كشفت القناة 14 الإسرائيلية أن زاهر جبارين سيحل مكان صالح العاروري الذي اغتالته إسرائيل في 2 كانون الثاني/ يناير الحالي في هجوم بصواريخ أطلقتها طائرة مسيرة في الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت.
وزاهر جبارين هو المسؤول عن ملف الاسرى الاسرائيليين الجنود منذ تسع سنوات.
تولى جبارين إدارة خلية تابعة لحركة "حماس" في ثمانينات القرن العشرين، اقترض أموالاً من والدته لشراء أسلحة. وهو اليوم يشرف على إمبراطورية مالية تقدر الولايات المتحدة قيمتها بمئات الملايين من الدولارات، ويموّل عمليات "حماس" ضد إسرائيل.
ويقول مسؤولون أميركيون وإسرائيليون إن الناشط يدير العلاقة المالية لـ"حماس" مع إيران، الداعم الرئيسي لها، ويتعامل مع كيفية إيصال طهران الأموال إلى قطاع غزة. وهو يشرف على مجموعة من الشركات التي تؤمن دخلاً سنوياً للحركة، ويدير شبكة من المانحين من القطاع الخاص ورجال الأعمال.
الجبارين هو امبراطور المال في حماس
وأشارت صحيفة "الوول ستريت جورنال" الأميركية إلى أن تأثير الجبارين على الشؤون المالية للحركة كبير إلى حد يعتقد مسؤولون أمنيون أميركيون وإسرائيليون حاليون وسابقون أنه مكّن الجماعة من تسديد ثمن الأسلحة وأجور المقاتلين لشن هجمات 7 تشرين الأول/ أكتوبر.
وقال عوزي شايع، وهو مسؤول أمني إسرائيلي سابق أجرى أبحاثاً بشأن التمويل غير المشروع: " أدى جبارين دوراً بارزاً، إذ أنه يتولى كل تمويل حماس خارج غزة"، واصفاً إياه بـ"الرئيس التنفيذي لحركة حماس".
وكان جبارين مقرباً من صالح العاروري، وساعد الرجلان في تأسيس الجناح العسكري للحركة في الضفة الغربية، وكانا مقربين من إيران. وكتب العاروري مقدمة كتاب نشره جبارين بعد خروجه من السجن، جاء فيها: "الأيام لم تضعف عزيمته... وهو مستمر إن شاء الله في استكمال هذه الرحلة في طريق الجهاد".
ولد جبارين عام 1968، ونشأ في سلفيت، وهي بلدة تقع في شمال الضفة الغربية، وأصبح متديناً عندما كان في سن صغير، يرتاد المسجد المحلي ويقرأ أعمال حسن البنا، مؤسس "جماعة الإخوان المسلمين".
وفي أواخر مراهقته، ترأس مجموعة من الشباب تسمى "فرق الرماية"، التي انضمت إلى الانتفاضة ضد إسرائيل عام 1987، وفقاً لمقابلة مع "صحيفة فلسطين" التي تتخذ من غزة مقراً لها. وقال جبارين إن أحد أعمال المقاومة الأولى التي قام بها كانت كتابة شعارات مناهضة للاحتلال في محيط سلفيت. وروى أن أحد أفراد المجموعة باع سيارته، وباع آخر مصوغات زوجته من أجل شراء أسلحة. واقترض جبارين أموالاً من والدته، وفقاً لملفه الشخصي عبر موقع مركز المعلومات الفلسطيني، الذي يقول باحثون إسرائيليون إنه تابع للحركة.
وكانت أكبر مساهمة مبكرة لجبارين هي بتجنيد الفلسطيني يحيى عياش، الذي درس كيفية صنع العبوات الناسفة، قبل اغتياله عام 1996.
جبارين كان معتقلا سابقا في السجون الإسرائيلية
في بداية أعمال العنف، اعتقلت القوات الإسرائيلية جبارين بتهمة قتل جندي إسرائيلي، وأدانته المحكمة بالقتل وحكم عليه بالسجن المؤبد، بحسب مسؤول سابق في السجن أمضى وقتاً معه.
وفي السجن، تعلم جبارين اللغة العبرية، وحصل على شهادة جامعية وكان أحد أعضاء "حماس" المسؤولين عن رعاية السجناء. وبدأ بتأليف كتابه الذي نُشر بعد عام من إطلاق سراحه عام 2011.
وخلال سجنه، تطورت "حماس" من حركة فلسطينية هامشية إلى الفصيل الأكثر شعبية في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وفازت الحركة في انتخابات المجلس التشريعي للسلطة الفلسطينية عام 2006، ما دفع إسرائيل والمجتمع الدولي إلى مقاطعتها. وبعد مرور عام، انتزعت "حماس" السيطرة على غزة من السلطة الفلسطينية، ما سمح لها بفرض الضرائب وعزز قدرتها على جمع الأموال.