دولي

إستراتيجية إسرائيلية جديدة لاقتحام غزة…هل تصمد حماس؟

إستراتيجية إسرائيلية جديدة لاقتحام غزة…هل تصمد حماس؟

اعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في نهاية الأسبوع الفائت، أن إسرائيل شرعت في "المرحلة الثانية" من حربها ضدّ حماس في غزة.

وفي مقال نشرته صحيفة الغارديان البريطانية، أعرب كاتبه عن اعتقاده بأن أهداف الحملة العسكرية طرأ عليها تحول، رغم أن الرغبة في تدمير حركة حماس لا تزال قائمة.

وقال إن ضغوطا أميركية واعترافا إسرائيليا بأن غزوا بريا شاملا هو عملية معقدة، دفعتا الحكومة إلى تضييق نطاق أهدافها، ربما لجعلها أكثر قابلية للتحقيق.

وبدلا من محاولة اقتلاع حماس "بغباء" من شبكة أنفاقها ومخابئها حول غزة، سيركز الجيش الإسرائيلي على إضعاف قدراتها العسكرية إلى حد كبير، وفقا للمقال.

ويعتقد كاتب المقال أن تقليص قدرة حماس على إنتاج وإطلاق الصواريخ والقذائف واستخدام الطائرات المسيّرة، والقضاء عليها بشكل مثالي، ستكون أولى أولويات إسرائيل.

وعوضا عن التوغل البري الواسع، سيسعى الجيش الإسرائيلي حسب توقعات الكاتب إلى تطويق حركة حماس واستنزافها حتى يصبح التهديد الذي تشكله على المناطق السكنية الإسرائيلية "ضئيلا أو يمكن التحكم فيه".

وطبقا للمقال، ستنفذ القوات الخاصة الإسرائيلية غارات لجمع معلومات استخباراتية أفضل عن "العدو" لاستخدامها في استهداف قيادة حماس ومراكز التحكم والسيطرة التابعة للحركة، وذلك على نحو متكرر إلى أن ينال الوهن من قيادتها بشكل كبير.

وفي هذا السياق، يقول تقرير نشره موقع بلومبيرغ الأميركي إن الإستراتيجية التي أعلنت عنها إسرائيل بتنفيذ هجوم بطيء ومتدرج على غزة يهدد بحرب طويلة ومميتة، وإن استخدام حركة المقاومة الإسلامية (حماس) لـ الأنفاق الواسعة يعقّد هذه الحملة.

وذكر التقرير الذي كتبه هنري مائير مراسل بلومبيرغ لشؤون الاقتصاد والحكم أن الهدف العسكري من الإستراتيجية الإسرائيلية الجديدة طويلة الأجل هو الحد من وفيات جيشها والحد من الخسائر البشرية لتفادي إثارة المزيد من القلق الدولي بشأن الأزمة الإنسانية في غزة، بحسب قوله.

تهيئة الجمهور لحملة طويلة الأمد

ووصف التقرير طموح إسرائيل في هزيمة حماس بأنه أكبر حجما من أي وقت مضى، قائلا إن الجيش والحكومة يهيئان الجمهور حاليا لحملة ستستغرق شهورا وليس أسابيع.

ونقل مائير عن يوسي كوبرفاسر المسؤول السابق في المخابرات العسكرية الإسرائيلية قوله "إسرائيل تسير تدريجيا وبحذر شديد لأنها تريد التأكد من وجود حد أدنى من الضحايا، وتعتقد أنها ليست تحت أي ضغط زمني".

وعاد الكاتب ليقول إن التقدم التدريجي للحملة الحالية يهدف إلى تجنب القتال الضاري في المناطق المبنية، بينما تخشى القوات من الاقتراب من الشبكة الواسعة من الأنفاق السرية تحت الأرض التي تختبئ فيها حماس، وقد تنجح التكتيكات البطيئة في الحد من الخسائر العسكرية الإسرائيلية وربما وفيات المدنيين، لكنها تخاطر بإطالة أمد الحرب.

أكثر من عام

ونسب التقرير إلى أمير أفيفي العميد السابق الذي شارك في الاستعدادات لحرب غزة عام 2014 قوله إن طرد حماس من غزة قد يستغرق أكثر من عام. وقال أفيفي بعد اجتماعات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وكبار المسؤولين العسكريين كرئيس لجمعية تضم أعضاء سابقين واحتياطيين في قوات الأمن "نحتاج إلى قضاء شهور وشهور في تفكيك كل هذه البنية التحتية".

وأضاف أفيفي أن هذا التحدي الذي تواجهه إسرائيل في غزة يتضخم لوجود شبكة الأنفاق، التي تقول حماس إنها تمتد لعدة مئات من الكيلومترات ومجهزة بأعمدة تهوية وكهرباء يصل بعضها إلى عمق 35 مترا ويمكن أن تحتوي على مسارات للسكك الحديدية وغرف اتصالات، وفقا للخبراء، وغالبا ما يقع مدخلها في المباني السكنية أو المرافق العامة الأخرى.

وذكر أن استخدام الروبوتات لاستكشاف تعقيدات الأنفاق يمكن أن يؤدي إلى تقليل المخاطر، ولكن نظرا لضيق الأماكن والشراك الخداعية والمعرفة الكبرى من قبل حماس بالبيئة السرية، فإن القوات الإسرائيلية التي تحاول الدخول ستكون في وضع غير مؤات للغاية. ومن المضاعفات الأخرى أن حماس قالت إنها تبقي المحتجزين تحت الأرض، مما يجعل قصف الأنفاق أكثر خطورة.

ثمن الدماء

ولفت التقرير الانتباه إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق نفتالي بينيت قال على موقع" إكس": "تعتمد حماس على دخولنا كل مخبأ وكل نفق من أجل دفع ثمن باهظ للدماء". ودعا إلى حصار طويل "لخنق حماس في الأنفاق حتى يجبروا على المغادرة".

كذلك نسب الكاتب إلى مانويل تراجتنبيرغ المدير التنفيذي لمعهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب قوله إنه وبسبب الضغوط الدولية والمحلية، ستحتاج إسرائيل إلى تقليص الهجوم بعد بضعة أسابيع ثم الاعتماد على مهام أكثر استهدافا لفترة طويلة، وأكد "لا نفكر في أي وقت من الأوقات في احتلال هائل".

يقرأون الآن