رحل محمود المسلّمي، كبير مذيعي “هنا لندن”، هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي نيوز عربي"، في لندن عن عمر يناهز السبعين عاماً.
وضع المسلّمي النقطة الأخيرة في بثّ إذاعة بي بي سي نيوز عربي، وأغلق الباب على أستوديو الإذاعة في لندن، مع وقف بثها التقليدي، والانتقال إلى الفضاء الرقمي، في كانون الثاني/يناير 2023، وفق تقرير أعدته الاذاعة عن الراحل.
وكان المسلمي آخر صوت يُسمَع في إذاعة بي بي سي العربية قبل إغلاق بثها الإذاعي الذي استمر لـ85 عاماً.
وبعد عام تقريباً، توفي المذيع المصري المخضرم، صاحب الصوت الأيقوني، وكبير مذيعي بي بي سي نيوز في بثها العربي، ونعته صفحته الشخصية على فيسبوك، في 15 شباط/فبراير.
صاحب المسيرة الحافلة في الصحافة والإذاعة والتدريب، ترك بصمات مهمة في عالم الإذاعة العربية، من تقديم نشرات الأخبار، إلى العمل على برامج حوارية، وسياسية، وثقافية.
التحق المسلّمي بإذاعة بي بي سي عام 1991، وبدأ مذيعا ولم يتولّ أي مناصب إدارية وكرس حياته للعمل الإذاعي، ويقول زميله الدكتور فؤاد عبدالرازق أنه اشتهر بعبارة “يا نجمتي البعيدة”.
وإلى جانب إرثه الكبير عبر الراديو، تولّى الراحل تدريب كلّ من التحق بالإذاعة، ويقول من عملوا معه، إنه كان معروفاً بحرصه على مساعدة الزملاء الجدد خاصة في مجالي الإلقاء والنطق السليم وقواعد اللغة العربية.
وعبّر كثيرون من الزملاء في فريق بي بي سي نيوز عربي عن شعورهم بالخسارة الشخصية، لرحيل زميل وأستاذ، له فضل على أجيال من العاملين في الخدمة العربية، خصوصاً أنه عرف بتواضعه، وخفة دمه، وحبه للجمال.
المسلّمي من مواليد عام 1957، وبدأ مسيرته في الإذاعة المصرية عام 1975، وكانت مرحلة صقلت تجربته، والتقى خلالها بعمالقة الفن والأدب، مثل نجيب محفوظ، ونور الشريف، وتوفيق الحكيم، ويحيى حقي، وغيرهم.
انتقل بعدها إلى إذاعة صوت العرب، ثمّ في إذاعة سلطنة عمان، خلال الثمانينيات، قبل أن يلتحق بإذاعة بي بي سي عربي مطلع التسعينيات.
وقدّم على هذه الإذاعة العديد من البرامج الشهيرة، منها “همزة وصل” و”بانوراما” و”المشهد” و”عالم الظهيرة” “والعالم هذا المساء”، وشارك بتغطية أحداث مهمّة، مثل حرب الخليج الثانية، والغزو الأمريكي للعراق.
كان أشهر برامج المسلّمي كان “همزة وصل” الذي انطلق سنة 2000، وكان اسمه في البداية “على الهواء مع الأصدقاء”، ثم طلب من المستمعين أن يختاروا اسم البرنامج، وحقق نجاحاً كبيراً.