كشفت كوبا عن لقاح "عبد الله" المضاد لكوفيد-19، بينما تجاوز عدد الوفيات في كولومبيا عتبة 100 ألف، لكن دولا أوروبية لجأت إلى تخفيف القيود مع تحسن الأوضاع فيها.
وقد أعلنت كوبا، إحدى الدول الأقل تضررا من الوباء في المنطقة مع أقل من 170 ألف إصابة بينها 1170 وفاة من أصل 11.2 مليون نسمة، أمس الاثنين، أن لقاحها التجريبي "عبد الله" أظهر أنه فعال بنسبة تفوق 90% ضد المرض.
وكتبت مجموعة "بيوكوبافارما" الحكومية الكوبية التي يتبع لها "مركز الهندسة الوراثية والتكنولوجيا الحيوية" في تغريدة، أن لقاح "عبد الله" -الذي يطوره المركز- يظهر فعالية بنسبة 92.28% بعد 3 جرعات".
وبلغ هذا اللّقاح التجريبي المرحلة النهائية من التجارب السريرية، ومن المتوقع أن يحصل في أواخر يونيو/حزيران الجاري أو مطلع يوليو/تموز المقبل على ترخيص رسمي من السلطات الكوبية باستخدامه.
وكان معهد فينلاي للّقاحات أعلن السبت أن لقاح "سوبيرانا-2" (SOBERANA-2) الذي يطوره يؤمن فعالية بنسبة 62%، بعد تناول الجرعة الثانية من 3 جرعات يجب أن يتلقّاها المرء لتحصينه بالكامل ضد كوفيد-19، ومن المتوقع أن يحصل هذا اللقاح التجريبي أيضا على الترخيص الرسمي باستخدامه قريبا.
وإذا حصل هذان اللّقاحان على التراخيص كما هو متوقع، فستصبح كوبا أول دولة في أميركا اللاتينية تطور لقاحات مضادة لكوفيد-19 وتنتجها، على الرغم من الصعوبات التي يواجهها علماؤها بسبب الحظر الأميركي المفروض عليها منذ 1962، والذي تم تشديده في عهد رئيس الولايات المتحدة السابق دونالد ترامب.
وذكرت عدة مواقع إلكترونية أن اسم اللقاح اشتق من "مسرحية عبد الله" التي ألفها شاعر كوبا الشهير خوسيه مارتي، الراحل عام 1895 عن 42 عاما، والمعروف بميله للعرب وتمجيدهم في كثير من قصائده، إلى درجة جعل معظم أبطال قصائده منهم، كبطل المسرحية الشعرية التي ألفها في شبابه، وجعل من شاب مصري من النوبة بطلها، واسمه عبد الله.
من جهتها، أعلنت جنوب أفريقيا الاثنين المرحلة الأولى لمنح القارة قدرة إنتاج لقاحات مضادة لكوفيد-19، لكن سيستغرق الأمر وقتا لتنفيذ المشروع في وقت "يواصل فيه الناس الموت"، وفق قول الرئيس سيريل رامافوزا.
أما كولومبيا، فتجاوزت أمس الاثنين عتبة 100 ألف وفاة بكوفيد-19، كما سجلت الدولة الأميركية اللاتينية أكبر حصيلة وفيات يومية بالفيروس (حوالي 650 وفاة)، بحسب ما أعلنت وزارة الصحّة.
ومقارنة بعدد سكانها البالغ 50 مليون نسمة، فإن كولومبيا هي رابع دولة في أميركا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي من حيث عدد الوفيات الناجمة عن الجائحة، والسادسة من حيث عدد الإصابات، وفقا لتعداد أجرته وكالة الصحافة الفرنسية.
تحسن في أوروبا
في المقابل، تشهد دول أوروبية عدة تحسناً واضحاً على الصعيد الصحي. وتستعد إيطاليا -إحدى أكثر الدول الأوروبية تضررا من الوباء- لإلغاء إلزامية وضع الكمامات في الخارج.
وأعلن وزير الصحّة الإيطالي روبرتو سبيرانزا على حسابه في موقع فيسبوك، أنه "اعتبارا من 28 يونيو/حزيران، سننهي العمل بإلزامية وضع الكمامات في الهواء الطلق".
وأضاف أن هذا القرار سيسري في المناطق المصنفة "بيضاء"، أي حيث يتفشى الفيروس بوتيرة بطيئة، وحالياً كل إيطاليا مصنفة "بيضاء" باستثناء وادي أوستا، المنطقة الصغيرة الواقعة في شمال البلاد.
وجاء إعلان الوزير بعدما وافقت على هذا الاقتراح "اللجنة الفنية العلمية" التي تقدم المشورة للحكومة بشأن سبل مكافحة الجائحة.
وسجلت إيطاليا أمس الاثنين 21 وفاة و495 إصابة جديدة بفيروس كورونا خلال 24 ساعة، بينما لم تسجل بعض مناطق البلاد أي وفاة.
من جهته، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان -أمس الاثنين- رفع حظر التجول الليلي وذلك المطبق أيام الأحد، اعتبارا من 1 يوليو/تموز، بعدما سجلت بلاده تراجعا في عدد الإصابات بكوفيد-19 وتسارعا في حملة التلقيح.
وأعلن وزير الصحة التركي فخر الدين قوجة أن بلاده ستبدأ تطعيم الفئة العمرية فوق 25 عاما ضد فيروس كورونا، اعتبارا من الأربعاء.
ورغم أن أوروبا قررت فتح حدودها أمام الأميركيين، تبقي الولايات المتحدة أبوابها مغلقة وترفض إعطاء أي موعد لرفع محتمل للقيود السارية غالبا منذ 15 شهرا.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس -في حديث مع وكالة الصحافة الفرنسية- "نحن متحمسون لرؤية الرحلات العابرة للأطلسي تُستأنف ما إن يسمح بذلك العلم"، لكنني "لست قادرا على تحديد مدة لأن ذلك يعود بشكل كبير إلى تطور الوضع الوبائي" و"النسخ المتحوّرة".
الجزيرة