات المسلحة في الغرب للسيطرة على طرابلس، بينما قاتل الجيش الوطني الليبي في الشرق وفصائل رئيسية أخرى الجماعات الإسلامية المتشددة في جميع أنحاء البلاد. وسرعان ما انهارت الجهود الجديدة لصنع السلام.
2019 - حفتر يهاجم طرابلس
بعد سحق الجماعات الإسلامية في الشرق، قاد حفتر قواته جنوبي ليبيا، ووضع معظم حقول النفط المتبقية تحت سيطرته. وفي نيسان/ أبريل، في اليوم الذي وصل فيه الأمين العام للأمم المتحدة إلى طرابلس لإجراء محادثات سلام، شن حفتر هجومًا مباغتًا للسيطرة على العاصمة. كان الهجوم مدعومًا من الإمارات ومصر وروسيا.
واتحدت الجماعات المسلحة الليبية في الغرب لدعم حكومة طرابلس بمساعدة من تركيا.
2020 - وقف إطلاق النار
أرسلت تركيا قواتها بشكل معلن لدعم طرابلس مّما أدى إلى انهيار هجوم حفتر. مع انسحاب قواته، تمّ العثور على أدلة على فظائع ارتكبت في بلدة ترهونة. اتفق الطرفان على وقف رسمي لإطلاق النار ودعت الأمم المتحدة السياسيين الليبيين والمجتمع المدني للاجتماع في تونس في مساع جديدة تهدف إلى إجراء انتخابات وطنية في العام التالي.
2021 - عملية إنتخابية فاشلة
موافقة جميع الفصائل في الشرق والغرب على تشكيل حكومة وحدة وطنية جديدة تهدف إلى الإشراف على انتخابات كانون الأول/ ديسمبر. لكن مجلس النواب في الشرق والمجلس الأعلى للدولة في الغرب لم يتفقا على دستور جديد أو قواعد للتصويت وانهارت الانتخابات في اللحظة الأخيرة.
2022 - مواجهة
قالت الهيئتان البرلمانيتان إن حكومة الوحدة فقدت شرعيتها لكن رئيس الوزراء رفض الاستقالة.
عيّن مجلس النواب شرقي ليبيا إدارة منافسة، لكنها فشلت في دخول طرابلس، الأمر الذي أدى إلى استمرار سيطرة حكومة الوحدة واستمرار المواجهة السياسية دون حل.
2023 - حالة شلل
ساد سلام هش غير مستقر في ليبيا. لكن، وراء الكواليس، تواصلت المناورات بين الفصائل السياسية واستمرت المواجهة.
وتركز الدبلوماسية على جهود الأمم المتحدة لتقديم موعد الانتخابات، لكن الكثيرين في ليبيا تساورهم الشكوك في أن قادتهم يشعرون بالارتياح لعدم إجراء انتخابات قد تبعدهم عن السلطة.