وسط أجواء اتسمت بسحر أفريقيا، وغموض الفراعنة، وعلى شواطئ نهر النيل، اختتمت الدورة الثالثة عشرة من مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية، والذي أقيم وسط معالم مدينة الأقصر التاريخية في صعيد مصر خلال الفترة من 9 إلى 15 من شهر شباط/ فبراير الجاري، بمشاركة 220 من نجوم وصُنّاع السينما الذين وفدوا من 34 دولة عربية وأفريقية وأوروبية وقدّموا 42 فيما توزعت على مسابقات وبرامج عروض المهرجان المختلفة.
حضر حفل ختام الدورة الثالثة عشرة التي حملت اسم المخرج المصري خيري بشارة، الفنان محمود حميدة رئيس شرف المهرجان، والسيناريست سيد فؤاد رئيس المهرجان، والمخرجة عزة الحسيني مدير المهرجان، وعددا كبيرا من الفنانين المصريين والعرب والأفارقة.
وقدم الحفل الختامي للمهرجان الإعلامية المغربية وفاء ميراس والفنانة ياسمين الهواري، وفي البداية قال السيناريست سيد فؤاد: من مهرجان الأقصر ندافع عن السينما، ونكافح من أجل الخير والوعي والتنمية، ومن أفلام السينما نعيش أعمارا فوق أعمارنا والسينما أطول من العمر ومن مهرجان السينما ندافع عن الإنسان، وتحية لكل الشعوب الأفريقية المحبة للسينما والخير والجمال.
وأضاف "ذهبت إلى السودان الشقيق 3 مرات وشعرت أنني متواجد في وطني، وفي ظل القتل والحرب وفرار مئات الآلاف من الشعب السوداني الشقيق إلى الدول المجاورة أدعوا الجميع للتضامن مع الشعب السوداني الشقيق".
وتابع "كما أتحدث عن مجازر الكيان الصهيوني ونعلن تضامنا الكامل مع الشعب الفلسطيني الشقيق".
ثم جاءت كلمة المخرجة عزة الحسيني مدير المهرجان فوجهت الشكر لكل من ساهم في خروج الدورة الـ13 رغم كل التحديات التي واجهتهم، ووجهت الحسيني، الشكر لكل مديري الورش المشاركة في المهرجان، والشباب الذين تطوعوا لإدارة ورش المهرجان، كما وجهت الشكر إلى الشركاء الرسميين ومنهم: وزارة الثقافة والشباب والرياضة والسياحة والآثار محافظة الأقصر والمجلس الأعلى للآثار وجميع قيادات محافظة الأقصر.
وتابعت الحسيني "سعدنا بكل الضيوف في مهرجان الأقصر وأتمنى لكل المخرجين وصناع الأفلام التوفيق في جميع المسابقات، وأنا سعيدة بمشتركة كل هؤلاء النجوم الشباب المشاركين في جميع فعاليات المهرجان".
وطلبا مقدما الحفل من رئيس شرف المهرجان الفنان محمود حميدة والسيناريست سيد فؤاد رئيس المهرجان والمخرجة عزة الحسيني مدير المهرجان، والمخرج خيري بشارة - التي تحمل دورة المهرجان اسمه - الصعود إلى المسرح لتكريم عدد من نجوم أفلام خيري بشارة، حيث تم تكريم الفنانة القديرة تيسير فهمي، ثم كرمت الفنانة سحر رامي، وتكريم النجم أحمد عبدالعزيز، كذلك تم تكريم الفنان الكبير لطفي لبيب، واختتمت التكريمات بتكريم اسم الفنان القدير سامي العدل، وتكريم اسم النجم الراحل حسين الإمام.
ثم دعت مقدمة الحفل الإعلامية وفاء ميراس كل من الناقد المغربي عبدالإله الجوهري اتحاد المؤلفين والمنتجين بالمملكة المغربية والمخرجة عزة الحسيني مدير المهرجان، لتوقيع بروتوكول تعاون مع اتحاد المؤلفين والمنتجين بالمملكة المغربية ومهرجان الأقصر للسينما الأفريقية، وذلك في إطار الشراكات والتعاون مع الكيانات السينمائية في القارة الأفريقية.
ثم تم إعلان جوائز المسابقات المختلفة، والتي جاءت كالتالي:
مسابقة أفلام الطلبة
ضمت لجنة تحكيم أفلام الطلبة كلا من: المخرج هاني لاشين، والدكتور مالك خوري.
وقد حصل على جائزة النيل الكبرى لأحسن فيلم قناع توت عنخ آمون الذهبي فيلم "طرح النيل" إخراج نظرة الذهبي، وهو عبارة عن سيرة ذاتية للفنان التشكيلي محمد عبلة، والذي عرضت أعماله في مصر وفي غاليريهات ومتاحف عالمية حيث تميز أسلوبه الفني في الرسم والتصوير والتجهيز في الفراغ بانعكاس هموم وقضايا المجتمع المصري.
وحصل على جائزة لجنة التحكيم الخاصة قناع توت عنخ آمون الفضي فيلم "بحر" إخراج بلال أبوسمرة، وهو يدور حول زوج فقد زوجته، لكنه يسعى للتواصل معها مرة أخرى، حيث يؤمن أن الموت بداية وليس نهاية.
وحصل على شهادة تقدير خاصة من لجنة التحكيم فيلم "المراية" إخراج زياد راغب، تقديرا لما يحمله الفيلم من أفكار إنسانية، والفيلم يدور حول "سيف" الطالب في معهد الموسيقى، لكنه يعاني من ظواهر غريبة تحدث له بدون تفسير، حيث يقرر السفر إلى الإسكندرية كي يعزل نفسه في مكان مهجور، وفجأة تظهر له فتاة في المرآة، وتدعي أنها تعرف السر وراء ما يحدث له.
مسابقة الدياسبورا (الشتات)
ضمت لجنة تحكيم مسابقة الدياسبورا "الشتات" كلا من: المخرج والأكاديمي سام لحود من لبنان، والفنانة سلوى محمد علي، ومن تونس لمياء بلقايد قيقة.
وقد حصل على جائزة أفضل فيلم الفيلم الوثائقي "شجاعة متناهية" إنتاج فرنسا وبنين، إخراج بيلي توره ولوران شيفليه، والتي تدور أحداثه حول فرقة المسرح والموسيقى والرقص من ذوي الهمم القادرين من الأقزام الشباب، وفي رحلة من كوناكري إلى تولوز، نرى كيف تمكن هؤلاء الشباب من تحويل حنقهم على ظروفهم إلى أمل في الحياة.
وحصل فيلم "أرض توغو" إنتاج ألمانيا، إخراج يورغين الينجهاوس على جائزة لجنة التحكيم الخاصة، والفيلم عبارة عن رحلة استكشافية لـ"التجهاوس" مع آلة عرض متنقلة، في نفس الأماكن التي كان يصور فيها المخرج السينمائي هامز شومبرجك مشاهده خلال رحلة استكشافية سينمائية غير مسبوقة إلى غرب أفريقيا لإنتاج أفلام وثائقية في شمال توغو التي كانت مستعمرة ألمانية آنذاك، وذلك قبل وقت قصر من اندلاع الحرب العالمية الأولى.
مسابقة الأفلام القصيرة
ضمت لجنة تحكيم مسابقة الفيلم القصير، من مصر المخرج المصري مجدي أحمد علي، والمنتج محمد العدل، وناكي سي سافانيه من كوت ديفوار، ومن الكاميرون جون روك باتوديم، والمغربي عبدالإله الجوهري.
قررت لجنة التحكيم منح الجائزة الكبرى قناع توت عنخ أمون الذهبي للفيلم الكيني "تصرف عاطفي" إخراج أريك موانجي، والفيلم يدور حول "جوليانا" التي فقدت وظيفتها في أحد المطاعم، وانتقلت إلى منزل من غرفة واحدة في حي عشوائي بنيروبي، وتبتسم لها الحياة عندما يتم إدراجها في القائمة النهائية لوظيفة محاسب في إحدى الشركات الكبرى.
وحصل الفيلم الجزائري "زهرة الصحراء" إخراج أسامة بن حسين على جائزة لجنة التحكيم الخاصة قناع توت عنخ أمون الفضي، وتناول الفيلم في إطار تخليد الذاكرة الوطنية والاحتفاء بستينية الاستقلال، التجارب النووية الفرنسية في منطقة رقان جنوب الجزائر ونواحيها، وما تعرّضت له من جرائم متتالية بدءا من شباط /فبراير 1960، من دون الاكتراث بمصير الشعب الجزائري.
وقد حصل على التنويه الخاص من لجنة التحكيم مناصفة الفيلم السنغالي "تحت وقع الصمت" إخراج مازيجنا باروس، والفيلم الرواندي "طائر بلا أجنحة"، ويدور "تحت وقع الصمت" في إطار اجتماعي حول "ميرتا" التي تطلب الطلاق من زوجها ألكسندر بعد 15 عاما من الزواج، ويحصل الاثنان على حضانة مشتركة لابنتهما البالغة من العمر 8 سنوات، ولكن ذات ليلة تبوح له بسر خطير.
والفيلم الرواندي "طائر بلا أجنحة" يدور حول عالم لا تجد فيه بطلة الفيلم الحب والصدق، بل الخيانة والعقبات، ويصعب عليها العثور على الكلمات التي تعكس حياتها بدقة، لكنها تصمد خلال الأيام الضبابية على أمل الوضوح.
مسابقة الأفلام الطويلة
ضمت لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الطويلة كلا من: المخرجة هالة خليل، والمخرجة السنغالية ميمونة ندياي، والمخرج محمد ياسين، ومن بوركينا فاسو الممثلة آي كيتا يارا، والمخرج التونسي مختار العجيمي.
وقد حصل الفيلم السوداني "وداعا جوليا" إخراج محمد كردفاني على جائزة أفضل فيلم قناع توت عنخ أمون الذهبي، وهو يلقي الضوء على القوى المحركة الاجتماعية التي أدت إلى انفصال جنوب السودان.
فيما حصل على جائزة لجنة التحكيم الخاصة قناع توت عنخ أمون الفضي الفيلم المصري "رحلة 404" للمخرج هاني خليفة، والفيلم التونسي "وراء الجبل" للمخرج محمد بن عطية.
ويدور فيلم "رحلة 404" حول "غادة" التي تتورط في مشكلة طارئة قبل أيام من سفرها إلى مكة لأداء فريضة الحج، فتلجأ لأشخاص من ماضٍ ملوث كانت قد قطعت علاقتها بهم، من أجل جمع مبلغ مالي كبير، وتتوالى الأحداث. أما الفيلم التونسي "وراء الجبل"، فيتتبع رحلة "رفيق" الذي خرج للتو من السجن بعدما قضى أربع سنوات، ولا يوجد أمامه سوى خطة واحدة، وهي أن يصطحب ابنه في رحلة إلى ما وراء الجبال حتى يريه اكتشافه المذهل.
وحصل الفيلم السنغالى "بانل وأداما" على تنويه من لجنة التحكيم، وهو مرشح السنغال للمشاركة بمسابقة أوسكار أفضل فيلم أجنبي، وتدور أحداثه في قرية نائية، حيث يعيش ثنائي يدعى بانيل وأداما قصة حب، وهو ما جعلهما حريصين على الحصول على موطن خاص بهما، والعيش بعيدًا عن عائلتيهما، لكن تحدث الفوضى، عندما يرفض أداما أداء واجبه كرئيس مستقبلي.
وحصل كذلك على تنويه من لجنة التحكيم الفيلم المغربي "أنيماليا" للمخرجة صوفيا العلوي، والفيلم عبارة عن لوحة فريدة من نوعها للخيال العلمي الكلاسيكي يحكي عن قصة شابة حامل في المغرب أثناء غزو الفضائيين.
وفازت النجمة المصرية منى زكي بجائزة أفضل ممثلة عن دورها في فيلم "رحلة 404"، بينما حصل الفنان التونسي مجدي مستورة على جائزة أفضل ممثل عن دوره في فيلم "وراء الجبل".