دولي

مقتل قائد اللواء الجنوبي…كيف يؤثر على أداء الجيش الإسرائيلي

أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل قائد اللواء الجنوبي في فرقة غزة، "اساف حمامي"، وبحسب إعلان الجيش الإسرائيلي، قُتل حمامى خلال القتال يوم 7 تشرين الأول/ أكتوبر وتم نقل جثته إلى قطاع غزة بواسطة كتائب القسام.

مقتل قائد اللواء الجنوبي…كيف يؤثر على أداء الجيش الإسرائيلي

حشدت إسرائيل، بحسب دراسة لمعهد شؤون الأمن العالمي والدفاع، عدداً ضخماً من القوات المُدرعة، داخل قطاع غزة ومحيطه، تمثلت في 3 فرق مدرعة وفرقة اقتحام جوي.

إلى جانب ذلك، استدعت تل أبيب 6 ألوية مدرعة وميكانيكية ومشاة مختلفة، بهدف ضمان القدرة على إدارة عملية عسكرية واسعة ضد الفصائل الفلسطينية وفرض السيطرة على القطاع، فضلاً عن القيام بعمليات تطهير مسار القوات من الألغام.

ورصدت الدراسة نشر الجيش الإسرائيلي "اللواء 460"، وهو لواء مدرع مستقل، و"اللواء 205" من الفرقة المدرعة 146 ضمن القوات، ونشر أيضاً "اللواء 474"، وهو لواء ميكانيكي يتبع الفرقة 210 ميكانيكي، واللواء 11 مشاة ميكانيكي، وهو لواء مدعوم بالمدرعات خاصة من طراز "النمر"، ويتبع الفرقة 99 ميكانيكي الإسرائيلية.

أما على مستوى قوات المشاة، فحشد الجيش اللواء المستقل رقم 838، فضلاً عن اللواء المختلط، وهو لواء متخصص في البحث والإنقاذ، ويتكون من 4 كتائب هي "498 شاحار" (مجندين ومجندات)، و489 المعروفة باسم "كتيبة كيديم"، فضلاً عن كتيبة "894 تافور"، وأخيراً كتيبة 668 المعروفة باسم "كتيبة رام"، والتي كانت تعمل من قبل على الحدود المصرية والأردنية، وفي الضفة الغربية.

يعمل في صفوف الجيش الإسرائيلي أكثر من 646 ألف جندي، منهم 173 ألف جندي يعملون في الخدمة حالياً، فيما نحو464 ألف جندي في قائمة الاحتياط.

أمام محاولات الجيش الإسرائيلي اختراق غزة والسيطرة على القطاع في عملية برية، يبرز الحديث بشكل كبير عن القوات البرية الإسرائيلية، التي سُلطت عليها الأضواء، نظراً إلى الدور الكبير المنوط بها في هذه العملية.

تحتل القوات البرية الإسرائيلية المركز الأول والأساسي داخل الجيش الإسرائيلي، لكونها القسم الأهم داخله، إذ تُخصَّص له ميزانيات ضخمة بشكل سنوي، فضلاً عن احتوائه على النصيب الأكبر من عدد الجنود والضباط، ويضم نحو نصف مليون جندي تقريباً، نسبة مهمة منهم من قوات الاحتياط.

يعتمد الجيش الإسرائيلي على سلاح البر أو "زروع هيابشة" وتعني "ذراع اليابسة" باللغة العبرية، بشكل كبير، إذ يُسنَد إليه كثير من المهمات الصعبة، التي تحتاج إلى تكتيكات يستحيل على باقي الأقسام المكونة للجيش الإسرائيلي تنفيذها، مثل سلاحي الجو والبحرية.

تاريخ تأسيس القوات البرية الإسرائيلية

كانت المنظمات الصهيونية قبل قيام دولة إسرائيل تعتمد بشكل كبير على الميليشيات اليهودية المسلحة، التي تلقت تدريبات عسكرية مكثفة، من الجيش البريطاني في أثناء احتلاله للأراضي الفلسطينية خلال الفترة الممتدة بين 29 أيلول/ سبتمبر 1922 و29 تشرين الأول/ نوفمبر عام 1947.

وتتربع منظمة "الهاغاناه"، على رأس هذه الجماعات، إذ شكلت هذه المنظمة اللبنة الأولى للقوات البرية داخل الجيش الإسرائيلي، للقوة العسكرية التي كانت تمتاز بها، فضلاً عن أفرادها الذين قدر عددهم بعشرات الآلاف، إذ انضم إليها بعد اندلاع حرب 48 بين العرب والإسرائيليين، أكثر من 45 ألف يهودي مقاتل متطوع من مختلف دول العالم، وبخاصة من يهود دول أوروبا وأميركا وكندا.

إلى جانب تنظيم "الهاغاناه"، ساهمت منظمة "بارجيورا"، التي تأسست في بداية القرن العشرين، وتحديداً عام 1907، على يد بعض المستوطنين الأوائل داخل أراضي فلسطين، في تأسيس القوات البرية داخل الجيش الإسرائيلي، إذ اقتصرت مهمتها في البداية على حماية المستوطنات اليهودية من العمليات الفدائية التي تشنها فصائل المقاومة الفلسطينية، قبل أن تتحالف المنظمة مع منظمة "هاشومير"، ويندمج أعضاؤها معاً. فضلاً عن مليشيات مسلحة أخرى مثل "اللواء اليهودي"، "شتيرن" و"الإرغون".

ورغم معارضة زعماء بعض هذه التنظيمات اليهودية المسلحة، الانضمام إلى صفوف الجيش الإسرائيلي، فإن قادة بعض هذه الجماعات العسكرية الصهيونية تمكنت من التحالف وتشكيل "الجيش الوطني"، الذي سمي فيما بعد بالجيش الإسرائيلي، في 26 أيار/ مايو 1948، بقرار من دافيد بن غوريون، وزير الدفاع ورئيس وزراء الحكومة المؤقتة آنذاك. إذ كان لهذه التنظيمات المسلحة الدور البارز في تأسيس القوات البرية الإسرائيلية.

فيالق القوات البرية الإسرائيلية

ينقسم سلاح البر الإسرائيلي إلى خمسة فيالق رئيسية، بحيث يضم كل فيلق كثيراً من الألوية، كما تنقسم الأخيرة أيضاً إلى كتائب ووحدات. وتتبع وزارة الدفاع الإسرائيلية بشكل تسلسلي.

فيلق المشاة في الجيش الإسرائيلي

يعتبر فيلق المشاة في الجيش الإسرائيلي القسم الأبرز داخل القوات البرية الإسرائيلية، إذ توليه وزارة الدفاع العبرية أهمية قصوى لدوره الكبير في مختلف المعارك التي خاضها هذا الجيش منذ تأسيسه سنة 1948 حتى الآن. ويمكن تقسيم فيلق المشاة كما يلي:

لواء ناحال: شكل هذا اللواء الذي يصنف ضمن ألوية النخبة داخل سلاح فيلق المشاة، سنة 1982، في أثناء ما سمي "حرب لبنان"، إذ استدعت الضرورة العسكرية تشكيله في أثناء هذه الحرب، وتعد أول إختبار حقيقي له.

ويطلق على هذا اللواء باللغة العبرية (نوعار حالوتس لوحيم) وتعني "شباب الطليعة المقاتلة". وشارك في كثير من المعارك التي خاضها الجيش الاسرائيلي، على حربي لبنان 1982 و2006، فضلاً عن دوره الكبير في استهداف الفلسطينيين خلال الانتفاضة الفلسطينية الأولى والثانية، إلى جانب مختلف الحروب التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة.

لواء كفير: يطلق على هذا اللواء أيضا اسم "اللواء رقم 900"، إذ يضم ست كتائب رئيسية، الكتيبة 90 نحشون، الكتيبة 92 شمشون، الكتيبة 93 هارون، الكتيبة 94 دوشيفات، الكتيبة 96 لافي (حُلت في شهر تموز/ يوليو سنة 2015) والكتيبة 97 نتزاح يهودا.

لواء كفير منذ تأسيسه في السادس من شهر كانون الأول/ ديسمبر سنة 2005، كان المسؤول الأول عن التنكيل بالفلسطينيين في الضفة الغربية وفي الداخل المحتل، إذ نفذ أكثر من 70% من مجموع عمليات الاعتقال التي نفذتها القوات الإسرائيلي في مدن ومخيمات الضفة الغربية المحتلة.

لواء جولاني: يقع مقر هذا اللواء في منطقة الجليل، ومنها اشتق اسمه، كما يشتهر أيضاً باسم اللواء 1، يصنف ضمن ألوية النخبة داخل سلاح المشاة الإسرائيلي. وأسسه في تاريخ 22 شباط/ فبراير سنة 1948، رئيس الوزراء ووزير الدفاع الإسرائيلي، دافيد بن غوريون.

شارك لواء جولاني في عديد من المعارك منذ تشكيله قبل 75 عاماً، أبرزها العدوان الثلاثي على مصر أو حرب 56، إذ احتل هذا اللواء باحتلال شبه جزيرة سيناء المصرية، فضلاً عن احتلاله هضبة الجولان السوري المحتل والضفة الغربية معاً في حرب 67. أغلب المنتمين إلى هذا اللواء هم من طلاب المدارس الدينية المتشددة داخل إسرائيل.

لواء المظليين: يعرف لواء المظليين أيضاً باسم اللواء 35، التي تعد من أهم ألوية المشاة داخل القوات البرية الإسرائيلية. وشُكل هذا اللواء سنة 1955، بهدف تطوير المهارات القتالية داخل الجيش الاسرائيلي.

ويخضع المنتمين إليه إلى تدريبات عسكرية شاقة ومكثفة، مثل اللياقة البدنية والمهارات القتالية العالية، فضلاً عن التدريب حول القفز، إلى جانب عمليات القتال المدن (حرب المدن). ويتخذ لواء المظليين من الأفعى الطائرة شعاراً له.

لواء عوز: يطلق عليه أيضاً اسم اللواء 89، نسبة إلى ترتيبه داخل الجيش الإسرائيلي، ومنذ تأسيسه في السابع والعشرين من شهر كانون الأول/ ديسمبر سنة 2015، تخصص هذا اللواء في العمليات الخاصة بشكل كامل ويلقب بلواء الكوماندوز، إذ يشبه إلى حد كبير فوج "الصاعقة 75" في الجيش الأميركي.

تأسس لواء عوز، وفق خطة رئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق، الفريق غادي أيزنكوت، بناء على خبرته في حرب لبنان الثانية سنة 2006، وخلال الحملة على قطاع غزة المحاصر سنة 2014. ويتكون الفيلق الآن من 3 وحدات، وحدة ماجلان (212)، وحدة دوفديفان (217) وحدة ايجوز (621).

لواء غيفعاتي: شكل هذا اللواء في شهر كانون الأول/ ديسمبر عام 1947، وجرى حله في سنة 1956، لكن شُكل مرة أخرى سنة 1983. ويخضع لواء غيفعاتي لأوامر القيادة العسكرية في المنطقة الجنوبية منذ سنة 1999. ويضم 10 كتائب وسرايا أبرزها كتيبة تسابار (كتيبة المتشددين) وسرية ديكلا.

يطلق على هذا اللواء تسميات مختلفة، مثل اللواء 84، لأن هذا هو رقمه داخل الجيش الإسرائيلي، أو اللواء الأرجواني، نسبة إلى لون قبعات البنفسجية. كما يطلق عليه أيضاً اسم اللواء الثعلب، بسبب وجود شكل ثعلب أحمر في شعاره الرسمي.

لواء بيسلماخ: على عكس باقي الألوية داخل سلاح المشاة الإسرائيلي، التي تختص بالعمليات القتالية، يختص لواء بيسلماخ أو اللواء 828 في غالب الأحيان بعمليات تدريب العناصر المنتمية إليه، وبخاصة في زمن الحروب وحالات الطوارئ، لكن تشارك في القتال في بعض الأحيان.

ويشتهر هذا اللواء بكون عناصره أول من فرض الحدود مع قطاع غزة، منذ تحريره سنة 2005. ويتكون لواء بيسلماخ من ثلاث كتائب عاملة (الكتيبة 17 والكتيبة 906 والكتيبة 450).

فيلق المدرعات في جيش الاحتلال الإسرائيلي

يعتبر فيلق المدرعات سلاح المناورات العسكرية الرئيسي داخل القوات البرية الإسرائيلية، إذ يقود دائماً الخطوط الأمامية في جبهات القتال. وينقسم إلى الألوية التالية:

لواء باراك المدرع

يطلق على هذا اللواء عدة تسميات، مثل "البرق"، المدرع 188. شارك هذا اللواء في كثير من الحروب منذ تشكيله، وكانت حرب 1967، أول حرب يخوضها، فضلاً عن حرب أكتوبر 1973، وحرب الجولان.

اللواء السابع المدرع

يشار إليه أيضا باسم "عاصفة الجولان" "سار لي جولان". ويعتبر اللواء المدرع الأول داخل الجيش الإسرائيلي، واللواء الوحيد الذي شارك في جميع الحروب التي خاضتها إسرائيل.

اللواء 401 المدرع

يعرف أيضا باسم " إكفوت ها بارزيل" وتعني مسارات الحديد. شكل هذا اللواء بغرض احتلال قناة السويس المصرية في سنة 1968. وفي حرب أكتوبر تلقى هذا اللواء خسائر كبيرة من الجيش المصري، ونفس الشيء في معركة السلطان يعقوب مع الجيش السوري وفي حرب لبنان سنة 1982.

اللواء 460 المدرع

يختص لواء "بني أور" وتعني باللغة العبرية "أبناء النور"، بعمليات التدريب داخل سلاح المدرعات.

فيلق المدفعية في الجيش الإسرائيلي

يختص هذا الفيلق بتشغيل سلاح المدفعية الطويلة المدى والمتوسطة. بغرض تدمير أهداف وتمركزات العدو في مختلف مناطق عمليات الجيش، فضلاً عن مساعدات قوات المناورة في التوقيت والمكان المحددين عن طريق القوة المدفعية المناسبة.

فيلق الهندسة القتالي 

يعمل هذا الفيلق المهم داخل سلاح البر في الجيش الإسرائيلي، على خطوط العدو، إلى جانب زرع الألغام وإبطال مفعولها، فضلاً عن كسر الحواجز وبناء التحصينات.

فيلق الاستخبارات القتالي

يعرف سابقا باسم فيلق الاستخبارات الميداني. وهو أحدث فيلق ضمن فيالق القوات البرية للجيش الإسرائيلي، إذ يعود تاريخ تأسيسه إلى شهر نيسان/ أبريل سنة 2000.

يقرأون الآن