خلال التظاهرات المنددة بعدوان الكيان الإسرائيلي على غزة، برزت جماعة يهودية تسمى “ناطوري كارتا”، وهي حركة حريدية تأسست سنة 1935 تعارض الصهيونية وتنادي بخلع أو إنهاء سلمي للاحتلال الإسرائيلي، وإعادة الأرض إلى الفلسطينيين، يصل عدد المنتسبين إليها لما يقارب 5 آلاف شخص ويتواجدون في كل من القدس ولندن ونيويورك.
ما هي حركة “ناطوري كارتا”؟
ناطوري كارتا “Neturei Karta” والتي تعني باللغة الآرامية “حارس المدينة”، تعد حركة دينية يهودية مناهضة للصهيونية، ولا تعترف بدولة إسرائيل على الأراضي الفلسطينية المحتلة، وتعتبر أن قيام دولة لليهود لا يكون بسلب شعب آخر أرضه، ولا يكون إلا بإذن من الرب، وذلك بعد أن يرجع اليهود إلى تطبيق شريعتهم التي عاقبهم الرب لمخالفتها، وشتتهم في الأمصار وبين شعوب الأرض بسبب تضييعها.
كانت جماعة ناطوري كارتا جزءاً من حزب “أغودات يسرائيل”، الذي أُنشئ في بداية القرن العشرين لمواجهة الصهيونية، ولكن بعد عام 1917، الذي أصدرت فيه الحكومة البريطانية وعد بلفور، وأعلنت إقامة حكم الانتداب البريطاني في فلسطين، دعم الحزب في البداية هجرة اليهود من أوروبا إلى فلسطين، ولكنه مع ذلك رفض إقامة دولة يهودية.
المعتقدات
يركز أتباع هذا المذهب على الأدب الحاخامي والذي ينص على أنه وبسبب خطايا اليهود فإنه تم طردهم من أرض إسرائيل، كما أنهم يعتبروا بناءً على التلمود البابلي بأن أي محاولة لاسترداد أرض إسرائيل بالقوة هي مخالفة للإرادة الإلهية، ويعتقدون بأن إعادة «دولة» إسرائيل ستتم فقط عندما يأتي المسيح، وأقر الحاخام موشيه هيرش بأن الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات هو القائد الشرعي والقانوني لدولة فلسطين، والتي تشمل ما يعرف ب«دولة» إسرائيل.
التاريخ
شعار “لا لدولة إسرائيل” تستعمل كثيراً من قبل الأعضاء ناطوري كارتا.
معظم أتباع هذه الطائفة ينحدرون من أصول مجرية والذين استقروا في المدينة القديمة للقدس في بداية القرن التاسع عشر، وكذلك من اليهود الليتوانيين الذين كانوا طلابا هناك.