تستضيف مصر قمة بشأن أزمة غزة غدا السبت وسط تصاعد مخاوف نشوب حرب أوسع نطاقا في الشرق الأوسط، لكن غياب مسؤول بارز من الولايات المتحدة الحليف الرئيسي لإسرائيل وبعض الزعماء الآخرين ثبط من توقعات ما يمكن للقمة تحقيقه.
وستجمع القمة التي ستنعقد في عجالة في ظل احتدام الصراع عدة رؤساء دول وحكومات من دول عربية وأوروبية بالإضافة إلى وزراء خارجية.
وسيجتمعون في ظل استعداد إسرائيل لتنفيذ هجوم بري على غزة عقب تنفيذ حركة حماس في السابع من تشرين الأول/اكتوبر هجوما أودى بحياة 1400 شخص في إسرائيل. وقُتل أكثر من 4100 فلسطيني في الهجوم الإسرائيلي المضاد وسط تفاقم أزمة إنسانية في غزة.
أهداف
ولم يصدر أي تصريح حتى الساعة حول من سيمثل الولايات المتحدة أو إذا ما كانت القوتان الكبريان الصين وروسيا ستحضران في الأصل.
ولم تقل مصر شيئا يذكر حول أهداف القمة أكثر من بيان صادر في 15 تشرين الأول/اكتوبر عن الرئاسة المصرية مفاده أن القمة ستشمل آخر المستجدات فيما يتعلق بالأزمة في غزة ومستقبل القضية الفلسطينية.
وقال مصدر أوروبي "ما من فكرة عامة محددة لدى المشاركين حتى الآن. ما يزال الكثير محل تغيير".
اعتذارات
ولن يحضر المستشار الألماني أولاف شولتس ورئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، بينما لم يصدر بيان رسمي حول إذا ما كان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سيحضر.
وذكر مسؤول كبير بالاتحاد الأوروبي أن مباحثات جرت حول إعلان مشترك للقمة، لكن لا تزال ثمة "خلافات"، لذلك لم يتضح إذا ما كانوا سيصدرون نصا في النهاية.
وقال المسؤول إن رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل ومسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل يعتزمان الذهاب إلى القاهرة، لكنهما سيسابقان الزمن للوصول إلى هناك في الوقت المناسب، إذ إن كليهما في واشنطن اليوم الجمعة لحضور قمة للولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
وعبرت دول عربية عن غضبها من قصف إسرائيل غير المسبوق لغزة وحصار القطاع الذي يقطنه 2.3 مليون شخص.
حدود لبنان
وتسببت اشتباكات على حدود إسرائيل مع لبنان ومحاولة شن مسلحين مدعومين من إيران هجمات في أماكن أخرى في تأجيج مخاوف إزاء اتساع دائرة الصراع، وبالتحديد إذا ما أودى الاجتياح البري بحياة كثيرين، في الوقت نفسه الذي يؤجج فيه تزايد المضايقات المعادية للإسلام والمعادية للسامية في أنحاء العالم مخاوف أمنية في دول كثيرة.
وتكافح دول أوروبية للاتفاق على نهج موحد لمعالجة الأزمة، فيما هو أكثر من التنديد بهجوم حماس، وذلك عقب أيام من الارتباك والرسائل المتباينة.
مساعدات الى غزة
وتحاول مصر توصيل المساعدات الإنسانية إلى غزة من خلال معبر رفح، لكن المساعدات مكدسة على الجانب المصري.
وقال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يوم الأربعاء إن ملايين المصريين سيعارضون أي تهجير قسري للفلسطينيين إلى سيناء، مضيفا أن أي تحرك مماثل سيحول شبه الجزيرة إلى قاعدة لشن هجمات على إسرائيل.
ويعكس موقف مصر مخاوف عربية إزاء احتمال فرار الفلسطينيين مجددا أو إكراههم على ترك منازلهم بشكل جماعي مثلما حدث في النكبة عام 1948 مع إعلان قيام إسرائيل.
وقال العاهل الأردني الملك عبد الله والسيسي أمس الخميس إن الفلسطينيين ينبغي ألا يهجروا قسريا وإن إسرائيل تتبع "سياسة العقاب الجماعي" على سكان غزة من خلال قصف المدنيين.
إسرائيل.. لا تصور
وقال مسؤولون إسرائيليون من بينهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إنهم سيقضون على حماس ردا على هجومها. لكن ثمانية مسؤولين إقليميين وغربيين مطلعين على الصراع قالوا إن إسرائيل لا تملك أي تصور واضح للمرحلة النهائية ولا توجد خطة واضحة عن كيفية حكم قطاع غزة بعد ذلك.
وذكر مصدر في واشنطن مطلع على المسألة أن القلق يساور بعض معاوني الرئيس الأمريكي جو بايدن من أنه على الرغم من احتمال وضع إسرائيل خطة فعالة لإنزال ضرر دائم بحماس، فإنها لم تضع بعد استراتيجية للخروج من القطاع.
ومن المزمع أن يفتتح الرئيس المصري القمة في العاشرة من صباح غد السبت (0700 بتوقيت غرينتش).
رويترز