وصل الممثل الأعلى للشؤون الخارجية في الإتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إلى لبنان، اليوم السبت، وقام بزيارة رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في دارته في بيروت.
شدّد ميقاتي خلال لقائه بوريل، على "وجوب حلّ ملف النازحين السوريين، عبر دعمهم في بلادهم لتشجيعهم على العودة".
وفي ملف العدوان الإسرائيلي على غزة وجنوبي لبنان، أكّد "أنّنا طلّاب سلام لا دعاة حرب، ونتطلّع إلى تحقيق الاستقرار، ونقوم بالاتصالات اللّازمة في هذا الصّدد، لأنّ أيّ تفجير واسع النّطاق في جنوب لبنان سيقود المنطقة إلى تفجير شامل".
وركّز ميقاتي على "التزام لبنان تطبيق القرار الدّولي الرّقم 1701"، مشيرًا إلى أنّ "التّطبيق الكامل لهذا القرار، يستوجب أوّلًا وقف الانتهاكات الإسرائيليّة للسّيادة اللّبنانيّة، والإنسحاب من الأراضي اللّبنانيّة الّتي لا تزال تحتلّها". ودعا إلى "العمل لإرساء حلّ شامل للقضية الفلسطينية، عبر إعطاء الفلسطينيّين حقوقهم العادلة".
كما تمّ خلال الإجتماع، البحث في التّعاون القائم بين الحكومة اللبنانية والإتحاد الأوروبي، في القضايا الإجتماعيّة والإقتصاديّة والإصلاحات الإداريّة.
بدوره، قال بوريل: "اتفقت مع رئيس الحكومة اللبنانية على العمل عبر الدبلوماسية، من أجل خفض التصعيد وتحقيق الإستقرار بالمنطقة.
The situation in southern Lebanon, the impact of the Gaza war and the situation in Syria were at the heart of discussions with PM @Najib_Mikati .
— Josep Borrell Fontelles (@JosepBorrellF) January 6, 2024
We agreed to work together through diplomacy towards deescalation and long-term stability, which are in the interest of everyone. pic.twitter.com/qPdlnZjfGG
وأشار إلى أنّ "الأولوية هي تجنب التصعيد الإقليمي ودفع الجهود الدبلوماسية، لخلق الظروف للتوصل إلى سلام عادل ودائم بين إسرائيل وفلسطين وفي المنطقة".
The priority is to avoid regional escalation and to advance diplomatic efforts with a view to creating the conditions to reach a just and lasting peace between Israel, Palestine and in the region
— Josep Borrell Fontelles (@JosepBorrellF) January 6, 2024
بري
ثمّ انتقل بوريل والوفد المرافق بحضور سفيرة الإتحاد الأوروبي لدى لبنان ساندرا دو وال، إلى عين التينة، للقاء رئيس مجلس النواب نبيه بري، حيث جرى عرض للأوضاع العامة والمستجدات السياسية والميدانية في لبنان والمنطقة على ضوء مواصلة اسرائيل لعدوانها على قطاع غزة والمناطق اللبنانية الجنوبية.
اللقاء بين الرئيس بري والموفد الأوروبي إستمر على مدى ساعة وعشر دقائق، أبدى خلاله بوريل قلقه الكبير من إستمرار الحرب على قطاع غزة، وحرصه على عدم توسعها بإتجاه لبنان، معربًا عن تخوفه من التصعيد الإسرائيلي، مشددًا على وجوب أن تكون الأولوية هي لوقف الحرب على قطاع غزة، لأنّ ذلك هو المدخل لعودة الهدوء إلى لبنان، وحينها يسهل البحث بتطبيق كامل لمدرجات القرار 1701".
بدوره، نوّه رئيس مجلس النواب بمشاركة دول الإتحاد الأوروبي في عداد قوات اليونيفل، ودورها على مدى عقود كشاهدة على الخروقات والإعتداءات الاسرائيلية على الجنوب اللبناني وأهله كما تفعل اليوم.
وجدد بري التأكيد لبوريل على "إلتزام لبنان بالشرعية الدولية وقراراتها ذات الصلة، لاسيّما القرار 1701"، مؤكدًا انّ "المدخل لتطبيقه يبدأ بوقف إسرائيل لعدوانها وإنسحابها من كامل التراب اللبناني المحتل".
وعلى المستوى السياسي الداخلي، شدّد الرئيس بري على "أهمية إنجاز الإستحقاق الرئاسي بمعزل عن تداعيات الحرب العدوانية التي تشنها إسرائيل"، كاشفًا أنّه على إستعداد دائم للتعاون مع جهود اللجنة الخماسيه لإنجاز هذا الإستحقاق.
اليونيفيل
وكان قد التقى بوريل صباحًا، رئيس بعثة اليونيفيل وقائدها العام الجنرال أرولدو لاثارو في مقر بعثة الإتحاد الاوروبي.
وأكّد بوريل "دعم الإتحاد الأوروبي لبعثة اليونيفيل، وجهودها للحفاظ على الإستقرار في الحدود اللبنانية الإسرائيلية.
Was briefed by Lieutenant General @aroldo_lazaro , @UNIFIL_ Head of Mission on the current escalation risks along the Blue Line
— Josep Borrell Fontelles (@JosepBorrellF) January 6, 2024
I reaffirmed EU’s strong support to the UN mission, which plays a crucial role in preventing and mitigating escalation
I commend @UNIFIL_ commitment pic.twitter.com/K3jbPbbxZH
بوحبيب
والتقى وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب، مسؤول السياسة الخارجية في الإتحاد الأوروبي جوزيب بوريل في اجتماع ثنائي.
وقال بوريل: "إنّني اليوم هنا بعد زيارتي الأخيرة لإسرائيل، أنا هنا في وقت نشهد في تصاعدًا لبنان وإسرائيل، وأعتقد أنّه يمكن تجنّب الحرب ويجب تجنّبها ويمكن للدبلومسية أن تسود للعثور على حل أفضل".
وشدّد بوريل، في مؤتمر صحافي مع بوحبيب، على أنّه "من الضروري تجنب التصعيد في الشرق الأوسط، وتجنب جرّ لبنان الى حرب لأنّ هذا آخر ما يحتاجه البلد اليوم".
كذلك أكّد على "ضرورة العمل لفتح القنوات الدبلوماسية، لأنّ الحرب ليست الحل الوحيد، وعلينا التحرك لتحقيق وقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الرهائن، ونحن بحاجة لمساعدة مستدامة لأهالي القطاع ويجب إحترام القانون الانساني الدولي".
بدوره، أكّد بوحبيب أنّ "السّلام بالغ الأهميّة بالنّسبة إلى اللّبنانيّين ونحن متمسّكون به"، مشيرًا إلى أنّ "الحكومة تسعى إلى تجنُّب الحرب، الّتي ستكون لها تداعيات كارثيّة على الصّعيدَين الإقليمي والدّولي".
وأضاف: "إنّ الحلّ السّياسي وحده الكفيل بوضع حدّ لعقود من حلقة العنف الطّويلة"، موضحًا "أنّني بحثت مع بوريل بالتّداعيات السّلبيّة لتصريحات بعض المسؤولين الإسرائيليّين".
وقال بوحبيب "إنّني شدّدت على أهميّة تفعيل وتعزيز الشّراكة بين لبنان والاتحاد الأوروبي، وبحثنا بضرورة إيجاد حلول مستدامة تضمن عودة سريعة للنازحين السوريين إلى بلدهم"، لافتًا إلى أنّ "الضّغط الّذي يعانيه لبنان نتيجة أزمة النزوح، تجاوز كلّ الحدود الّتي يمكن تصوّرها. وهذه الأزمة إن لم تجد طريقها إلى الحل، فستشكّل خطرًا على كيان لبنان ووجوده".