مع البرودة النسبية في مواجهات "جبهة الاسناد" جنوباً، والتي تتعرض "لنار صديقة" بين وقت وآخر من قبل التيار الوطني الحر، الذي يعارض استراتيجية ربط الصراع على خلفية ما يجري في غزة، يمكن اعتبار ان الاسبوع الاخير من شهر شباط، الذي رغم قصره، بدا طويلاً وثقيلاً على المستويات كافة، مع عودة مجلس الوزراء للاجتماع، وتعرض قانون الموازنة العمومية للكمات دستورية واقتصادية ولوجستية (مطالبة المخاتير باعادة النظر برسوم اخراجات القيد، ووثائق الزواج والولادة وسوى ذلك)، والخلافات المحتدمة حول ما يمكن تقديمه للمتقاعدين، الذين يعارضون توجهات الحكومة، لتحريك الادارة والمدارس والجامعة والقضاء بحوافز مالية، لا تؤثر على شلل الحلول والحياة العملية ودورة العمل والانتاج.
ولاحظت أوساط سياسية أن تناغم موقف الرئيس ميشال عون ورئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل بشأن ربط الساحات والاعتراض الواضح على جر لبنان إلى الحرب يدفع إلى الاستفسار بشأن الغاية من بث الموقف في هذه الفترة كما الكلام عن جلسات الأنتخاب المتتالية ما يعطي الانطباع أن التيار انتقل إلى الضفة الأخرى، لكن هل ان قرار الانفصال عن حزب الله اتخذ، وفق سؤال هذه الأوساط التي دعت إلى ترقب مواقف الأفرقاء السياسيين من هذا الموقف.
وقالت المصادر لـ"اللواء" أن برنامجا قد اعد لجدول زيارات سفراء اللجنة الخماسية على القيادات السياسية قبيل الانطلاق في مسعى يتصل بتزخبم الاستحقاق الرئاسي ويقع في صلب مهمة الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان في بيروت، معلنة أن لا أسماء يتم التداول بها وإنما سيعمل لودريان على عرض خطوط أو مبادىء عريضة تتصل بالإستحقاق كمرحلة أولى.
وفي قصر الصنوبر كان الملف الرئاسي على الطاولة، اذ عقد سفراء اللجنة الخماسية الدولية اجتماعاً في قصر الصنوبر بدعوة من السفير ماغرو، وانتهى الاجتماع بعيداً عن الاعلام.
وحضرت المخاوف من اشتعال المنطقة، في الاتصال الذي اجراه الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اكد خلاله "ضرورة بذل الجهود بهدف تجنب التصعيد واشتعال المنطقة، خصوصاً في لبنان والبحر الاحمر، حيث مخاطر التصعيد قائمة".
ومن قصر بسترس، قال السفير الفرنسي ايرفيه ماغرو ان بلاده تبذل جهوداً لخفض التوتر، معرباً عن امله في احراز تقدُّم.
واتفق السفراء خلال الاجتماع الذي تجاوز الساعة على استكمال الجولات على القيادات اللبنانية بهدف التفاهم على آلية المسار الرئاسي قبل عودة لودريان الى بيروت.
تسربت معلومات ديبلوماسية عن اجتماع سفراء اللجنةالخماسية ليل امس بمقر السفارة الفرنسية في بيروت،مفادها بأن المجتمعين استعرضوا نتائج اجتماع اللجنة مع بدء مهامها ولقائها مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري، وأسباب عدم استكمال جولاتها على المسؤولين السياسيين الأساسيين.
وقالت المصادر انه جرى تبادل وجهات النظر، واستعراض التحركات التي قام بها الاعضاء في الخارج ولا سيما مع الدول المعنية، والتأكيد على ضرورة الخروج بنتائج تساعد في تسهيل انتخاب رئيس للجمهورية.
واشارت إلى تباين بين سفراء اللجنة ،التي لم تتجاوز مدة اجتماعها اكثر من ثلاثة ارباع الساعة حول توقف جولاتها على باقي المسؤولين، بعدما تبين ان بعض اعضائها لا يستطيعون زيارة حزب الله مثلا، في حين تتطلب المهمة وجودهم جميعا معا.
وكشفت المصادر النقاب عن تطرق المجتمعين الى موضوع موعد انعقاد المؤتمر المخصص لدعم الجيش والقوى الامنية الاخرى، والذي كان مبدئيا في العاصمة الفرنسية،الا انه تم ارجاء البحث فيه بانتظار مزيد من التشاور حوله لاحقا.