دعا رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل، اليوم الأحد، إلى "حوار حقيقي وغير تقليدي خارج طاولة مستديرة ورئيس ومرؤوس يأخذ شكل مشاورات وتباحث"، مشدّدًا على ضرورة التخلي عن منطق الفرض و"عقد جلسات إنتخاب مفتوحة نكرّس فيها إمّا إتفاقنا على الإسم أو نلتزم بالتنافس الديمقراطي".
وفي حفل اطلاق الولاية الجديدة لرئاسة التيار 2023-2027، قال: "اذا كان الغرب يريد أن يفرض رئيسًا خذوا منه التزامًا بآلية مسبقة وواضحة باعادة النازحين الى بلدهم".
وقال: "لا فريق الممانعة يستطيع ان يفرض رئيسا للجمهورية لا يمثلنا او يمثل وجداننا وناسنا، وفي الوقت نفسه فريق المعارضة لا يقدر الفرض على فريق الممانعة رئيسا يتحداه، من هنا يأتي منطق الحوار والتفاهم اذا اردنا الخروج من الفراغ والانهيار. الأولويات الرئاسية هي خارطة انقاذ. فلنتحاور ونلتزم بما نتفق عليه لنصل لانتخاب رئيس اصلاحي بمواصفات اصلاحية على اساس البرنامج الاصلاحي المتفق عليه. رئيس بتجربته وسلوكه يملك مشروعا لتحديث الدولة، ويحمل رؤية وطنية. رئيس يعي اللامركزية على حقيقتها كحاجة انمائية وعدالة تنموية كجزء من الحل حيث ان الحل المتكامل يعني دولة مركزية قوية بنظام لامركزي اداري ومالي، ويعي الصندوق الائتماني على حقيقته كطريق للخروج من الانهيار وبأن ممتلكات الدولة ليست للبيع بل للحفاظ عليها".
وأضاف: "النظام المركزي حوّل لبنان إلى مناطق نفوذ للسياسيين. اختبرنا المركزية الزائفة التي اضعفت الدولة وقسمت الناس ووضعت اللبنانيين بمواجهة بعضهم البعض. هذا النظام غزى نظام التحريض. اللامركزية الادارية هي عدالة تنموية والحل الكامل هو بدولة مركزية قوية مع نظام مركزي مالي".
ورأى أن "الصندوق الائتماني يجعل مرافق الدولة بأمان، من أجل إدارتها بشكل جيد وزيادة عائداتها. ومن دون هذه الخطوة الاصلاحية لا يمكن احياء المشاريع الكبيرة مثل مطار القليعات والكهرباء والماء".
ونبه باسيل من خطر النزوح واللجوء، وأكد "أننا لا نستطيع الحفاظ على وطننا اذا هاجر كل شعبنا وتم استبدالنا بشعوب اخرى ولو كانت جارة وشقيقة، ولذا موضوع النزوح واللجوء سميناه خطرًا كيانيًا واجبنا مواجهته بقساوة وبرفض حاسم مهما كانت الكلفة".
وتحدث باسيل عن "تثبيت الشراكة الوطنية، شراكة التوازن بين المكونات، شراكة البناء وليس المحاصصة"، مذكرًا برفضه "لكل الاغراءات" بموضوع رئاسة الجمهورية، وقال: "يجب أن نواجه إفشال الإصلاح بفرض الإصلاح وبمواجهة شرسة للفساد، كما عملنا بموضوع حاكم مصرف لبنان رياض سلامة والتدقيق الجنائي. المسلسل النضالي للإصلاح لا يقف عند حد ما، والتيار حقق أهم إنجاز بالجمهورية اللبنانية: المحاسبة ونهاية زمن اللاعقاب، وصولًا للعقاب الفعلي".
ودعا باسيل إلى "تحييد وطننا عن صراعات وايديولوجيات لا علاقة له فيها"، متسائلًا عن "موقع لبنان بالمنافسة الدولية المفتوحة بين مشروعين إستراتيجيين: طريق الحرير بقيادة الصين من آسيا باتجاه المتوسط وأوروبا، والممر الأخضر بقيادة أميركا من الهند للخليج للمتوسط وصولًا لأوروبا، فهل نبقى على الهامش خارج المشروعين أو نثبت دورنا من خلال المشرقية الإقتصادية، المنفتحة على التعاون مع الطريقين؟".