تجاوزت درجات الحرارة في الشرق الأوسط، أخيراً، الـ 125 درجة بمقياس فهرنهايت (51.67 درجة مئوية)، بعد تسجيل سلسلة من درجات حرارة قياسية، حيث أفيد عن وصول الحرارة في عدة دول إلى مستوى الأرقام القياسية الوطنية ومحاولة تجاوزها، وسط موجة قيظ ملتهبة، أدت إلى ارتفاع درجات الحرارة 15 درجة فوق المعدل الطبيعي في تلك المنطقة الرمضاء في الأصل.
وأفاد عالم الأرصاد الجوية في "كابيتال ويذر غانغ"، ماثيو كابوتشي، في مقال بصحيفة "واشنطن بوست" أن خمس بلدان انضمت إلى نادي دول الـ50 درجة مئوية بمقياس سيلسيوس (122 درجة فهرنهايت) أخيراً، علماً أن الحرارة الشديدة تلك تأتي قبل شهر من بلوغ درجات الحرارة المرتفعة معدل الذروة السنوية.
وأشار الكاتب إلى أن الحرارة الحارقة أصبحت شائعة بشكل متزايد في تلك البيئة بفعل التأثيرات المستمرة لتغير المناخ الناجم عن الناشط البشري، وأن منطقة الشرق الأوسط هي بالفعل من أكثر المناطق سخونة في العالم، حيث أصبحت القاعدة في المنطقة تسجيل درجات حرارة بثلاثة أرقام مع جفاف شديد.
نهار السبت، لفت الكاتب إلى أن درجة الحرارة وصلت إلى 123.8 درجة بمقياس فهرنهايت (51 درجة مئوية) في منطقة سويحان بأبوظبي، و123.6 درجة بمقياس فهرنهايت (50.89 درجة مئوية) في منطقة الجهراء بالكويت. كذلك سجلت منطقة السنينة في سلطنة عمان ارتفاعاً في الحرارة وصل إلى 122.2 درجة بمقياس فرنهايت (50.11 درجة مئوية)، وحدث الشيء نفسه في مدينة سيبي بباكستان، لكن حتى بعد جحيم الطقس يوم السبت، ارتفعت الحرارة يوم الاحد إلى مستوى أعلى، عندما سجل الزئبق في ميزان الحرارة بشكل مذهل 125.2 درجة بمقياس فهرنهايت (51.78 درجة مئوية) في منطقة سويحان بالإمارات.
ووفقاً لعالم الأرصاد الجوية في "ميتو فرانس"، إتيان كابيكيان، فاقت الحرارة المرتفعة في سويحان تلك التي تم تسجيلها في المنطقة نفسها في 2 يوليو 2017، والبالغة 124.3 درجة، محطمة الرقم القياسي، بما في ذلك الذي تم تسجيله في شهر أيضاً. كذلك شكلت أعلى درجة حرارة تم رصدها في الامارات في شهر يونيو لتاريخه، وما يعادل الرقم القياسي الوطني تقريباً.
وقد غرد مؤرخ المناخ، ماكس هيريرا، أن "منطقة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى تتعرض لأقسى موجة حرارة في التاريخ في هذا الوقت من العام"، مشيراً أيضاً الى ملاحظة قراءة مرتفعة للحرارة في مناطق الارتفاعات العالية أيضاً.
ولفت الكاتب إلى أن درجات الحرارة عند 120 درجة بمقياس فهرنهايت (48.89 درجة مئوية) وما فوق تؤدي إلى إذابة أقلام التلوين، وتشويه مسارات سكك الحديد، وتليين الاسفلت، وإطالة أمد مسافة إقلاع الطائرات. كذلك، تعد الحرارة المرتفعة من أكثر أنواع الطقس فتكاً، وعدد الوفيات بسببها يفوق العدد الذي تسببه الكوارث مثل الأعاصير والفيضانات وحرائق الغابات.
وفيما يتعلق بأحوال طقس الإمارات، لفت الكاتب إلى أن منطاد الطقس الذي أطلق مساء الاثنين من مطار أبو ظبي الدولي سجل درجة حرارة تجاوزت الـ 90 درجة بمقياس فهرنهايت على طول الطريق وصولاً الى ما يقرب من 5 آلاف قدم فوق سطح الأرض، موضحاً أن هذا القيظ في بداية الموسم هو نتيجة بناء الضغط العالي المعروف باسم ظاهرة "القبة الحرارية". وكان لافتاً، وفقاً للكاتب، أن في وقت القبة الحرارية لم تكن شديدة بشكل خاص، فقد وصلت درجات الحرارة إلى أرقام قياسية، مما يشير في جزء كبير منه إلى تأثير تغير المناخ من صنع الإنسان، حسب قوله.
البيان الإماراتية