غرق السفينة الحربية الروسية "موسكفا" قبل أشهر، حير الخبراء العسكريين، بالنظر الى الحماية التي تتمتع بها والإجراءات الإضافية التي اتخذت آنذاك، خوفا من أن يتم استهدافها.
نظريات متعددة تحدثت، منها تحدث عن خرق استخباراتي ومساعدة أميركية، ساهم في الوصول الى إحداثيات هذه السفينة المتطورة.
إلا أن دراسة جديدة أظهرت عكس كل ذلك، إذ أن ظاهرة مناخية ربما هي من ساعدت أوكرانيا في استهداف ومهاجمة هذه السفينة من مسافة 55 ميلاً، بحسب صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
انقلاب درجة الحرارة
فقد قرر فريق من الفيزيائيين السويديين أن انتصار أوكرانيا كان بسبب انقلاب درجة الحرارة، وهو عندما يحبس الهواء الدافئ الهواء البارد على ارتفاع أقل.
وسمحت هذه الظاهرة الغريبة للرادار الأوكراني "بالرؤية" أبعد مما هو مصمم، ما سمح له باستهداف السفينة بعيدة المدى.
وكتب العلماء الذين قاموا بتأليف الدراسة الجديدة التي اقترحت نظرية انعكاس درجة الحرارة، أنه "بالنظر إلى أن موسكفا في وقت إطلاق الصاروخ كانت تقع بعيداً عن أفق الرادار العادي لأي نظام رادار أرضي، فقد كان السؤال مفتوحاً حول كيفية تمكن رادار مينيرال-يو من اكتشاف السفينة الحربية".
تأثر موجات الرادار
واستخدم الفريق بيانات الأرصاد الجوية من يوم الهجوم الصاروخي لوضع نموذج لكيفية تصرف موجات الرادار في ذلك اليوم.
في العادة، تنتشر موجات الرادار بنسبة 15% على الأقل أبعد من الأفق الهندسي عندما ترتد من الغلاف الجوي وتعود نحو سطح الكوكب، وعادة ما يكون الهواء المرتفع عن الأرض أكثر برودة. ويحدث انعكاس درجة الحرارة القصوى عندما يتم حبس الهواء البارد على ارتفاعات منخفضة بواسطة غطاء من الهواء الأكثر دفئًا وهو عكس التدرج الطبيعي.
وأظهرت بيانات الأرصاد الجوية أن الرياح المستمرة قبالة الساحل الأوكراني جلبت كتلا هوائية قارية دافئة وجافة إلى البحر فوق الطبقة البحرية الباردة والرطبة في الغلاف الجوي في يوم الهجوم.
كذلك أظهرت نماذج الغلاف الجوي أن هذه الظاهرة مكّنت موجات الرادار من الانتقال إلى مسافة أبعد من المعتاد، ما جعل موسكفا تظهر على الرادار الأوكراني.
وبمجرد ظهورها، كان إطلاق صاروخي نبتون وضرب الطراد أمراً بسيطاً.
لغز حيّر الجميع
في أعقاب الهجوم، ادعى المسؤولون الروس في البداية أن السفينة كانت عائمة ويتم سحبها إلى ميناء في شبه جزيرة القرم لإصلاحها.
واعترفوا بتعرضها لأضرار لكنهم زعموا أن انفجار ذخيرة هو السبب.
فيما قدمت العديد من التقارير المبكرة وغير المؤكدة تفسيرات لما حدث. وادعى البعض أن الولايات المتحدة زودت القوات الأوكرانية بإحداثيات السفينة، بينما قال آخرون إن طائرات بدون طيار حددت موقع السفينة.
إلا أن الأدلة على هذه الادعاءات كانت مفقودة أو غير كاملة.
يذكر أن الهجوم وجه حينها لروسيا ضربة تكتيكية ورمزية ثقيلة في الأشهر الأولى من الحرب التي بدأت في شباط/ فبراير 2022.