أكد رئيس الحكومة اللبناني المكلف سعد الحريري، السبت، أنه لن يُشكل حكومة "كما يريدها" رئيس الجمهورية ميشال عون، وذلك بعد أكثر من سبعة أشهر من فراغ حكومي على خلفية أزمة سياسية ومالية واقتصادية حادة.
وكلّف الحريري في أكتوبر (تشرين الأول) تشكيل حكومة جديدة بعد استقالة حكومة برئاسة حسان دياب، بعد انفجار وقع في مرفأ بيروت في الرابع من أغسطس (آب) وتسبب بمقل أكثر من مئتي شخص، ونتج عن إهمال في تخزين مواد متفجرة على الأرجح.
لكن الخلافات السياسية الحادة التي أسقطت حكومة دياب وتمسك كل طرف بحصة ونفوذ، تحول دون تشكيل الحكومة، على الرغم من ضغوط دولية ومن وساطة فرنسية فشلت في دفع الأطراف السياسية الى التوافق على صيغة حكومية.
ومنذ أشهر، يتبادل الحريري مع رئيس الجمهورية وحزبه السياسي الاتهامات بتعطيل تأليف حكومة يريدها الحريري من الاختصاصيين، بينما يريد "التيار الوطني الحر" أن تكون ممثلة لميزان القوى السياسي، علماً أن تيار عون لديه أكبر كتلة برلمانية في مجلس النواب.
وكان عون وجّه رسالة إلى مجلس النواب حول تأخر تشكيل الحكومة اعتبر فيها أن الحريري بات عاجزاً عن تأليف حكومة إنقاذ، واتهمه بأنه "يأسر التأليف"، في مسعى واضح لدفعه الى الاعتذار.
وخلال اجتماع البرلمان لمناقشة الرسالة السبت، كرّر الحريري بدوره اتهامه لعون بتعطيل تشكيل الحكومة.
وقال: "لن أشكل الحكومة كما يريدها فريق فخامة الرئيس، ولا كما يريدها أي فريق سياسي بعينه، لن أشكل الحكومة إلا كما يريدها وقف الانهيار ومنع الارتطام الكبير الذي يتهدد اللبنانيين".
أ ف ب