أعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، اليوم الجمعة، أنه حث إسرائيل على وقف هجومها العسكري مؤقتا على غزة للسماح بدخول المساعدات للقطاع الفلسطيني لكنه واجه معارضة من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي رفض أي وقف من هذا النوع ما لم تطلق حماس سراح الرهائن.
وسعى بلينكن في زيارته الثانية للشرق الأوسط في أقل من شهر إلى الموازنة بين الدعم الأميركي لإسرائيل بعد هجوم حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر وبين القلق من تصاعد عدد القتلى في غزة نتيجة القصف الإسرائيلي.
وظلت إدارة بايدن متمسكة بدعمها القوي لإسرائيل، لكن خطابها يتحول بشكل متزايد نحو تعزيز المساعدات الإنسانية لغزة واتخاذ خطوات لتجنب مقتل المدنيين ووقف القتال لتيسير جهود تحرير أكثر من 240 رهينة تحتجزهم حماس.
ودعا بلينكن في مؤتمر صحافي إلى هدنة إنسانية، قائلا إنها ستسمح بدخول المساعدات إلى غزة وتعزز جهود إطلاق سراح الرهائن بينما تمكن إسرائيل من تحقيق هدفها المتمثل في هزيمة حماس.
وقال بلينكن إنه ناقش مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وحكومة الحرب الإسرائيلية كيفية تطبيق فترات الهدنة تلك ومدتها وأماكن تطبيقها والتفاهمات. وقال إن واشنطن تدرك أن هذا سيستغرق وقتا ويتطلب تنسيقا من الشركاء الدوليين.
وانطوت تصريحات بلينكن على أن أي اتفاق مع إسرائيل ما زال عسيرا وأن النقاط الخلافية لم تحسم بعد.
وقال بلينكن في مؤتمر صحافي في تل أبيب "أثير عدد من الأسئلة المشروعة في مناقشاتنا اليوم تضمنت كيفية استخدام أي فترة هدنة لتعظيم تدفق المساعدات الإنسانية، وكيفية ربط الهدنة بالإفراج عن الرهائن، وكيفية ضمان عدم استخدام حماس لفترات الهدنة تلك أو الترتيبات لمصلحتها".
ومضى يقول "هذه هي القضايا التي يتعين علينا معالجتها بصورة عاجلة، ونعتقد أنه يمكن حلها".
* نتنياهو: لا هدنة من دون الإفراج عن الرهائن
وقال نتنياهو في بيان أذاعه التلفزيون متحدثا بعد فترة قصيرة من كلمة بلينكن "أوضحت أننا نواصل القوة الكاملة وأن إسرائيل ترفض وقفا مؤقتا لإطلاق النار لا يتضمن إطلاق سراح رهائننا".
ورفضت الولايات المتحدة، مثل إسرائيل، الدعوات الدولية المتزايدة لوقف إطلاق النار.
وهذه هي زيارة بلينكن الثانية لإسرائيل بعد هجوم حماس الذي تقول إسرائيل إن 1400 شخص قتلوا فيه، مما أدى إلى التصعيد الأكثر دموية منذ سنوات في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
وقالت السلطات الصحية في غزة إن أكثر من تسعة آلاف شخص لاقوا حتفهم منذ أن شنت إسرائيل هجومها على القطاع.
وقبل اجتماعه مع الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ، أكد بلينكن مجددا أن إسرائيل لها الحق في "بذل كل ما في وسعها لضمان عدم تكرار الهجوم مرة أخرى مطلقا".
وقال بلينكن أن 100 شاحنة محملة بمساعدات إنسانية تدخل غزة عبر معبر رفح قادمة من مصر يوميا لكنها ليست كافية.
وأضاف بلينكن "تحدثت مع القادة الإسرائيليين حول الخطوات الملموسة والتي يمكن اتخاذها لزيادة توصيل الغذاء والمياه والعقاقير والوقود وغيرها من الاحتياجات الأساسية بشكل متواصل، مع وضع تدابير لمنع تحويل هذه الإمدادات إلى حماس وجماعات إرهابية أخرى".
ومن الأولويات الأخرى لبلينكن ضمان عدم انتشار الصراع.
وكان بلينكن يتحدث في الوقت نفسه الذي تحدث فيه زعيم جماعة حزب الله اللبنانية حسن نصر الله ، والذي حذر واشنطن من أنه إذا لم توقف إسرائيل هجومها على غزة فإن الصراع قد يتسع ليصبح حربا إقليمية.
وقال بلينكن إن الولايات المتحدة تصر على ألا ينتشر الصراع إلى جبهة ثانية أو ثالثة وإنها ملتزمة بردع العدوان من أي طرف.
وقال بلينكن ردا على سؤال عن مدى استعداد الولايات المتحدة لتوجيه قوتها القتالية الإقليمية نحو أهداف في لبنان وإيران "فيما يتعلق بلبنان، وفيما يتعلق بحزب الله، وإيران، كنا واضحين جدا منذ البداية بأننا مصممون على عدم فتح جبهة ثانية أو ثالثة في هذا الصراع".
رويترز