إن ارتفاع نسبة السكر في الدم لا يحدث فقط بعد تناول وجبة غنية بالكربوهيدرات، بل إن هناك الكثير من الأسباب الأخرى التي يمكن أن تؤدي إلى ارتفاع نسبة الغلوكوز في الدم، منها الإصابة بنزلة برد، لأن الجسم عندما يمرض يطلق هرمونات معينة لمحاربة العدوى، مما يؤثر على مستويات الغلوكوز في الدم، حسبما ورد في تقرير نشره موقع Eating Well.
ووفقا لما ذكرته الجمعية الأميركية للغدد الصماء، عندما يمرض الشخص يطلق جسمه سلسلة من الاستجابات لمحاربة العدوى.
أما بالنسبة لمرضى السكري، فإن ارتفاع نسبة السكر في الدم أثناء العدوى يمكن أن يكون أكثر خطورة لأن الجسم يواجه بالفعل صعوبة في التحكم في نسبة السكر في الدم.
ووفقا للمراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها CDC، مع انخفاض إنتاج الأنسولين وارتفاع نسبة السكر في الدم، يصبح المريض أيضا في خطر متزايد للإصابة بالحماض الكيتوني السكري DKA أثناء نزلات البرد أو العدوى.
وبحسب ما جاء في نتائج دراسة، نُشرت 2023 في دورية Annals of Medicine & Emergency، تُظهر النتائج أن العدوى هي أحد الأسباب الأكثر شيوعًا لمضاعفات مرض السكري، حيث يحدث الحماض الكيتوني السكري عندما لا يكون لدى الجسم ما يكفي من الأنسولين لنقل الغلوكوز من مجرى الدم إلى الخلايا، لذلك يتحول إلى الدهون للحصول على الطاقة. يؤدي تحلل الدهون للحصول على الطاقة إلى إنتاج الكيتونات، والتي يمكن أن تصبح خطيرة عندما يتم إنتاج الكثير منها بسرعة كبيرة.
يمكن استخدام اختبار بدون وصفة طبية للتحقق من وجود الكيتونات في البول أو جهاز قياس لاختبار مستويات الكيتون في الدم. إذا كان الشخص مصابًا بمرض السكري، توصي CDC بإجراء اختبار كل أربع إلى ست ساعات أثناء المرض للتأكد من أنه ضمن المعدل الطبيعي، وأن يتم مراجعة الطبيب على الفور إذا كان المريض قلقًا من احتمالية إصابته بالحماض الكيتوني أو ارتفاع مستويات الكيتون، لأن الحماض الكيتوني السكري حالة طبية طارئة.
لمنع ارتفاع أو انخفاض نسبة السكر في الدم المرتبطة بالإصابة بنزلة برد، يمكن اتباع الاستراتيجيات التالية:
• فحص نسبة السكر في الدم بانتظام: إذا أصيب مريض سكري بنزلة برد أو عدوى، فغالبًا ما يوصي طبيبه المعالج بمراقبة مستوى الغلوكوز في الدم عن كثب. يمكن أن يساعد ذلك على اتخاذ الإجراءات اللازمة، مثل تعديل الوجبات الرئيسية أو الخفيفة. وإذا كانت نسبة السكر في الدم مرتفعة أو منخفضة للغاية يجب التوجه إلى الطوارئ على الفور.
• إبقاء الأدوية في متناول اليد: إذا كان المريض يتناول دواء السكري أو الأنسولين، فيجب أن يتأكد من أن لديه ما يكفي في متناول اليد في حالة إصابته بنزلة برد. (قد يكون من الصعب الحصول على عبوة عندما لا يشعر الشخص أنه على ما يرام).
• تناول وجبات منتظمة: على الرغم من أن الشهية قد تنخفض عندما يكون الشخص مريضًا، إلا أن تخطي الوجبات قد يتسبب في انخفاض نسبة السكر في الدم لديه بشكل كبير جدًا.
كما أن الحفاظ على التغذية يمنح الجسم الطاقة اللازمة لمحاربة العدوى.
• توافر الأطعمة سهلة التحضير: تنصح CDC بشرب أو تناول 50 غراما من الكربوهيدرات كل أربع ساعات عندما يكون الشخص مريضًا.
يمكن أن يكون الطهي وتناول الطعام أثناء المرض أمرًا صعبا، لذا يُنصح بالاحتفاظ بالأطعمة المغذية والقليلة الجهد عند التحضير في متناول اليد.
وتشمل بعض الأمثلة الحساء المعلب والشوفان سريع التحضير والبسكويت والجبن والخبز وزبدة الجوز أو العصير أو المرق أو المثلجات أو الحليب أو الزبادي أو حتى الصودا العادية للمساعدة في منع انخفاض نسبة السكر في الدم.
•تناول كمية كافية من الماء: إن شرب السوائل مهم عندما يكون الشخص مريضا. كما يمكن أن يسبب الجفاف أيضًا ارتفاعًا في نسبة السكر في الدم.
•ممارسة المشي عند التحسن: عندما يبدأ الشخص في الشعور بالتحسن، يمكن أن يجرب أشكالًا لطيفة من الحركة.
ووفقًا لدراسة، أجريت عام 2022 ونشرتها دورية الطب الرياضي، تبين أن المشي منخفض الكثافة بعد تناول الطعام يساعد في خفض نسبة السكر في الدم.