اعتبر الوزير السابق رشيد درباس في حديث لموقع "وردنا"، "اننا موجودون في مناخ مليء بالانذارات والتحذيرات حيث ان كل الموفدين الذين يأتون الى لبنان ينبّهون من تصعيد اسرائيلي كما يلوحون من بعيد بالترسيم أو تثبيت الترسيم البري، لكن كما أرى ان وتيرة الحرب في غزة، والتصعيد في اغتيالات القادة ان كان لحزب الله او لحماس في لبنان لا تشير الى أننا ذاهبون في وقت قريب الى تسوية".
وأوضح انه "في بداية الحرب في غزة، كنا نتخوف من ردود فعل لنصرة غزة تنطلق من أرضنا خصوصا من الجنوب،لكن للانصاف، لا بد من الاعتراف ان حزب الله كما حركة حماس التزموا وانضبطوا تحت سقف معين. اليوم الخوف، ليس من الداخل اللبناني، وكما قال رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ان قرار السلم في يدنا لكن قرار الحرب بيد اسرائيل. القادة الاسرائيليون يهددون بأنهم سيحولون بيروت الى غزة كما لا ننسى ان اسرائيل من خلال العمليات العسكرية تهدف الى تحقيق مكاسب سياسية واقتصادية في المستقبل، ولديها مصلحة في تدمير بيروت، وفي تدمير المرفأ والمطار".
وعن موضوع انتخاب رئيس الجمهورية، وإمكانية ان يشكل التصعيد في الجنوب حافزا ضاغطا على المعنيين لانتخاب رئيس في المستقبل القريب خصوصا في ظل الحديث عن تسويات ما بعد حرب غزة، قال درباس لموقعنا :" فريق الممانعة لا يزال مصر على مرشحه، وأنا لا أرى ان المناخ الداخلي قد نضج للتفاهم على رئيس للجمهورية، والتراشق الاعلامي والمواقف السياسية الحادة بين كلا الطرفين المعنيين في ذروتها. في هذه الحالة، لا يمكن القول اننا امام انتخاب رئيس للجمهورية قريبا.مع التأكيد ان التاريخ يعلمنا في لبنان انه لا يمكن تحديد أي موعد لأي استحقاق لأن الامور قد تتغير بين ليلة وضحاها".
وأكد ان "اسرائيل تحاول اليوم أن تأخذ بالتهديد ما تريده دون أن تغفل امكانية التدخل العسكري، لكن أنا أعتقد ان الاسرائيلي لن يغامر بالغزو البري للبنان لكنه اليوم يستخدم حربه عن بعد، وهذا أمر خطير لأن القتال بالطيران واغتيال القيادات يمكن ان يؤدي الى تداعيات لا تحمد عقباها".
وعن التسوية في المنطقة، رأى درباس ان "الحركة العربية في حدها التضامني الادنى اذ ان مصر والاردن مهتمتان بعدم تهجير الفلسطينيين الى أراضيهما. أما سوريا، فهي مهتمة بشؤونها الداخلية. في حين ان ايران، تحرك أدواتها من بعيد. واليوم الاميركيون يتحدثون عن القضية الفلسطينية التي يريدون ايجاد حلولا لها على طريقتهم وعلى الطريقة الاسرائيلية وليس هناك من يعترض. وبالتالي، لا أحد يعلم ان كان سيسفر الصراع في غزة عن تسوية متوازية الى حد ما."