لبنان

عناوين تحرك السفير بخاري: المملكة لن تتخلى عن لبنان

عناوين تحرك السفير بخاري: المملكة لن تتخلى عن لبنان

حظيت حركة السفير السعودي وليد بخاري، فور عودته من إجازة الأعياد من المملكة العربية السعودية إلى بيروت باهتمام لافت، بعدما ترددت معلومات عن أن حراكاً ستشهده الساحة اللبنانية لإعادة تحريك الملف الرئاسي على رغم حرب غزة وما يجري في الجنوب، وأن الموفد الأميركي ٱموس هوكشتاين لن يقتصر دوره على الترسيم البري أو تنفيذ القرار 1701، بل سيتعداه إلى الاستحقاق الرئاسي، وهو ما أشار إليه أمام بعض الذين التقاهم خلال زيارته الأخيرة إلى بيروت.

من هذا المنطلق، وفق ما ورد في "النهار"، جاءت جولات السفير بخاري على مرجعيات روحية وسياسية، وثمة أجواء بأن أجندته حافلة بالمواعيد، والعنوان واحد "المملكة لن تتخلى عن لبنان"، وسيكون لها دور بارز في إطار اللجنة الخماسية، وهناك تنسيق يجري بعيداً عن الأضواء بين الرياض وباريس وسائر دول اللجنة بعدما أزيلت التباينات التي سادت في مرحلة ماضية، كما ان هناك صورة جديدة ستظهّرها المرحلة المقبلة من خلال لقاء متوقع لسفراء اللجنة في العاصمة اللبنانية قد يُعقد في دارة السفير السعودي في اليرزة، ناهيك عن أجواء ومعطيات بأن الموفد الفرنسي جان - إيف لودريان سيعود إلى بيروت والأمر عينه للموفد القطري، ما يشي بان الملف الرئاسي يتابَع على أعلى المستويات، وإنْ كانت الأجواء الضبابية التي يجتازها لبنان وخصوصاً إشتعال جبهة الجنوب وكلام الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله، يعكس استمرارها وارتباطها بالميدان في غزة، إنما هناك محاولة لفصل الإستحقاق الرئاسي عن الحرب لجملة ظروف واعتبارات.

في السياق، تؤكد مصادر سياسية مواكبة لهذا المسار أن السفير بخاري لم يتحدث مع الذين التقاهم في أسماء رئاسية أو سواها، بل جاء كلامه في الإطار العام، بمعنى أن المملكة العربية السعودية لم يسبق لها أن تخلت عن لبنان "ولكن يجب أن تساعدوا أنفسكم وانتخبوا رئيساً للجمهورية". وعاد بخاري وشدد على أن الرئيس يجب أن يكون مارونياً مسيحياً وطنياً عربياً، والمملكة لم تدخل من الأساس في الزواريب السياسية الضيقة أو لعبة الأسماء، بل حددت مقاربات ومواصفات باتت تشكل مظلة واقية للجنة الخماسية، أي هناك توافق تام، من دون أن يفصح عن أي أسماء باعتبارها باتت معروفة ويتم التداول بها، ولا يخفى أن قائد الجيش العماد جوزف عون في الطليعة، ولكن في الحصيلة ان رئيس الجمهورية يُنتخب في إطار توافق دولي إقليمي وإجماع لبناني، فاللعبة الدولية تاريخية، أي ربع الساعة الأخير يتكلم وعنصر المفاجآت وارد. وليس سراً وفق مصادر مطلعة، أن الفاتيكان يتحرك بعيداً عن الأضواء وثمة اتصالات أجراها بعض كبار المسؤولين في الفاتيكان مع المسؤولين الفرنسيين، للإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية، إذ ان الفاتيكان قلق على لبنان وعلى الوجود المسيحي في هذه المرحلة، حيث الحرب تأكل الأخضر واليابس في المنطقة والأوضاع مرشحة للتفاقم، والشغور الرئاسي يقوّض الدور المسيحي في لبنان، محملا في الوقت عينه بعض الأطراف المسيحية مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع الراهنة بفعل الخلافات والانقسامات، ما ساهم في إطالة أمد الشغور وعدم انتخاب رئيس للبلاد.

وتضيف المصادر لـ"النهار" أن الحراك السعودي أو اللجنة الخماسية وعودة لودريان وما يقوم به هوكشتاين، لا يعني أن الرئيس سيُنتخب غداً أو الشهر المقبل، والأمور لا تزال محور متابعة، لكن ثمة من يشير إلى ضغوط حاسمة من قِبل أطراف اللجنة الخماسية وتوافق على حلّ هذه المعضلة، والاتصالات واللقاءات التي ستجري لاحقاً ستكون مغايرة كلياً للمراحل السابقة، بمعنى أن هناك من سيتحمل مسؤولية التعطيل. والسؤال: هل سينتخب الرئيس؟ ترد المصادر بأن الأجواء المتوافرة تشي بأن الأمور تسلك طريقاً قد تكون بمثابة "الخرطوشة الأخيرة"، وحتى الساعة فان ما جرى بين أعضاء اللجنة الخماسية من تواصل ولقاءات، اتسم بالتوافق وليس من تباينات، ناهيك عن أجواء بأن القطريين يتواصلون مع الإيرانيين لتأمين غطاء شامل لتمرير انتخاب الرئيس، في وقت لا يأتي دور الدوحة بمعزل عن الرياض والأمر عينه على سائر اللجنة الخماسية، ما يدل على الجدية والحزم للوصول الى النتائج المتوخاة، وهذا ما ستظهره الأيام القليلة المقبلة، حيث ثمة معلومات عن توجهات صارمة خوفاً من الآتي على لبنان.

ويبقى أن الاستحقاق الرئاسي وسواه من الملفات الداخلية والدستورية، لا يمكن الجزم بإنهائها مادامت الحرب مشتعلة على الحدود الجنوبية، وخصوصاً بعدما أكد نصرالله المؤكد بأنه طالما لم تتوقف الحرب في غزة فالأمر عينه في الجنوب، لذا كل الاعتبارات تؤخذ بالحسبان، لكن المفاجآت واردة نظراً الى حساسية الوضع الداخلي ودقّته.

يقرأون الآن