قد يمنح الخلاف بين الولايات المتحدة والصين، دفعة للهند، التي هي بحاجة إليها، لتصبح مركزاً تكنولوجياً عالمياً، طالما أنَّ الدولة الواقعة في جنوب آسيا تعالج عقباتها طويلة الأمد بما في ذلك الروتين المفرط، وعدم كفاءة الحكومة.
وذكر تقرير صدر يوم الثلاثاء من مؤسسة "هاينرخ"، التي تتخذ من آسيا مقرَّاً لها، التي أنشأها رجل الأعمال الأمريكي ميرلي هاينرخ، أنَّ "الحرب الباردة التكنولوجية بين واشنطن وبكين أدَّت إلى فصل استراتيجي، مما دفع سلاسل التوريد التصنيعية للتحوُّل إلى مواقع جديدة، وتجد الهند نفسها في وضع جيد لاستيعاب سلاسل التوريد هذه".
ووفقاً للمؤسسة، فإنَّ هناك عدَّة عوامل تعمل لصالح الهند في الوقت الحالي، التي استشهدت بدعوة الرئيس الأمريكي جو بايدن، لسلاسل التوريد "الخالية من الصين" في قطاعات معينة، فضلاً عن عضوية الهند في المجموعة الرباعية مع الولايات المتحدة، وأستراليا، واليابان.
وكان زعماء تلك الدول الأربع قد عقدوا قمتهم الأولى في وقت سابق من هذا الشهر، وذلك جزئياً لمعالجة المخاوف بشأن الثقل الاقتصادي والعسكري المتزايد لبكين.
ويذكر أنَّ الهند والصين قد انخرطتا في اشتباكات عنيفة على طول حدودهما المتنازع عليها في جبال الهيمالايا في عام 2020، على الرغم من الجهود المبذولة لتهدئة التوترات هذا العام التي أدَّت إلى سحب الجيشين قواتهما في فبراير.
التحول نحو الهند
وتعمل شركات التكنولوجيا العملاقة مثل "آبل"، و"أمازون"، و"سامسونغ إلكترونيكس"، التي اعتمدت على الصين لسنوات، على تحويل الإنتاج إلى الهند وجنوب شرق آسيا، وهي خطوة تسارعت مع تصاعد التوترات بين واشنطن وبكين.
ويعمل الوباء على تسريع هذا التحوُّل، إذ تستفيد الشركات من برامج الحوافز الإنتاجية الجديدة في الهند، وقاعدة العمل الهائلة، والسوق المحلية المتنامية بسرعة للأجهزة، وخدمات الإنترنت.
وفي هذا السياق، قال أليكس كابري، الباحث المقيم في سنغافورة الذي كتب التقرير: "كل شخص تحدَّثت إليه في قطاع التكنولوجيا ينقل الأشياء من الصين، أي شيء يعدُّونه حساساً". وقال، إنَّ الهند تتطلَّع أيضاً إلى تقليل اعتمادها على الصين.
وذكر التقرير أنَّه سيتعيَّن على نيودلهي أيضاً معالجة القضايا التي أعاقت نمو التصنيع، مضيفاً أنَّ اللوائح والضرائب المفرطة، والافتقار إلى التنسيق بين الحكومة المركزية، ومستوى الولاية قد أعاقت المستثمرين.
وأضاف التقرير أنَّ مسار الهند لكي تكون مركزاً للتكنولوجيا، سيعتمد على قدرتها على تطوير تصنيع الهواتف الذكية، مشيراً إلى أنَّ الصين لا تزال تحتل مكانة رائدة في هذه الصناعة.
وقالت مؤسسة "هاينرخ"، إنَّ الهند يمكن أن تضغط على واشنطن لإقناع كبار صانعي الرقائق، مثل شركة "تايوان لصناعة أشباه الموصلات المحدودة" بفتح مصانع معينة في الدولة الواقعة في جنوب آسيا.
وقال كابري، إنَّ الهند تواجه الكثير من الشكوك التي بإمكانها معالجتها، "لكن أكثر من أي وقت مضى يقول الناس، إذا كانت الهند ستفعل ذلك، فعليها فعل ذلك الآن".
بلومبرغ الشرق