أفادت بعثة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة أن شجارا اندلع بين قوات تابعة لها وقوات أمن من القبارصة الأتراك في جزيرة قبرص المنقسمة عرقيا، اليوم، الجمعة بسبب أعمال إنشاء غير مصرح بها في منطقة تحت مراقبة الأمم المتحدة.
وأظهرت لقطات للواقعة أفرادا يرتدون الزي الخاص بالقوات الأمنية والعسكرية للقبارصة الأتراك وهم يتعاملون بخشونة مع عناصر من قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة.
كما ظهرت في اللقطات جرافات تقوم بتحريك شاحنات تابعة للأمم المتحدة وكتل إسمنتية وأسلاك شائكة في المنطقة العازلة التي تقسم الجزيرة والتي تديرها الأمم المتحدة.
ووقع الحادث في منطقة تعرف باسم القطاع 4 الخاضع لسيطرة مجموعة عسكرية سلوفاكية. وتم تعزيز المنطقة بقوات حفظ سلام بريطانية.
وقال المتحدث باسم بعثة الأمم المتحدة عليم صديق إن ثلاثة من جنود حفظ السلام أصيبوا بجروح مما استدعى علاجهم بالمستشفى.
وأضاف أن أحد الجنود تعرض "لركلة ألقته أرضا".
لكن لم تنطلق أعيرة نارية.
وأدانت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، وهم ثلاثة من الأعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن الدولي، حادث اليوم الجمعة.
وقالت سفارات الدول الثلاث في بيان مشترك إن "هذه الأعمال غير مقبولة بالمرة وتقوض قدرة الأمم المتحدة على الوفاء بتفويض حفظ السلام".
وينصب النزاع على خطط للسلطات القبرصية التركية لبناء طريق يمر عبر المنطقة التي تقول الأمم المتحدة إنها تحت سيطرتها.
ووقع الحادث في منطقة بيلا الواقعة على الطرف الشرقي للمنطقة العازلة. ويقسم الممر البري الذي يبلغ طوله 180 كيلومترا وتحرسه الأمم المتحدة قبرص من الشرق إلى الغرب بين الجانبين التركي واليوناني.
وتخطط السلطات القبرصية التركية لبناء طريق بطول 11.5 كيلومتر يربط بيلا بتجمع مجاور في الجانب الشمالي الانفصالي من قبرص.
وعبرت الأمم المتحدة بالفعل عن مخاوفها من أن تزعزع الخطوة استقرار الوضع الراهن. وقال صديق إن المنظمة الدولية أجرت محادثات مع سلطات القبارصة الأتراك بشأن خططهم، لكن العمل بدأ دون مراعاة الاتفاق المشروط من الأمم المتحدة.
ودعت بعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام في قبرص، في بيان، "الجانب القبرصي التركي إلى احترام سلطة تفويص البعثة داخل منطقة الأمم المتحدة العازلة، والامتناع عن أي أعمال قد تفاقم التوترات، وسحب جميع الأفراد والآلات من منطقة الأمم المتحدة العازلة على الفور".
وانقسمت قبرص بعد غزو تركي عام 1974 إثر انقلاب قصير الأمد ولم تفلح محاولات كثيرة في إعادة توحيدها.
وبعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام في قبرص واحدة من أقدم بعثات حفظ السلام النشطة في العالم وذهبت إلى الجزيرة لأول مرة لقمع العنف بين القبارصة اليونانيين والقبارصة الأتراك في ستينيات القرن الماضي.
رويترز