منوعات آخر تحديث في 
آخر تحديث في 

ليس أسود! .. ما اللون الذي نراه عندما نغمض أعيننا؟

ليس أسود! .. ما اللون الذي نراه عندما نغمض أعيننا؟

يعتقد جميعنا تقريبًا أنّه عندما نغمض أعيننا في ظلام دامس، فإنّ اللون الذي نراه هو الأسود، لكننا في الواقع نرى لونًا "فريدًا" آخر.

ونحن نرى في الواقع، ظلاً داكنًا من اللون الرمادي يسمى eigengrau. وعلى الرغم من أنّ هذا المصطلح لا يستخدم بشكل عام في الأوراق العلمية، إلاّ أنّه يلقي بعض الضوء، إذا جاز التعبير، على كيفية إدراك أعيننا للعالم من حولنا.

ويترجم المصطلح الألماني eigengrau، تقريبًا إلى "الرمادي الجوهري"، ولكن يُشار إليها الآن بشكل أكثر شيوعًا باسم "الرمادي الدماغي".

وعلى الرغم من أنّ تاريخ الكلمة غير مؤكد، إلاّ أنّها ظهرت لأول مرة في القرن التاسع عشر. ويُنسب الفضل في صياغة هذا المصطلح إلى غوستاف فيشنر، وهو رائد في علم النفس التجريبي.

وأمضى فيشنر معظم حياته المهنية في البحث عن العلاقة، بين الأحاسيس والمحفزات التي تنتجها.

وفي حالة eigengrau، لاحظ أنّه حتى عندما كان الناس في ظلام دامس، سواء في غرفة حالكة السواد أو وأعينهم مغلقة، فإنهّم ما زالوا يرون تلميحات من اللون الرمادي.

من أين أتى هذا "اللون الجديد"؟

العين عضو مذهل ومعقد للغاية، ولكن عندما يتعلق الأمر بنقل ما نراه خارجًا إلى الدماغ، فإنّها تعتمد على نوعين من الخلايا، العصوية والمخروطية.

وفي أبسط حالاتها، ترى الخلايا المخروطية الألوان، بينما تركز الخلايا العصوية على الضوء والتباين، باللونين الأبيض والأسود بشكل أساسي.

وفي الإضاءة المنخفضة، يعتمد الدماغ على الخلايا العصوية أكثر من الخلايا المخروطية، والتي تستمر في التقاط أكبر عدد ممكن من الفوتونات (جسيمات الضوء بشكل أساسي).

ويبدو أنّه عندما نغمض أعيننا، لا تتوقف هذه الخلايا العصوية عن العمل فحسب، بل تستمر في إرسال الإشارات إلى الدماغ، ما يخلق الوهم برؤية أصغر تلميح من الضوء، ومن ثم رؤية اللون الرمادي، وليس اللون الأسود الداكن، أو eigengrau.

وبطبيعة الحال، ليس هذا هو الشيء الوحيد الذي يمكنك رؤيته بعينين مغمضتين. فربما لاحظت ومضات أو دوامات أو بقع من الضوء بعد فرك عينيك، والتي تُعرف باسم الفوسفين. ومثلها مثل eigengrau، تنتج عن إرسال العين لإشارات إلى الدماغ ما يخلق الوهم بالضوء، وفي هذه الحالة بسبب الضغط على مقلة العين.

وبالحديث عن الأحاسيس التي ليست موجودة بالفعل، اكتشف العلماء في وقت سابق من هذا العام أن البشر يمكنهم "سماع" الصمت، ما أدى إلى تسوية ما كان على ما يبدو نقاشًا دام لقرون حول هذه النظرية.


يقرأون الآن