اليمن

كيف تسقط المدمرات الأميركية طائرات الحوثيين بدون طيار؟

كيف تسقط المدمرات الأميركية طائرات الحوثيين بدون طيار؟

تواجه السفن الحربية الأميركية في البحر الأحمر، عددًا متزايدًا من الأسلحة التي أطلقتها قوات الحوثي في اليمن خلال الأسابيع القليلة الماضية، بما في ذلك حادث وقع يوم السبت، عندما أسقطت مدمرة أميركية أكثر من 12 طائرة بدون طيار.

والمواجهات الأميركية مع الحوثيين، الذين يقولون إنّهم يستهدفون السفن التجارية المتجهة إلى إسرائيل بعد غزوها لقطاع غزة، قد تتسع بعد أن أعلن وزير الدفاع لويد أوستن يوم الإثنين، عن عملية جديدة بقيادة الولايات المتحدة تركز على حماية السفن التجارية العاملة في البحر الأحمر وخليج عدن.

ولم تذكر البحرية الأميركية ما هي أنظمة الأسلحة التي تستخدمها سفنها ضد هجمات الحوثيين، لكن الخبراء قالوا إنّ "المدمرة الأميركية لديها مجموعة من أنظمة الأسلحة تحت تصرفها".

وقال الخبراء: "إنّ هذه تشمل صواريخ أرض جو وقذائف متفجرة وأنظمة أسلحة قريبة. وقالوا أيضًا إنّ "السفن الأميركية لديها قدرات حرب إلكترونية، يمكنها قطع الروابط بين الطائرات بدون طيار ووحدات التحكم الخاصة بها على الشاطئ".

وأضاق الخبراء: "إنّه مهما كانت الأنظمة التي يستخدمها قباطنة المدمرات الأميركية، فإنّهم يواجهون قرارات بشأن التكلفة والمخزون والفعالية مع نمو المهمة".

ولفت زميل الشؤون الدولية في مجلس العلاقات الخارجية جون برادفورد، إلى أنّ  "الطائرات بدون طيار أبطأ ويمكن ضربها، بالصواريخ الأرخص أو حتى بمدفع السفينة.. يجب اعتراض الصواريخ الأسرع بصواريخ اعتراضية أكثر تطورًا".

خسائر اقتصادية عالمية

وشنّت قوات الحوثيين المدعومة من إيران العديد من الهجمات ضد المصالح الأمريكية في المنطقة، وإسرائيل، منذ هجمات حماس في إسرائيل في 7 تشرين الأول/أكتوبر، مع استمرار المخاوف في جميع أنحاء المنطقة من احتمال اتساع نطاق الحرب بين إسرائيل و"حماس".

وقالت الجماعة إنّ "أي سفينة تتجه إلى إسرائيل تعتبر "هدفًا مشروعًا"، بينما تمارس ضغوطًا على إسرائيل لوقف هجومها على غزة. لقد شنوا عدة هجمات بطائرات بدون طيار وصواريخ على السفن التجارية، وحاولوا إنزال كوماندوز بطائرة هليكوبتر على إحدى السفن لاختطافها".

أوقفت أكبر شركات شحن الحاويات في العالم العبور مؤقتًا عبر أحد الشرايين التجارية في العالم، وهو ما يقول الخبراء إنّه "قد يعطل سلاسل التوريد ويؤدي إلى ارتفاع تكاليف الشحن".

وقالت شركات MSC وMaersk وCMA CGM وHapag-Lloyd في الأيام الأخيرة إنّها ستتجنب "قناة السويس بسبب مخاوف تتعلق بالسلامة. وحذت شركة النفط العملاقة BP حذوها، مما دفع أسعار النفط والغاز إلى الارتفاع يوم الإثنين".

وفي حديث لـ"CNN"، قال المدير السابق لوكالة الإستخبارات المركزية الأميركية، ديفيد بتريوس: "هذا أحد أهم الشرايين في العالم عندما يتعلق الأمر بالشحن البحري"، مضيفًا أنّ "الوقت والتكلفة لنقل البضائع حول إفريقيا سيكونان كبيرين. وسيكون لهذا في الواقع تأثير حقيقي على الإقتصاد العالمي".

مدمرة مزودة بصواريخ موجهة

ومع هذه الهجمات، قالت البحرية الأميركية إنّها "ستهب لمساعدة السفن التجارية التي تجد نفسها في ورطة".

إنّ الأصول الأميركية الرئيسية المشاركة في البحر الأحمر، لمواجهة الهجمات على السفن هي مدمرة الصواريخ الموجهة من طراز Arleigh Burke، مثل المدمرة USS Carney، التي أسقطت 14 طائرة بدون طيار للحوثيين يوم السبت. الصواريخ الموجودة لديها تشمل: الصاروخ القياسي (SM-6)، الصاروخ القياسي (SM-2)، صاروخ Evolved Sea Sparrow (ESSM)".

ويعتقد الخبراء أنّ "الولايات المتحدة تستخدم صواريخ SM-2 و/أو ESSM ضد تهديدات الحوثيين حتى الآن".

ذخائر باهظة الثمن 

ولكن بما أنّهم يواجهون طائرات بدون طيار، يمكن إنتاجها ونشرها بأعداد كبيرة بأسعار أقل من 100 ألف دولار، فإنّ الحملة المطولة قد تؤدي في النهاية إلى فرض ضرائب على الموارد الأمريكية، كما يقول الخبراء.

وقال أستاذ الحرب والإستراتيجية في كينغز كوليج، أليسيو باتالانو: "هذه قدرات اعتراض جوي متقدمة تبلغ تكلفتها المتوسطة حوالي مليوني دولار، مما يجعل اعتراض الطائرات بدون طيار غير فعال من حيث التكلفة".

ويشير الخبراء إلى أنّ "قوات الحوثيين تمول وتدرب من قبل إيران، لذا فإنّ لديهم الموارد اللازمة لقتال ممتد".

ولفت الخبراء إلى أنّ "الأمر يتعلق أيضًا بالمدى الذي تريد الولايات المتحدة أن تذهب إليه لحماية الشحن التجاري".

يمكن لنظام فالانكس الخاص بالمدمرة الأميركية، الذي يستطيع إطلاق ما يصل إلى 4500 طلقة في الدقيقة، التعامل مع الطائرات بدون طيار أو التهديدات الصاروخية التي تصل إلى مسافة ميل واحد من السفينة الحربية بحسب ما قال كارل شوستر، وهو كابتن سابق في البحرية الأميركية، ومدير سابق للعمليات في مركز الاستخبارات المشتركة التابع للقيادة الأمريكية في المحيط الهادئ في هاواي.

هذا دفاع منخفض التكلفة نسبيًا. ولكن إذا اقتربت الطائرات بدون طيار إلى هذا الحد، فهذا هو خط الدفاع الأخير وقد يؤدي الخطأ إلى خسارة حياة الأميركيين.

وقال برادفورد: "لا يؤدي صاروخ واحد أو طائرة بدون طيار إلى إغراق سفينة حربية أمريكية، لكنه يمكن أن يقتل أشخاصًا و/أو يلحق أضرارًا تتطلب انسحاب السفينة لإجراء إصلاحات في الميناء".

سفن الحربية مقابل حماية التجار

ولا يستطيع نظام "فالانكس" حماية السفن التجارية، التي قد تكون المدمرة الأميركية تراقبها، وتبحر على بعد أميال من السفينة الحربية.

وقال سيدهارث كوشال، زميل أبحاث القوة البحرية في المعهد الملكي للخدمات المتحدة في لندن: "لتوفير دفاع جوي واسع النطاق (بدلاً من الحماية الذاتية)، تعتمد السفن بشكل أساسي على الصواريخ المضادة للطائرات".

وقال كوشال: "إنّ الصواريخ الأمريكية الاعتراضية المضادة للطائرات الموجودة على السفن الحربية الأميركية، يتم إطلاقها من خلايا نظام الإطلاق العمودي (VLS) الموجودة على سطح السفن".

وأضاف كوشال: "إنّ كل خلية يمكن أن تحتوي على مزيج من الأسلحة (الأرقام الدقيقة مصنفة)، لكن العدد الموجود على متن أي سفينة محدد".

وقال الخبراء إنّ "الحوثيين لم يجربوا بعد هجومًا حقيقيًا بسرب الطائرات بدون طيار،  على غرار ما نشرته روسيا مرارًا وتكرارًا في أوكرانيا - وهو هجوم يمكن أن يتضمن عشرات التهديدات الواردة في وقت واحد".

مساعدة الحلفاء

ولفت الخبراء إلى أنّ "العملية التي تقودها الولايات المتحدة لزيادة عدد السفن الحربية، التي تحمي السفن التجارية ستساعد الجهود الدفاعية".

وفي حديثه في اجتماع وزاري افتراضي يوم الثلاثاء تناول الأمن البحري في البحر الأحمر مع ممثلي 42 دولة أخرى، قال وزير الدفاع أوستن إنّ "هذه الهجمات الحوثية المتهورة تمثل مشكلة دولية خطيرة ... وتتطلب رداً دولياً حازماً".

وأضاف: "تهدد هذه الهجمات التدفق الحر للتجارة، وتعرض البحارة الأبرياء للخطر.. يجب أن يتوقفوا".

وقبل ذلك بيوم، أعلن أوستن عن إنشاء عملية "حارس الإزدهار" في البحر الأحمر، وهي عملية متعددة الجنسيات تضم أيضًا المملكة المتحدة والبحرين وكندا وفرنسا وإيطاليا وهولندا والنرويج وسيشيل وإسبانيا.

تهديدات المحتملة

وفي حين أن زيادة التعاون بين الحلفاء يمكن أن يساعد، إلاّ أنّ الخبراء قالوا إنّ "نشر صواريخ كروز أو صواريخ باليستية مضادة للسفن قد يمثل تحديًا جديدًا".

يمكن لصواريخ كروز المضادة للسفن أن تصل إلى مستوى منخفض، وتخترق هيكل السفينة فوق خط الماء. 

ويقول الخبراء: "إنّ الولايات المتحدة قد تقرر في مرحلة ما أن عليها أن تتجه نحو الهجوم".

يقرأون الآن