بايجابية مطلقة يتحدث نائب رئيس مجلس النواب النائب الياس بوصعب عن مبادرة رئيس المجلس نبيه بري الأخيرة التي اطلقها في ذكرى تغييب الامام موسى الصدر.
لكن عند نائب الرئيس محاذير أمام هذه الايجابية، وتتمثل بمواقف الكتل أو القوى الرافضة للحوار.
وفي حديث خاص لـ"وردنا" يقول بوصعب إن الرئيس بري طرح مباردته بالذهاب الى الحوار مدة أسبوع، ومن ثم نذهب الى جلسات انتخاب مفتوحة وهذا كان مطلب كل القوى الرافضة الذهاب للحوار من أجل الحوار فقط. إنما الرئيس بري يشير من خلال مبادرته الى أن الحوار هو للاتفاق على اسم، وإذا لم يصر الى ذلك نذهب الى الجلسات المفتوحة.
لكن بوصعب، يتوقف هنا قليلا للاشارة الى مسألة تبدو برأيه مفتاح الحل أو استفحال الأزمة، ويقول مشددا "من لايريد هذا الحوار يعني أنه يريد الشلل التام للبلد ونحذر من أن نتائج هكذا مغامرة لن تكون محسوبة". ويتابع في الإطار عينه، أسرع طريقة للحل هي تلبية هذه المبادرة، الّا إذا كان الرأي الآخر رافض بالمطلق الجلوس على الطاولة، عندها فليتقدم ويعطينا الحل البديل.
وعن المبادرة نفسها يتابع بوصعب مقاربته السياسية، "بعد مرور قرابة سنة على الفراغ بماذا يضر الذهاب الى حوار لأسبوع واحد؟" ويستطرد "من لايريد هذا الحوار وبرفضه يعني أنه خائف من الجلسات المفتوحة".
وفي هذا السياق يحذر نائب رئيس المجلس من أننا أمام "الفرصة الأخيرة لانتخاب رئيس للجمهورية في شهر أيلول/سبتمبر الجاري وليقولوا لنا كيف يمكن انتخاب رئيس من دون حوار مع بعضنا البعض؟"
بالتالي "إما الحل والتفاهم وتنظيم الاختلاف داخل المجلس، والّا فان هذا المجلس (النيابي) لن يكون قادرا على انتخاب رئيس وعندها لابد من انتخابات نيابية مبكرة".
وعن هذا الطرح، أي الانتخابات المبكرة، يؤكد أنه لم يتبناه أي طرف سياسي بعد "لكن ما العمل ننتظر 3 سنوات حتى الانتخابات النيابية ومن ثم الرئاسية؟"
المساعدات رهن الإصلاحات
عن الحراك العربي والدولي الأخير تجاه لبنان ومحاولات إخراجه من أزمته، يقول النائب الياس بوصعب في حديثه الى موقعنا، إن أي دولة لاسيما دول مجلس التعاون الخليجي لن تُقدم على مساعدة لبنان قبل انتخاب رئيس للجمهورية وتأليف حكومة وصدور مواقف واضحة عنهما تتعلق بالإصلاحات المطلوبة ومحاربة الفساد والتعاون مع صندوق النقد الدولي.
هوكشتاين.. وجس النبض
منذ انطلاق عملية ترسيم الحدود البحرية، والياس بوصعب يتابع تفاصيل هذا الملف وكل ملحقاته من عملية انطلاق استكشاف الغاز، الى تثبيت الحدود البرية الجنوبية على طول الخط الأزرق.
وعن جولة كبير مستشاري الرئيس الأميركي لشؤون الطاقة آموس هوكشتاين الى بيروت الأخيرة، يوضح بوصعب أنها استكشافية، وتحديدا بما يتعلق بالنقاط البرية على طول الحدود الجنوبية، ويقول "إذا كانت النوايا سليمة من الطرفين فان هوكشتاين مستعد للقيام بجولة مفاوضات، وهو سيلتقي بالاسرائيليين ليرى مدى جديتهم" ويؤكد هنا أن المسألة هي مسألة تثبيت النقاط الحدودية المرسمة منذ عام 1923.
وعن الاستكشاف النفطي، يشير الى أنه انطلق وهناك نية لبدء الاستكشافات بالبلوكات الأخرى القريبة من رقم 9، لأن هناك اطمئنان للاستقرار القائم والذي تكرس بعد ترسيم الحدود البحرية.
عبداللهيان في بيروت
زيارة وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان الى بيروت كانت لافتة بمضمونها وتوقيتها، وعنها يتحدث بو صعب لـ"وردنا" مستعرضا جوانب تطور العلاقات السعودية الإيرانية ويوضح أن من أسباب الزيارة القول للبنانيين عليكم برتيب أموركم على أساس التطور الايجابي لهذه العلاقة، والّا فإن أحدا لن ينظر اليكم.
ولايستغرب بوصعب من رؤية تبادل زيارات لكبار القادة السعوديين والإيرانيين قريبا، لا سيما وأن السعودية مهتمة بالإستقرار والإنماء الإقتصادي وحل الأزمات الإقليمية.
هذا بالاضافة الى أن الولايات المتحدة لم تقفل باب المفاوضات النووية مع إيران وقد تظهر بعض النتائج في المرحلة المقبلة.