أكد النائب عماد الحوت في حديث لـ"وردنا"، أنّ "موقف الجماعة الإسلامية في لبنان تجاه ما يجري في غزة، هو موقف كل إنسان شريف في هذا العالم يؤمن بأن الشعب الفلسطيني قد احتلّت أرضه، وهجر من دياره وهو يتعرّض اليوم لأبشع أنواع الإجرام تحت سمع وبصر، بل ومشاركة، إدارات الدول المختلفة".
وقال الحوت: "إنّ من حق الشعب الفلسطيني أن يناضل من أجل تحرير هذه الأرض، وأن من واجب الشعوب الحرة، والشعب اللبناني جزء منها، أن يدعم هذا النضال المحق بكل الوسائل المتاحة والمجدية".
قوات الفجر
وعن استمرارية العمل الحربي ضمن قوات الفجر، لفت الحوت إلى أنّ "العمل المقاوم في الجماعة ليس طارئًا، وإنّما بدأ مع الاجتياح الاسرائيلي عام ١٩٨٢ واستمر حتى اليوم، في ظل غياب الاستراتيجية الدفاعية للدولة اللبنانية والتي كنا من أوائل المطالبين بها".
وأضاف: "هذا العمل كانت وجهته على الدوام وسنبقى باتجاه العدو الإسرائيلي، والمساهمة في رد أي عدوان على الأرض اللبنانية بقدرات ذاتية، وبشكلٍ مستقل عن المحاور، ولم يؤخذ عليه يوماً أنه وجّه سلاحه لأي وجهة أخرى داخلية كانت أو خارجية".
وقال: "اليوم تشهد منذ ما بعد السابع من تشرين الأول/أكتوبر ٢٠٢٣، اعتداءات اسرائيلية على الأرض اللبنانية طالت مدنيين واعلاميين ومنشآت مدنية، في طل عجز المجتمع الدولي عن لجم هذه الاعتداءات، بل وتغطيتها في مجمل الأحيان، مما رتب على الجماعة القيام بدورها في الرد على هذا العدوان وحماية أهلنا في قرى الجنوب، على قدر امكاناتنا ووفق قواعد لا تجر لبنان الى مواجهة شاملة لم يقررها".
وعن موقفه من حزب الله، أكّد الحوت أنّ موقفه السياسي "ليس موقفًا شخصيًا، وإنّما هو مرتبط بموقف الجماعة العام في الملفات الداخلية والخارجية، ومن بينها الموقف من أداء القوى السياسية اللبنانية المختلفة ومن بينها حزب الله. وهذا الاختلاف في بعض الملفات السياسية ليس عنوان عداوة، وإنّما هو وضع طبيعي في العملية السياسية، وهو لا يعني التعاون في ملفات أخرى، وهذا ينطبق على حزب الله وعلى غيره من القوى السياسية في لبنان".
وتابع: "المقاومة هي خيار ذاتي لكل إنسان أو مجموعة في مثل هذه الظروف، وكل جهة تقيس قدراتها وامكاناتها، ونحن أنفسنا لو كان للبنان استراتيجية دفاعية واضحة لما بادرنا ولكنا جزءاً من هذه الاستراتيجية الدفاعية".
ورأى النائب أنّ "شعار "قوة لبنان بضعفه" شعار أثبت فشله وينبغي أن يستبدل بشعار "قوة لبنان بقوته" قوته المنطلقة من استراتيجية دفاعية جامعة، دبلوماسية ناشطة، ووحدة الموقف الشعبي".
سوريا
وعن علاقته بالنظام في سوريا، أوضح الحوت أنّه "لم يتغير موقفنا من الأحداث في سوريا، والذي كان منذ اليوم الأول، بأننا نرتضي ما يرتضيه الشعب السوري لنفسه، دون تدخل منا في الأحداث. أما عن مقاومتنا في وجه العدو الاسرائيلي فهي مقاومة مستقلة بجهد ذاتي، غير خاضعة لمحور من المحاور ولا يعنيها رضا أو عدم رضا النظام في سوريا".
قرار الحرب والسلم
أشار النائب عماد الحوت إلى أنّ "قرار الحرب والسلم، بمعنى المواجهة الشاملة، ليس بيدنا وإنّما هو في الجانب اللبناني بالنسبة لنا بيد الدولة اللبنانية، ولكن واقعيًا القرار هو عند العدو الاسرائيلي، في ظل أزمته الداخلية وأزمة رئيس حكومته السياسية، والذي قد يبادر للذهاب الى الأمام على مستوى الجبهة اللبنانية ليغطي على أزماته، وكل ذلك دون مبررات أو مسوغات كما يدعي البعض".
ولفت إلى أنّ "الجماعة الإسلامية مؤسسة وليست أفراد، قراراتها تشاورية مؤسسية، وبالتالي هي موحدة من خلال آلياتها التنظيمية. من الطبيعي أن يكون هناك تعدد في وجهات النظر والتحليل، وهذا يغني النقاش الداخلي وينضّج القرارات، وهو دليل عافية وليس انقسام".
الجبهة الجنوبية
لفت الحوت إلى أنّ "الوضع في لبنان ضبابي نتيجة عدّة عوامل، من بينها جنون القيادة الاسرائيلية، وعدم الشعور بالمسؤولية لدى القيادات اللبنانية تجاه الفراغ الرئاسي، وغياب المعالجات الإصلاحية والاقتصادية للأزمة في لبنان".
وفيما يتعلق بالجبهة الجنوبية، قال: "جميع الدول تخشى من عواقب فتح هذه الجبهة وتحولها الى جبهة واسعة اقليمية وتسعى كل جهدها لعدم السماح بفتحها، ولكن أمام أزمة رئيس الحكومة الإسرائيلية السياسية، وأزمة الحكومة الاسرائيلية الداخلية تبقى كل الاحتمالات واردة".