بيئة

إيران تتهم تركيا بسرقة السحب الممطرة!

إيران تتهم تركيا بسرقة السحب الممطرة!

أثار الجنرال الإيراني في "الحرس الثوري"، غلام رضا جلالي، الجدل بعدما اتهم إسرائيل بـ"سرقة السحب والثلوج" والتسبب بتغيير المناخ في إيران.

وبينما لاقت الفكرة التي طرحها في ذلك الوقت تعاطياً ساخراً من قبل المسؤولين الإسرائيليين وخبراء البيئة والأرصاد الجوية عادت لتتجدد مع جانٍ مزعوم وجديد هو الجار تركيا، بحسب تقرير لـ"العربية".

وانتشرت خلال الشهرين الماضيين على المنصات صور تظهر تباين الأحوال الجوية في تركيا وإيران، حيث ظهرت سماء الأولى ملبدة بالغيوم، وقمم جبالها مكسوة بالثلوج.

وفي المقابل بدت السماء في إيران فارغة، وتحتها جبال جرداء على طول الحدود.

وليست هذه المرة الأولى التي يتصدر فيها موضوع سرقة السحب عناوين الأخبار في الجمهورية الإيرانية، ولطالما كانت السلطات متشككة في الأصدقاء والأعداء الذين يتلاعبون بالطقس لإحداث الجفاف والتسبب في الضرر.

وقبل عامين من حديث جلالي، أدلى الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد بتعليقات مماثلة زعم فيها أن "الأعداء" يدمرون ويحولون بشكل أو بآخر حصة إيران من السحب الممطرة كجزء من أجندة شائنة.

ورغم ذلك تم رفض الادعاءات لأكثر من مرة من قبل هيئة الأرصاد الجوية الإيرانية والهيئات البيئية الأخرى في البلاد، وفق ما تشير إليه مجلة "فوربس" الأميركية.

فهل يمكن سرقة السحب؟ ولماذا تتردد هذه الفكرة دائما في إيران؟ وماذا يقول خبراء البيئة؟

سرقة أم استمطار؟

في علم البيئة والأرصاد الجوية لا يوجد شيء اسمه "سرقة الغيوم" رغم أن المصطلح تردد كثيرا، وهو ما تؤكده عدة تقارير لوسائل إعلام غربية، بينها "نيويورك تايمز".

وتوضح مجلة "فوربس" أن "سرقة السحب" هو مصطلح يشير إلى الاعتقاد أو الاتهام بأن الدول تستخدم التكنولوجيا للتلاعب بأنماط الطقس لتحويل السحب الممطرة بعيدا عن منطقة معينة.

وفيما يتعلق بالاتهامات الموجهة لتركيا يقول كاوه مدني، مدير معهد الأمم المتحدة للمياه والبيئة والصحة إن الصور التي تقارن السماء في تركيا وفي إيران "تنتمي إلى لحظة محددة من الزمن".

ويضيف للمجلة الأميركية أنه "تم اختيارها عمدا أو بسذاجة للترويج لرواية ليس لها أي أساس علمي".

ويمكن تفسير الاختلاف في أنماط هطول الأمطار بين الدول من خلال عدة عوامل.

ويتلقى بعضها أمطارا أكثر من غيرها اعتمادا على عدد البحار القريبة واتجاه الرياح ومدى قربها من الجبال الشاهقة، كما يشير الخبراء لـ"فوربس".

وفي هذه الأثناء، وبينما تعاني معظم أجزاء إيران من الجفاف الشديد، يلفت المجتمع العلمي الانتباه نحو الأسباب الجذرية لأزمة المياه في البلاد.

ويوضح مدني: "من السهل تشتيت انتباه الجمهور بنظريات المؤامرة والقصص المغرية لفترة من الوقت، لكن المشكلة الحقيقية لن تحل بهذه الطريقة"، مضيفا أنه "في النهاية الشعب الإيراني هو الضحية الحقيقية لهذه اللعبة".

"سباق نحو الاستمطار"

ويشير تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز"، في آب/أغسطس 2022، إلى أن دولا في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والتي تعاني من ندرة المياه دخلت في سباق لتطوير التقنيات اللازمة "لاستمطار السحب" التي تمر في سمائها.

يقرأون الآن